أصبح تقليد منتجات ناجحة أمرًا طبيعيًّا، فإذا كانت الصين على رأس قائمة المتهمين بتقليد مختلف المنتجات، هنالك أنواع جديدة من المقلدين الذين يجعلون من المنافسة أمرًا صعبًا حتى على صاحب الفكرة والمنتج الأصلي، ولنا في إنستغرام وفيس بوك ومحاكاتهما -مصطلح أخف وقعًا من ‘سرقة’- لعدة ميزات من سناب شات أبلغ مثال، مع عدم لعب امتلاك صاحب الفكرة لبراءة اختراع دورًا كبيرًا في دحر مثل هذه السلوكيات، بسبب التغير المستمر لقوانين براءات الاختراع والتكاليف المادية الباهضة للدخول في معارك قضائية بسببها، لذا سيكون على رواد الأعمال التأقلم مع بروز مقلدين لمنتجاتهم التي عملوا بجد لتقديمها بالشكل المطلوب، مع تسخير عدة ممارسات إيجابية لدعم ملكيتهم لها دون الالتفات إلى خيبة الأمل التي قد تتمخض عن مثل هذه السلوكيات. هذه 4 خطوات مهمة لمقارعة مقلدي المنتجات وسارقي الأفكار.
استغلال الشبكات الاجتماعية خير استغلال
تلعب إمكانية استغلال المستخدم للشبكات الاجتماعية للوصول إلى الزبناء دورًا كبيرًا في نجاحه، حيث أنها قوة لا يستهان بها قادرة على الأخذ بيد رائد الأعمال ومرافقته في طريقه للنجاح، ولعل أبرز ميزة يمكن لرائد الأعمال استغلالها عند إطلاق مشروع معين، هي بناء جسر تواصل متين بينه وبين عملائه، مع التركيز على بناء علاقات شخصية وطبيعية أكثر مع الزبناء، حيث تلعب مثل هذه العلاقات دورًا كبيرًا في جذب الزبناء وبث الطمأنينه في أنفسهم، وهو ما يختلف عن الشركات الكبيرة التي تنهج أسلوبًا رسميًّا بعيدًا عن مثل هذه العلاقات، ما يتيح لرواد الأعمال الظهور بمظهر أصلي، وهو ما يمكن اعتباره أساسًا لمعانقتهم لسياسة منفتحة، شفافة، ومؤثرة. ولا تعد هذه العملية بالسهلة، حيث تتطلب الكثير من التفاني، العمل، والإبداع، وهو يتطلب وقتًا طويلًا، لكن نتائجه على المدى الطويل تكون مرضية للغاية.
بناء علاقات مع تجار التجزئة
تساهم العلاقات الطيبة مع تجار التجزئة في تسهيل العديد من الأمور على رائد الأعمال، لذا سيكون بناء علاقة عمل متينة مع تجار التجزئة خطوة مهمة في طريق نجاح المشاريع الرائدة، فرغم تفضيل معظم الشركات للبيع بهامش ربح عالٍ بدلًا من تزويد شركات ومتاجر أخرى بمنتجاتهم، سيكون تواصل رائد الأعمال مع مثل هذه الشركات مبكرًا ومشاركة قصته ورؤيته لمشروعه عاملًا مهمًّا لبناء علاقة وطيدة معهم، مع التأكيد على أن نجاح مشروعه يعد نجاحًا لهم كذلك، ما يؤدي إلى استفادة كلا الطرفين. وتساهم مثل هذه العلاقات في استفادة رائد الأعمال من حلول كثيرة تساعده على تجاوز عدة عقبات في طريقه نحو النجاح.
الاستمرار بالابتكار
لا يجب أن تتوقف عجلة الابتكار عند تقديم منتج معين والاستمرار ببيعه فحسب، حيث يجب أن يستمر رائد الأعمال في تحسين منتجاته ومحاولة تخفيض الأسعار من خلال التركيز على عمليات التصنيع، حيث أن امتلاك منتج بسعر اقتصادي يسهل من عملية جذب زبناء جدد، كما أن التركيز على تصميم المنتج بأفضل طريقة ممكنة سيجعل منتجات المقلدين تبدو أقل جودة مقارنة بالمنتج الأصلي.
احتضان العملاء الغاضبين
لن يحتاج رائد الأعمال لطرق قانونية بالضرورة للوقوف بالمرصاد لمقلدي منتجاته الأصلية، خصوصًا إن كان قد عمل بجدّ على تقديم منتج فريد في المستوى، حيث أن امتلاك منتج ذو جودة عالية يعد الخطوة الأولى في طريق النجاح، مع كون التواصل مع الزبناء وحل مشاكلهم إحدى أفضل الطرق لحماية ملكيته لمنتجاته التي عمل بجد على تقديمها، وهو أمر طبيعي سيشعر رائد الأعمال الناجح أنه واجب عليه وجزء لا يتجزأ من عملية ابتكار منتج مميز. ولعل إحدى أهم العوامل التي تجعل من عملية التواصل مع العملاء مهمة للغاية هي عدم اكتراث المقلدين لهذه العملية، حيث أن همهم الأول والأخير هو البيع، عكس رائد الأعمال الناجح الذي يمتلك نظرة مستقبلية تجعل التواصل الفعال مع العملاء حجر أساس مهم في طريقه للقمة. ويمكن تلخيص عملية التواصل الفعال بين رائد الأعمال وعملائه في الحب المتبادل بين الطرفين، ففي حال كان رائد الأعمال حريصًا على مصلحة عملائه، سيكون هؤلاء بدورهم حريصين على مصلحته وإن كان المعنى الحرفي قد لا يبرز قيمة هذه العملية.
عند الحديث حول براءات الاختراع والدعوات القضائية كحل لمقارعة تقليد آخرين لمنتجات أصلية، تبرز العديد من العوامل التي تجعل من دخول هذا المعترك الصعب بمثابة دخول نفق مظلم، حيث تتطلب مثل هذه الطرق القانونية موارد مالية ضخمة وجهدًا ووقتًا كبيرين، وهو ما قد لا يكون في متناول العديد من رواد الأعمال، مع عدم نجاعة الحل القانوني في العديد من الحالات، ما يجعل تركيز رائد الأعمال على الخطوات السابقة حلًّا أكثر نجاعة على المدى الطويل على وجه الخصوص.