أكدت سامسونج أنها لن تتخلى عن سلسلة جالكسي نوت وستستمر في إنتاج هواتف ذكية من هذه السلسلة، على أن نكون على موعد هذه السنة مع الإصدار الجديد جالكسي نوت 8، يأتي هذا التأكيد بعد اتجاه العديد من الآراء إلى كون نكسة جالكسي نوت 7 ستؤثر بشكل كبير على سامسونج وربما تتخلى عن سلسلة جالكسي نوت وتقدم بعض ميّزاتها كإصدار ثاني من هاتف جالكسي إس 8، لكن سامسونج تبدو واثقة من قدرتها على النهوض مجددًا بسلسلة جالكسي نوت، وهو شيء غير مستغرب، فهاتف جالكسي نوت 7 كان قد حقق بداية قوية وكان سيكون أفضل هاتف جالكسي نوت من حيث المبيعات، مع اتجاه العديد من المهتمين بالشأن التقني آنذاك إلى وصفه بأفضل هاتف ذكي في السنة.
وجاء تأكيد سامسونج لاستمرار سلسلة جالكسي نوت على لسان رئيس قسم المحمول Dong Jin koh الذي قال بهذا الصدد: “سأقدم جالكسي نوت 8 أفضل، أأمن، وأكثر ابتكارًا.” واضطرت سامسونج لاسترجاع مليوني ونصف وحدة كانت قد بيعت من هاتف جالكسي نوت 7 في غضون بضعة أسابيع من طرحه، وهو رقم كبير بالنسبة للهاتف الذي كان في طريقه ليصبح نجم السنة، كما يبرز هذا الرقم إقبال المستخدمين على اقتناء جهاز الشركة الكورية آنذاك.
ولم تكن سلسلة جالكسي نوت بسلسلة الهواتف السلسة، حيث عانت سامسونج في البداية من عدم تقبل المستخدمين لفكرة الهاتف اللوحي الكبير، وانتظرت لفترة وطوّرت من الإصدارات الموالية مع تحديث تصميم الجهاز الذي أصبح أقل حجمًا مع تقليص حجم الحواف، وتطعيمه بميّزات فريدة لم تكن متوفرة آنذاك ضمن الهواتف اللوحية الأخرى، إلى جانب اعتماد القلم الضوئي S-Pen كأيقونة هواتف جالكسي نوت.
ورغم نية سامسونج استئناف جهودها لتقديم هاتف جالكسي نوت 8 جديد خلال هذه السنة، إلا أنها قد تأثرت دون شك بمشكلة جالكسي نوت 7 التي جعلتها تتكبد خسائر كبيرة، حيث أن عملية استرجاع الوحدات قد كلفت لوحدها مليارات الدولارات، لكن هذا التأثير على ما يبدو لم يؤثر على مصير سلسلة جالكسي نوت كما توقع الكثيرون، بل حتى أن صورة سامسونج لم تهتز بشكل كبير حسب بعض استطلاعات الرأي التي أجريت العام الماضي من طرف جهات معروفة مثل رويترز، إذ حسب هذه الاستطلاعات فإن سمعة سامسونج –في الولايات المتحدة على الأقل- لم تتأثر، ولم يفقد المستخدمون ثقتهم في الشركة الكورية، وهو ما قد يكون معقولًا بالنظر إلى أن سامسونج من رواد هذا المجال، كما أن مثل هذه الشركات ستحرص على العودة بقوة وتفادي الأخطاء التي تم ارتكابها سابقًا، وهو ما أكدته سامسونج قبل أيام قليلة حين كشفت عن أسباب مشكلة جالكسي نوت 7 وتعهدها باعتماد إجراءات اختبار صارمة حتى لا تتكرر نفس المشكلة مجددًا.
من جهة أخرى، فإن تقديم سلسلة جديدة كليًّا هي عملية مكلفة للغاية، بدءًا باختيار العلامة والتسويق، وصولًا إلى الحملات الإعلانية الضخمة التي تحتاجها الشركة من أجل التعريف بالعلامة التجارية الجديدة وجعلها معروفة على المستوى العالمي، صحيح أن التكلفة قد لا تكون مشكلة بالنسبة لشركة عملاقة كسامسونج، لكن الاستمرار في إنتاج هواتف من سلسلة جالكسي نوت يعد أفضل لها، سواءً على المستوى المادي الذي لن يصل إلى تكلفة تقديم سلسلة جديدة، أو على مستوى الانتشار الذي حققته السلسلة خلال السنوات الماضية وامتلاكها لقاعدة جماهيرية كبيرة.
ولعل ما قد يجعلنا نحترم سامسونج، هو إصرارها على الاستمرار في تقديم أجهزة جديدة من سلسلة جالكسي نوت التي أصبحت معروفة بمشكلة احتراق جالكسي نوت 7، دون الانتقال إلى سلسلة جديدة باسم جديد من أجل تضليل المستخدمين ومحاولة جعلهم ينسون مشكلة جالكسي نوت 7، وذلك من أجل إقناع المستخدمين والتأكيد على التزامها بتقديم جهاز أفضل هذه السنة.