لطالما تميزت أحدث الهواتف الرائدة بأسعار مرتفعة، لذا فإن التساؤل حول ما إذا كان المستخدمون يدفعون أسعارًا أكبر مقابل اقتناء أحدث الهواتف مقارنة بالأجيال السابقة يحتاج إلى البحث والمقارنة مع أخذ الأسباب إن وجدت بعين الاعتبار، كون بلوغ سعر الألف دولار مقابل هاتف رائد جديد أصبح شيئًا سهلًا مع الأكسسوارات وسعة التخزين وما إلى ذلك، في حين كان بلوغ سعر 700 دولار قبل عقد من الزمن بالنسبة لهاتف رائد شيئًا مبالغًا فيه.
ويلاحظ ارتفاع أسعار الهواتف الذكية في السنوات الخمس الماضية بشكل تدريجي، وهو ما يؤكد ارتفاع أسعار الهواتف الذكية، حيث كشفت بعض الأرقام أن معدل أسعار الهواتف الذكية الرائدة قد ارتفع من حوالي 600 دولار في 2012 إلى 750 دولار مطلع 2017، وهو ما يعد زيادة بحوالي 25% من أسعار الهواتف الرائدة، مع وجود عدد من العوامل التي يمكن أن تكون وراء هذا الارتفاع.
هنالك اختلاف كبير حول العتاد الذي تميزت به هواتف سنة 2012 والهواتف الحديثة من شركات مثل LG وسامسونج، حيث لا يتعلق الأمر فقط بتحسينات كبيرة على مستوى المواصفات والأداء، بل يتعداه إلى جودة التصنيع والمواد المستخدمة في تصنيع الهواتف الذكية الحديثة، فلاشك أن الهواتف الذكية الحديثة التي يتم تصنيعها من المعدن والزجاج بمعايير عالية، أغلى من الهواتف الذكية السابقة التي تعتمد في تصميمها على البلاستيك. هذا وتحمل الهواتف الذكية الجديدة تشكيلة أكبر من الميّزات، وهي تحتاج إلى عتاد وموارد تطوير إضافية، فإلى جانب ميّزات مثل قارئ البصمة، الشحن السريع، وعتاد صوت أفضل، تتميز الهواتف الحالية بتقنيات أكثر من الهواتف السابقة، دون احتساب أي زيادات على أسعار المعالج، الشاشة، أو الذاكرة، في الأعوام القليلة الماضية.
عند إلقاء نظرة على القيمة التقريبية لتصنيع هواتف سلسلة جالكسي إس، نجد أن مواد تصنيع هاتف جالكسي إس 2 قد كلفت حوالي 215 دولار، في حين كلف جالكسي إس 6 إدج حوالي 284 دولار من حيث العتاد، وهي زيادة بنسبة 32% مقارنة بالإثنين، في حين عرف جالكسي إس 7 زيادة 19% مقارنة بهاتف جالكسي إس 2، لكن الأرقام السابقة لا تضم المصاريف التي يتم صرفها على مطوري العتاد والنظام، والتي ربما ارتفعت هي الأخرى خلال هذه الفترة، لذا قد لا يكون ارتفاع أسعار الهواتف الذكية مرتبطًا بأغراض ربحية بحتة، كما لا يمكن إنكار تأثير فئة الهواتف الرائدة الاقتصادية في ارتفاع أسعار الهواتف الرائدة، حيث تقدم هذه الفئة مواصفات وميّزات عالية بأسعار اقتصادية.
صحيح أن أي أحد سيود أن يقتني أفضل ما يوجد في السوق بسعر في المتناول، إلا أن الأمر ليس مرتبطًا فقط بمجال الهواتف الذكية، فهنالك دائمًا فئة في مختلف المجالات التجارية، تتفرد بأحدث وأقوى التقنيات أو الميّزات المتوفرة مقابل أسعار مرتفعة، لذا سيكون من الطبيعي تواجد مثل هذه الفئة ضمن سوق الهواتف الذكية، لكن الجيد في الأمر هو توفر فئات أخرى تقترب كثيرًا من هذه الفئة لكن بأسعار اقتصادية، عِلمًا أن فئة الهواتف الرائدة الأغلى، قد لا تكون الأفضل قيمة على الإطلاق، خصوصًا وأن المجال الاقتصادي تنشط فيه عوامل أخرى مثل التسويق، والذي يؤثر كثيرًا على قرارات المستخدمين، وهو عامل أصبح يؤثر كذلك على أسعار الهواتف الذكية، فشركة مثل سامسونج ترصد ميزانيات ضخمة للترويج لأحدث أجهزتها، وهو ما قد يدخل كذلك ضمن حسابات الربح والسعر النهائي كذلك.
خلاصة القول هي أن الهواتف الذكية الحالية أغلى سعرًا من الهواتف الرائدة الأقدم نسبيًّا، إلا أن هذا ناتج عن تشكيلة الميّزات التي أصبحت تتوفر ضمن الهواتف الذكية الجديدة، وليس زيادة الشركات للأسعار بكل بساطة.