كغيري من اللاعبين، لم أستمتع كثيراً بالتجربة التي قدمتها Star Wars Battlefront، المحتوى كان قليلاً مقارنة بعالم حرب النجوم الذي ترتكز عليه اللعبة، ناهيك عن سياسة شراء المحتويات وتذكرة الموسم للإستمتاع بكامل الشخصيات وباقي المحتويات. مع الجزء الثاني من اللعبة، EA تعدنا بالحصول على محتويات مجانية، وتحسين كبير على مستوى أسلوب وأطوار اللعب على حد سواء، ويسعدني القول أن التجربة جيدة إلى حد الآن.
Star Wars Battlefront 2 تقدم تشكيلة من أطوار اللعب الجديدة التي ترتكز على الكثير من المحتويات، من خرائط، شخصيات، أسلحة ومركبات، لكن بحكم أن اللعبة لا تزال في مراحل البيتا، فهناك كم قليل من الأمور التي استطعت تجربتها وقضاء بعض الوقت فيها. أتذكر أن الجزء الأول كان يعاني من مشاكل كثيرة فيما يخص أسلوب اللعب، فعلى سبيل المثال، لم يكن بمقدورك التحكم تماماً بإعادة الذخيرة أو Reloading، لكن Star Wars Battlefront 2 تقدم طريقة سلسلة يمكنك من خلالها التوقف للحظات وإعادة ملئ سلاحك بالذخيرة والأمر لا يأخذ الكثير من الوقت، بل يعتمد أكثر على نوع السلاح الذي تستخدمه.
هناك اختلافات طفيفة على مستوى الأزرار، الآن أصبح بامكانك التدحرج والإنحناء معاً، أمر يُضفي مزيداً من الإنسيابية إلى أسلوب اللعب ككل، رغم أن الأمر قد يبدوا مربكاً ان كنت تعتمد منظور الشخص الأول، لكنه أسهل ويقدم لك فرصة لتفادي الخصم بشكل أسرع من منظور الشخص الثالث، أو على الأقل هذا ما حدث معي.
لعل أكثر أمر أثار اعجابي هو طريقة تعامل Star Wars Battlefront 2 مع أسلوب االعمل الجماعي، حيث تضعك اللعبة ضمن مجموعة من اللاعبين، يمكن لك الإختيار من بين 4 فئات إضافة إلى شخصيات أخرى ومركبات (سأتحدث لاحقاً عن هذا الأمر)، ومع بقائك وقتالك إلى جانب فريقك، فأنت تحصل على مزيد من النقاط والمكافئات، والإبتعاد عنهم قد يُخفض من مُعدل النقاط التي ستحصل عليها في نهاية المباراة. هذه الطريقة حقاً تُبقي تلك المعارك مُثيرة ومليئة باللحظات المُشوقة، أسراب من الإعداء يحيطون بك من كل صوب، ليكون عليك الدفاع (أو الهجوم) حسب طور اللعب.
بالنسبة للفئات، فهي تنقسم إلى Assault، فئة تتميز بأسلحة خفيفة ذات معدل إطلاق نار سريع، مناسبة لمن يحب التشابك القريب المدى مع العدو، ثم Heavy التي تقدم أسلحة أثقل نوعاً ما، من رشاشات وقذائف، مناسبة للدفاع عن الأهداف والهجوم على أعداد كبيرة دفعة واحدة، أما بالنسبة لـ Specialist فهم يمتلكون بنادق طويلة المدى، مناسبة لإقتناص عدوك من مسافات بعيدة، لكن بعضها قد يناسب مواجهات قريبة المدى أيضاً. الفئة الأخيرة هي Officers، يمتلكون أسلحة ضعيفة نوعاً ما، لكن يتميزون بقدرة استعمال الحُراس، أو ما يعرف بـ Sentries، حيث تقوم بالدفاع والهجوم، وتمتلك قدرات أقوى من باقي الفئات.
نقطة قد لا تثير إعجاب الكثيرين هي ضرورة اختيار الفئة التي ترغب اللعب بها كل مرة تموت فيها، البعض قد يجدها مُتعبة و لاتُشجعك على اللعب بفئة واحدة للحصول على كافة امتيازاتها، لكن من جهة أخرى فهي فرصة يمكنك من خلالها استعمال أسلحة متنوعة حسب الوضع الذي تجد نفسك فيه، وجدت نفسي أتنقل كثيراً بين Heavy و Assault بحكم مواقع الأعداء وطريقة لعبهم، وهذا أمر جيد. الشيء الآخر الذي يقدمه أسلوب اللعب هذا هو إمكانية اختيار شخصية أخرى دون هذه الفئات الأربع، من Han Solo و Rey، وصولاً إلى Wookie Warrior و Darth Maul، هذا إضافة إلى مركبات تستطيع استعمالها، وستحتاج لقدر مُحدد من النقاط أولاً لاستعمال هذه الشخصيات.
نظام المكافئات في Star Wars Battlefront 2 تغير أيضاً، حيث أصبح بامكانك الحصول على Battle Crates التي تحتوي ضمنها عدة أمور من أسلحة، قنابل، مزايا جديدة وغير ذلك، يمكنك تخصيص شخصياتك باستعمالها مباشرة من نفس الواجهة. في الحقيقة يبدوا كل شيء مُرضي في اللعبة إلى حد الآن، ومع قرار EA بتقديم محتويات مجانية للعبة، فهذا سيدعم فرصة أن تكون Star Wars Battlefront 2 إحدى أضخم انتاجات الشركة لهذه السنة وربما في تاريخها أيضاً.
الرسوم والأصوات جائت أفضل من الجزء الأول، ولست أقصد أن Star Wars Battlefront كانت سيئة على هذا المستوى، لكن الجزء الثاني أظهر الكثير من التفاصيل التي تتميز بها عوالم سلسلة حرب النجوم الكلاسيكية، أصوات الشخصيات، المسدسات والقنابل، كل شيء يقدم لمسة رائعة بحق، وبالرغم أنني توقعت بعض المشاكل التقنية، إلا أن اللعبة كانت مُستقرة طوال الوقت وبمعدل 60 إطاراً في الثانية.
Star Wars Battlefront 2 تعلمت الكثير من أخطاء الجزء الأول الذي تم اصداره سنة 2015، أسلوب اللعب أظهر تحسناً كبيراً، الرسوم والأصوات أصبحت أفضل بكثير، ناهيك عن تقديم تجربة اللعب الجماعي بشكل مختلف من السابق، كل شيء يبدوا واعداً، وسنوافيكم بالمراجعة الرسمية فور صدور اللعبة بتاريخ 17 نوفمبر 2017 على Playstation 4، Xbox One و PC.
