أصبحت الشبكات الاجتماعية بمثابة رئة تسويق للعديد من الشركات الصغيرة والكبيرة، حيث أصبح التسويق عبر الشبكات الاجتماعية أحد أبرز الوسائل التي تلجأ لها الشركات من أجل إبراز حضورها ضمن السوق والترويج لمنتجاتها وخدماتها، مع اعتماد مشاريع الويب عليها بشكل رئيس على المستوى التسويقي. ورغم حضور الشبكات الاجتماعية بشكل فعال خلال السنوات القليلة الماضية في هذا المجال، إلا أنها تشهد تغييرًا متواصلًا على مستوى الطرق التي تتبعها الشركات في التسويق، مع استمرار ظهور منصات شبكات اجتماعية جديدة تقدم خيارات تسويق متنوعة، ما يفسح المجال أمام ابتكار استراتيجيات جديدة للاستفادة القصوى من إمكانيات التسويق التي تتميز بها كل منصة، ما يتيح للشركات الوصول بشكل فعال للشرائح المستهدفة. هذه أبرز التغييرات والتحديثات التي عرفتها استراتيجيات التسويق على الشبكات الاجتماعية خلال 2017.
بروز التسويق المؤثر
قد لا تكون فكرة التسويق المؤثر حديثة العهد، حيث كانت الفكرة حاضرة وتطبق على أرض الواقع منذ بداية الشبكات الاجتماعية، إلا أنها لم تكن بمثل الفعالية والتركيز الذي أصبحت عليه هذه السنة، مع بدء بروزها العام الماضي، وتتمثل فكرة التسويق المؤثر في التفاعل مع الأشخاص المعروفين والمؤثرين في الشبكات الاجتماعية وبناء جسر تواصل يساهم في إبراز وجود الشركة أو الحساب أيضًا. وقد برز دور التسويق المؤثر بشكل أكبر من خلال ميزانيات التسويق التي شهدت ارتفاعًا مضاعفًا، مع توقعات بزيادتها أكثر العام المقبل.
استهداف العلامات التجارية لجيل جديد
لطالما ركزت العلامات التجارية على شرائح مختلفة ومتنوعة من الأشخاص، لكن وسائل التسويق الجديدة تفرض عليها استهداف الجيل الجديد من الشباب الذي يعد مؤثرًا للغاية على الشبكات الاجتماعية، مع بلوغ قوة الشراء لدى هذه الشريحة حوالي 44 مليار دولار. ويتميز شباب اليوم -ممن ولدوا خلال أو بعد 1995 حسب التقديرات- بتفضيل الخصوصية أكثر مقارنة بالجيل السابق، مع عدم تفضيلهم للإعلانات كوسيلة لاكتشاف أو شراء منتج ما، ما يجعل عملية جذبهم صعبة على العلامات التجارية.
تركيز العلامات التجارية على التواصل مع الأفراد
بدأت العلامات التجارية بتجنّب التطبيقات التي تتعامل مع التواصل كنظام نشر عام، لتتجه هذه الشركات إلى اعتماد نظام أكثر خصوصية وإرضاء للمستخدم يتمثل في استثمار الوقت والجهد على منصات تراسل تتيح تفاعلًا أفضل مع الأفراد بدلًا من نشر رسالة أو منشور عام لتتم قراءته من طرف آلاف المستخدمين. ولطالما فضل المستخدمون جلسات التواصل المنفردة كونها تعد مخصصة أكثر لاحتياجات ومتطلبات المستخدم. ويتوقع أن يزيد اهتمام الشركات بقناة التواصل هذه، مع التركيز على استغلالها في خدمة الزبون أكثر من الإعلان للمنتجات أو الخدمات.
زيادة شعبية Chatbots
عرفت Chatbots ارتفاعًا كبيرًا على مستوى شعبيتها خلال سنة 2017، مع الجزم بأنها ستصبح منتشرة أكثر فأكثر مستقبلًا. وتتميز Chatbots بكونها غير مكلّفة وقادرة على إرضاء كلا الطرفين، حيث تعمل على محاكاة تفاعلات البشر ولعب دور الوسيط الآلي بين الشركات والعملاء. وتتوفر Chatbots على عدة منصات، لتلعب دور ممثل عن شركة ما في خدمة تواصل ما على سبيل المثال، ولا تعد Chatbots في مستوى يجعلها تُعتمد كوسيلة للرد على العملاء، حيث مازالت إمكانياتها بسيطة حاليًّا مع سهولة التعرف عليها من طرف المستخدمين، لكنها تتطور بشكل جيد.
فرص تجارية جديدة
عرفت 2017 ارتفاعًا في إقبال العديد من التطبيقات الاجتماعية على التجارة الإلكترونية، حيث اتجهت فيس بوك لإطلاق سوقها الخاص الذي تم إطلاقه أواخر العام الماضي مع بدء ارتفاع شعبيته نسبيًّا خلال النصف الثاني من العام الجاري، ما شكل مثالًا لشركات أخرى لاتباعه. وتشكل الإعلانات المدفوعة وسيلة مريحة لنشر إعلانات المنتجات التي يود المستخدم بيعها، ويتوقع أن يشهد العام المقبل فرص تجارية أكثر على مثل هذه المنصات.