أصبحت طريقة المنافسة بين الشركات المصنعة للهواتف الذكية مختلفة عما كانت عليه في بدايات انتشار الهواتف الذكية قبل بضع سنوات، حيث أن الميّزات التي كانت تعدّ ثورية فيما مضى قد أصبحت الآن متوفرة على مختلف الأجهزة، الشيء الذي قلص من الميّزات الجديدة التي يتم تقديمها كل سنة، وجعل الشركات المصنعة تتجه إلى التفكير في حلول جديدة لتمييز هواتفها الذكية عن غيرها وجذب المستخدمين لاقتناء أجهزتها الجديدة، هذه بعض الحلول التي تقدمها الشركات لإغراء المستخدمين لاقتناء هواتفها الذكية الجديدة.
هواتف رائدة بأسعار اقتصادية
ظهرت عدة هواتف ذات مواصفات “غير طبيعية” نظرًا إلى سعرها سنة 2015، حيث برزت شريحة من الهواتف المتوسطة التي تتميز بمواصفات عالية، الشيء الذي جعل مثل هذه الهواتف تنحصر بين تصنيف الهواتف المتوسطة والهواتف الرائدة، حيث تقدم مثل هذه الهواتف مواصفات عالية من معالج قوي، كاميرا في المستوى، شاشة Full HD أو Quad HD ومواصفات أخرى بسعر اقتصادي يتراوح بين 300 و400 دولار. وقد كانت شركة OnePlus الصينية من أول الشركات التي اتبعت هذا النهج بتقديمها لهاتف OnePlus One، والذي حقق نجاحًا كبيرًا، لكن الشركة الناشئة واجهت مشاكل عدة في الاستمرار على نفس النهج، لكنها استمرت في التشبث بنفس الفكرة مع رفع سقف متطلباتها المادية، حيث مازالت تقدم هواتف رائدة بأسعار جيدة. وقد ظهرت عدة شركات أخرى تتبع نفس النهج، مثل Honor وXiaomi.
ميّزات خاصة و/أو تصميم مميز
مع احتدام المنافسة بين الشركات المصنعة للهواتف الذكية وتقديمها بأسعار منخفضة، اتجهت الشركات إلى التفكير في أفكار جديدة تميز هواتفها، حيث حاولت تقديم ميّزات جديدة لم يسبق أن توفرت في هاتف آخر، أحد الأمثلة البارزة حول هذه الميّزات هي شركة Alcatel التي قدمت في معرض MWC 2017 ببرشلونة الإسبانية، غطاء يحتوي على عدة أضواء LED تضيء عندما يرد المستخدم تنبيه جديد، صحيح أن هذه الميزة قد لا تكون مفيدة للكثيرين، إلا أن شريحة معينة من المستخدمين قد تجدها مثيرة خصوصًا لهاتف ذو سعر اقتصادي. وترى الشركات في مثل هذه الميّزات وسيلة ذكية لجذب زبناء جدد والتفوق على المنافسين، إلا أن هذه الطريقة تبقى خطيرة نوعًا ما وقد يتمخض عنها نكسات تجارية، مثل ما حدث مع هاتف LG G5 المركب على سبيل المثال.
ويعد التصميم إحدى الوسائل الأخرى التي تركز عليها الشركات من أجل تمييز هواتفها، فلطالما عرف سوق الهواتف المتوسطة نقصًا على مستوى جمالية وفخامة التصميم، لكن هذا قد تغير مؤخرًا مع اتجاه الشركات لتقديم هواتف ذكية متوسطة بتصميم في المستوى لزيادة فرصها في المنافسة ضمن السوق المكتظ الذي تميز بالسخاء على مستوى المواصفات والتصميم كذلك مقارنة بالأسعار المقترحة. ويعد تصميم هاتف Galaxy A5 2017 أحد أبرز الأمثلة حول هذا التغيير، حيث اتجهت سامسونج لتقديم تصميم مشابه إلى حد بعيد بتصميم هاتفها الرائد جالكسي إس 7 ضمن هاتفها المتوسط ذو السعر الاقتصادي.
التسويق
تعددت طرق التسويق التي اعتمدتها الشركات في الترويج لأجهزتها الجديدة، إحدى هذه الطرق هي التعاقد مع شخصيات شهيرة للترويج لهذه الأجهزة أو استعراض الهاتف ضمن فيديو كليب غنائي أو فيلم وما إلى ذلك، حيث اتجهت Honor للتعاقد مع أحد المغنيين الفرنسيين للترويج لهاتف Honor 8، في حين اتجهت Alcatel لاستعراض A5 LED في كليب غنائي لأحد المغنيين المعروفين، الشيء الذي أدى إلى اكتساب الشركة لشهرة أكبر، وطبعًا في مثل هذه الحالات يستفيد كلا الطرفين، إذ يحصل المُغني –في هذه الحالة- بدوره على عائد مادي مقابل ترويجه للجهاز.
حضور قوي في المتاجر وشركات الاتصالات
من المهم عدم نسيان حقيقة تمركز النسبة الأعلى من المبيعات ضمن المتاجر أو عبر التعاقد مع شركات اتصال، لذا نجد أن شركات التصنيع تسارع إلى تقديم منتجاتها لشركات الاتصال والمتاجر المختصة في بيع الأجهزة التقنية، ومع المنافسة المستعرة التي يشهدها السوق، تعمل شركات التصنيع بقوة من أجل ضمان مكان مريح ضمن رفوف المتاجر وشركات الاتصال. ويعد سوق الأعمال بدوره فضاءً خصبًا لانتشار الشركات المصنعة، حيث تعمل هذه الأخيرة على زيادة مبيعاتها من خلال إمداد مختلف الشركات بهواتفها الذكية عبر اتفاقيات شراكة معينة.