مراجعة Destiny 2

يعود لنا فريق Bungie مع الجزء الثاني من Destiny، إحدى ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول التي تميزت بقصتها وأسلوب لعبها المختلف عن مُعظم ألعاب التصويب التقليدية. Destiny 2 جاءت لتكون تتمة لقصة الجزء الأول، لكن مع تشجيع اللاعبين الجُدد على الدخول إلى عالمها، لكن هل أخفق فريق التطوير في ذلك؟

العنوان: Destiny 2    الناشر: Activision    المطور: Bungie    تاريخ الإصدار: 06.09.2017

عدد اللاعبين: طور فردي، طور جماعي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القصة

“…استطاع فريق Bungie الحفاظ على الأسلوب الروائي الخاص باللعبة”

تبدأ Destiny 2 بأحداث مأساوية، حيث يقع هجوم شامل على Last City ليتحد الحُماة، أو كما يُعرفون في اللعبة بـ The Guardians، من أجل التصدي للهجوم واخلاء السكان لإنقاذ ما يمكن انقاذه.. لكن للأسف، النتائج كارثية، المدينة أصبحت مُدمرة، قُضي على مُعظم الحُماة، والهجوم الذي تعرضت له سفينة Cabal أطاح بالكثير.. وهنا تبدأ شخصيتك بالظهور، من أجل حماية ما تبقى من المدينة، وذلك قبل أن تُصادف Ghaul، المسؤول عن كل هذا الدمار، والذي سيُلقي بك إلى أعماق المدينة المليئة بالخراب، ليكون عليك إيجاد طريق للخروج منها.

دون حرق أحداث القصة عليكم، Destiny 2 أخذت مُنعطفاً مختلفاً هذه المرة، أشعر وكأن القصة أصبحت أكثر جدية من ذي قبل، مؤثرة نوعاً ما وستُشجع اللاعبين الجدد على الاستمرار في التقدم لإكتشاف المزيد، فهناك شخصيات جديدة، عوالم جديدة والكثير من المهام المُتعلقة بالقصة التي تُعطي بعداً أشمل من الجزء الأول.

الشخصيات ممتعة إلى حد كبير، هناك تباين واضح بين كل واحدة منها، فعلى سبيل المثال ستًلاحظ عودة Cayde-6 بشخصيته المرحة ونكاته التي تُضفي بعض الكوميدية إلى اللعبة، مع شخصيات جديدة مثل Hawthorne التي ستلعب دوراً مُهماً في مُساعدتك على قتال جيوش Ghaul، شخصية متزنة نوعاً ما، بارعة في استعمال الأسلحة الطويلة المدى ما يجعلها، لكن ما يجعلها إضافة مُثيرة لـ Destiny 2 هي كونها قائدة المجموعات التي تعيش خارج The Last City، مجموعات استطاعت النجاة على مر السنين دون Traveler’s Light (الذي يرغب Ghaul بالسيطرة عليه)… شخصية Hawthorne لديها الكثير لتقدمه، ونجد أيضاً القائد Zavala، والذي أجده إلى حد ما إضافة مبتذلة لكنها ضرورية، فهو شخصية قوية وقائد سفينة Cabal التي دُمرت في بداية الأحداث، لكنه بصراحة لم يُقدم الكثير كما توقعت، والأمر لا يُشكل مُشكلة بالضرورة، فهناك مزيد من الشخصيات التي ستتعرفون عليها أكثر مع تقدمكم في القصة.

في الحقيقة استطاع فريق Bungie الحفاظ على الأسلوب الروائي الخاص باللعبة، الحوارات جيدة، مُتزنة ولا تُشعرك بالملل أو النقص، ما يُقدم للقصة توازناً على مُستوى الأحداث وعلاقة الشخصيات بها، أمر ستشعر به فقط حينما تبدأ باللعب.

أسلوب اللعب

“أسلوب اللعب بشكل عام سلس، أكان ذلك على مُستوى طور القصة أو الطور الجماعي”

هناك الكثير والكثير للحديث عنه في أسلوب لعب Destiny 2، فهي قبل كل شيء لعبة خدماتية تعتمد على الإتصال بالشبكة بشكل متواصل، قد يُشكل الأمر نقطة ضعف كون شريحة كبيرة من اللاعبين لا يمتلكون اتصالاً جيداً بالإنترنت في مُعظم الأوقات، وقد لاحظنا وجود بضع مشاكل حيث ينقطع الإتصال من حين لآخر (مشكلة نعتقد أنها خاصة بشبكة بلايسيتشن). نفس نقطة الضعف هذه تُشكل نقطة قوة بالنسبة للعبة مثل Destiny 2، فبفضل عناصر اللعب الجماعية التي تقدمها في عالم شبه مفتوح، هناك الكثير للاستمتاع به وتجربته. على سبيل المثال، الجزء الأول من اللعبة تطلب بعض الجهد من أجل التواصل مع اللاعبين الآخرين، لكن Destiny 2 تقدم شيئاً يحمل اسم Guided Games، حيث تتيح هذه الميزة للاعبين البحث عن Clans يمكن الإنضمام إليهم حسب حاجتهم، ما يُقدم توافقاً أفضل من السابق من حيث انضمام اللاعبين إلى بعضهم البعض.

كغيرها من ألعاب تقمص الأدوار، وتماماً كالجزء الأول، Destiny 2 تقدم لك فرصة اختيار وتخصيص شخصيتك بأشكال مختلفة قبل البدء باللعب، ومن خلال جمع نقاط الخبرة، أو EXP، تستطيع الحصول على مزايا جديدة واستغلال مهارات أخرى، وهذا كله يُساعد على التقدم في المستويات المئة.

يمكنك الإختيار من بين ثلاث فئات رئيسية في اللعبة، تماماً مثل الجزء الأول، الفئات هي Titan، Hunter و Warlock، كل من هذه الفئات تتميز بنوع من القدرات الخاصة ويمكنك الإختيار من بينها حسب ما تراه مُناسباً لك، تذكر فقط أنه لا يمكنك تغييرها لاحقاً. التخصيصات أيضاً لم تحصل على الكثير من الإضافات، لكن لا يزال بامكانك اختيار ألوان مختلفة لبزتك الفضائية، تغيير بعض الأجزاء وغير ذلك من الأمور البديهية.

إحدى أولى نقاط الإختلاف التي يمكن ملاحظتها بين Destiny و Destiny 2 هي طريقة استعراض الأسلحة، في السابق كانت مُصنفة على الشكل التالي; Primary، Special و Heavy، لكن الآن أصبحت على النحو الآني; Energy، Kinetic و Power، كل ما يعنيه هذا هو أن بعض الأسلحة قد تُحدث ضرراً بنحو مختلف عن الأخرى. وبالحديث عن الأسلحة، فهناك الكثير من المُعدات الجديدة لاستكشافها وتجربتها، والتي يمكنك دوماً تخصيصها حسب رغبتك بعد الحصول على القدر الكافي من النقاط.

لا شيء جديد كلياً بشكل عام في Destiny 2، طور اللعب الجماعي السلس يقدم بضع تغييرات، حيث أصبحت كل أطوار اللعب تدعم 4 ضد 4 لاعبين، لذا فتصميم الخرائط تغير قليلاً لملائمة الوضع، ونفس الشيء بالنسبة لعناصر الواجهة إن كان الأمر يُساهم بأي شكل من الأشكال في أسلوب لعبك، لكن بصراحة أجد الأمر أفضل الآن، المباريات سريعة لكن ليست أسرع من الطبيعي، مليئة بالإثارة ولحظات يفوز فيها صاحب ردة الفعل الأسرع، شيء بدأت الاعتياد عليه بعد بضع مُباريات خصوصاً بعد تعلقي الطويل بسلسلة Battlefield التي تتطلب استراتيجيات وملاحظة أكثر من ردة الفعل السريعة.. لكن عموماً، هناك طوري لعب إضافيين، وهُما Countdown الذي يقتضي على فريقك وضع قنبلة في مقر الفريق العدو وحمايتها إلى حين انفجارها، وطور Survival الذي لم أحظى بفرصة لتجربته بالشكل المطلوب، لكنه مُثير بفكرته التي تجعل من التعاون بين الفريق ككل أمراً مهماً، حيث سيكون عليك البقاء حياً لأطول فترة ممكنة، فقدان لاعب في فريقك يُضعف من فرص نجاتك.

الخرائط ممتعة وتقدم تنوعاً مختلفاً، بعضها يحتوي على أبراج عالية تتيح لك الدفاع عن الأهداف الخاصة بفريقك، والبعض الآخر يقدم نوعاً من الممرات السرية أو التي يمكن استغلالها لمباغثة الفريق الخصم بشكل سريع، حتماً ليست خرائط كبيرة، لكنها شاسعة كفاية للبقاء ضمن جو الإثارة التي لاطالما تميزت به Destiny.

أسلوب اللعب بشكل عام سلس، أكان ذلك على مُستوى طور القصة أو الطور الجماعي، المشاهد السينمائية تتتوافق مع طريقة اللعب، ستجد نفسك في منظور الشخص الثالث من حين لآخر، وفي منظور الشخص الأول أثناء البدء في مهمة جديدة، يمكنك شراء أسلحة ومُعدات لدى الباعة الذين تجدهم في طريقك، أو حتى استخدام أموال حقيقية من أجل ذلك، وأعتقد أن الخيار الثاني قد يكون نوعاً ما اجبارياً بحكم وجود الكثير من الأسلحة والمُعدات، فهل تجدون الأمر منطقياً؟

الرسوم والأصوات

“ستُلاحظ مدى اختلاف البيئات المُحيطة بك منذ البداية”

بصراحة، لدي رأي مختلط هنا.. Destiny 2 تقدم رسوميات جميلة، لكن المُشكلة تم التطرق إليها حتى قبل اصدار اللعبة، وهي سرعة الإطارات على الأجهزة المنزلية، فمن خلال تجربتي للعبة على Playstation 4، لم أشعر أن اللعبة تصل حتى إلى 30 إطاراً في الثانية، ما يحعل جمالية الرسوميات تقل نوعاً ما، أو على الأقل لم أشعر بتلك السلاسة التي تقدمها ألعاب أخرى مثل Uncharted: The Lost Legacy أو حتى Hellblade: Senua’s Sacrafice بين الرسوم ومُعدل الإطارات.

قد يصعب ملاحظة هذه الأمور إن كُنت غير مهتمٍ بها، لكن وجب علي الإشارة إليها، لكن من جهة أخرى، إن كنت تملك حاسباً شخصياً قوياً، Destiny 2 قادرة حتماً على ابهارك بمستوى التفاصيل ودرجة وضوح الألوان فيها، ناهيك عن معدل الإطارات الذي يبدأ من 60 إطاراً في الثانية لتجربة أكثر سلاسة.

ستُلاحظ مدى اختلاف البيئات المُحيطة بك منذ البداية، مناطق جبلية، ثلوج متراكمة، غابات كثيفة وبنايات شاهقة تملئها آلات ضخمة، كل هذا أضفى لمسة جميلة تُعطيك الكثير ليس فقط لاستكشافه، بل رؤيته وتفقده أيضاً، رغم أن هناك بعض الأماكن التي تمنيت لو قام فريق Bungie بإبرازها بشكل أكبر لإيضاح تفاصيلها بدقة من خلال الألوان ومُستوى الإضاءة.

الأصوات والموسيقى من جهة أخرى رائعة جداً، يرافقنا Ghost المُساعد الشخصي الذي يتكفل بالحديث بالنيابة عن شخصيتك، يُعلمك بأي مخاطر في الطريق، وأحياناً يُصبح حساساً ذو مشاعر بشرية، المُوسيقى تختلف حسب الظروف والأحداث، بعضها يُضفي الإثارة والتشويق.. وبعضها الآخر يجعلك نوعاً ما متأثراً بما يحدث من حولك بطريقة درامية، شيء ايجابي حتماً!

هل تستحق الشراء، استئجارها أم انتظار تخفيض سعرها؟

Destiny 2 هنا لتُحقق بعض المبيعات الضخمة لهذه السنة والسنة المُقبلة أيضاً ربما، سواء قررت شرائها، استئجارها أو انتظار تخفيض سعرها، بعض نقاط قوة هذه اللعبة تجعلها ضعيفة لدى شريحة أخرى من اللاعبين، سيكون عليك البقاء مُتصلاً بالشبكة طوال الوقت، وطور القصة سيتطلب منك ما يُقارب 15 ساعة لإنهائه. طور اللعب الجماعي يُرحب باللاعبين الجدد، وهذا سبب يجعلني أرشحها كخيار للإبتعاد قليلاً عن ألعاب التصويب الحالية التي مر عليها بعض الوقت، تجربة ليست مختلفة تماماً، فهي في النهاية تصويب وتسديد، لكنها تحمل تشويقاً أكثر نوعاً ما، ومرحة في مُعظم الأوقات.

 

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.