تستمر الشركات بتقديم العديد من الهواتف الذكية، آخرها بمعرض MWC 2017 ببرشلونة الإسبانية حيث ظهرت هواتف مهمة مثل LG G6 وHuawei P10، ووسط كل الأرقام الكبيرة والميّزات الفاخرة، قد يتساءل المستخدم أحيانًا عما إذا كان في حاجة فعلًا لكل تلك المواصفات والميّزات في هاتفه الذكي، وهل تستحق دفعه للمبلغ المطلوب؟ خصوصًا مع صعود قيمة الهواتف الذكية المتوسطة، التي تقدم قيمة عالية بمواصفات وميّزات جيدة للغاية وأسعار منافسة، حيث تقدم هذه الهواتف تجربة استخدام تضمن كل الميّزات التي يحتاجها المستخدم في استخدامه اليومي.
فهل حب التملك هو الذي يدفعنا لاقتناء أحدث وأفضل هاتف في السوق؟ حتى وإن كان الأمر يعني أحيانًا اقتراض المال لاقتناء هاتف جديد مشابه؟ فكثيرًا ما تجدنا غير مهتمين بالسعر أو توقيع اشتراك لسنة أو سنتين حتى نكون قادرين على تملّك تلك التحفة الفنية الجديدة، دون الالتفات إلى ما إذا كان الثمن الذي ندفعه مقابل ذلك المنتج مستحقًّا فعلًا، خصوصًا وأنه من النادر إيجاد هاتف يؤدي ما يريده المستخدم 100%. ولا تكمن المشكلة هنا فقط، فهواتف متوسطة مثل Honor 8 أو Moto G4 Plus قادرة على تقديم نفس الأداء والميّزات تقريبًا، أو بالأحرى كل ما نريد إنجازه خلال يومنا تقريبًا.
لكن الهواتف الذكية أصبحت بمثابة أكسسوار مثل ساعة اليد التي تعد منتجًا يعبر في كثير من الأحيان عن الوضع الاجتماعي للشخص، حيث أصبحت الهواتف الذكية الفاخرة تشبع الرغبة الداخلية بامتلاك شيء خاص للتباهي به وإظهاره للآخرين.
استخداماتك اليومية تحدد احتياجاتك
مثل معظم الأشياء المهمة التي يقدم الإنسان على شرائها، يكون السبب الأول غالبًا هو احتياجه لها من أجل غرض أو أغراض معينة، لتحديد ما يحتاجه المستخدم عند إقدامه على اقتناء هاتف جديد، يمكن إجراء اختبار بسيط ضمن هاتفه الحالي، وذلك عبر ترتيب التطبيقات المنصبة على الهاتف حسب الأكثر استخدامًا، غالبًا ستكون النتيجة تتمثل في وجود تطبيقين اجتماعيين من أصل أكثر ثلاثة تطبيقات استخدامًا، حيث قد يكون فيس بوك على رأس القائمة في حال كان المستخدم نشطًا على فيس بوك، هذا الأخير رغم استهلاكه لموارد كثيرة إلا أنه يعمل على الهواتف الرائدة والمتوسطة على حد سواء بأداء مشابه.
وقد كشف تحليل لموقع App Annie حول التطبيقات الأكثر تحميلًا وتنصيبًا من جوجل بلاي، أنه لا يوجد تطبيق من بين التطبيقات المدفوعة والمجانية يستفيد فعلًا من إمكانيات الهواتف الذكية الرائدة الكاملة، بل لا يقترب من ذلك حتى. نفس الأمر ينطبق على الألعاب، فحتى المتطلبة منها لا تصل إلى المستوى الذي يدفع الهاتف الذكي الرائد لاستخدام إمكانياته كاملة، في حين تعمل أكثر الألعاب تحميلًا على جوجل بلاي بشكل مثالي على معظم الهواتف الذكية المتوسطة. من جهة أخرى، لا يمكن إنكار حقيقة تمتع المستخدم بتجربة لعب أفضل على هاتف رائد عند لعب ألعاب متطلبة مثل Asphalt 8 وReal Racing 3، لكن الهواتف المتوسطة بدورها تقدم تجربة استخدام جيدة جدًّا ومقبولة.
فهم أفضل للهاتف الذكي
تختلف احتياجات مستخدمي الهواتف الذكية، حيث أن هنالك عدة مستخدمين يركزون على تجربة التصوير أو مستخدمين يفضلون الاستمتاع بتجربة لعب سلسة وسريعة، لذا فإن العتاد من كاميرا، معالج، ومعالج رسومات، يكون عاملًا مهمًّا قبل اقتناء أي هاتف ذكي جديد، خصوصًا على مستوى الكاميرا، حيث أن أفضل النتائج يمكن بلوغها فقط عبر أجهزة ذات مواصفات عالية مثل Google Pixel وجالكسي إس 7 إدج، مع إمكانية إيجاد بعض الخيارات الجيدة للغاية في سوق الهواتف المتوسطة مثل Honor 8 وSony Xperia X Compact…
من جهة أخرى، نجد شريحة واسعة من المستخدمين الذين تجدهم مكتفين بالتقاط صور مع أصدقائهم أو لمناظر طبيعية مع إضافة بعض التأثيرات ومشاركة الصور على الشبكات الاجتماعية، أو لعب ألعاب معروفة مثل Candy Crush وDots وهلمّ جرًّا، مثل هذه المهام تنجزها الهواتف الذكية المتوسطة دون أي مشاكل.
مع ذلك، فإن تواجد الهواتف الذكية الرائدة هو أمر ضروري ولا مفر منه، حيث يعد هذا المجال مسؤولًا عن إبراز أحدث التقنيات والأفكار، مع تقديم ميّزات جديدة قبل أن تتوفر على الهواتف المتوسطة، بالإضافة إلى عدد من الميّزات الأخرى مثل التصاميم الجديدة التي لا تتوفر في البداية سوى على الهواتف الرائدة، لذا فالهدف من هذا المقال ليس الإنقاص من قيمة الهواتف الذكية الرائدة التي ستجد دائمًا جمهورًا واسعًا يرحب بها، لكن الهدف هو تنبيه شريحة من المستخدمين الذين ليسوا في حاجة لهاتف رائد، ويكفيهم استخدام هاتف متوسط، إلا أنهم قد لا يتفطنون لهذا الأمر. وعليه، إذا كنت تستخدم هاتفك الذكي في إنجاز مهام يوميّة معتادة دون حاجتك لأحدث كاميرا أو أجمل تصميم، فسيكون هاتف ذكي متوسط في المستوى مناسبًا لك.