وأخيراً بعد عقد من الزمن، هاهي لعبة The Last Guardian تصبح حقيقة. تجربة جديدة مختلفة نوعاً ما عما حصلنا عليه في الأشهر الأخيرة من هذه السنة، فهل استطاعت أن تقدم التجربة المميزة التي وعدت بها، أم أنها خيبة أمل كبيرة بعد كل هذه السنوات؟
القصة
تبدأ لعبة The Last Guardian باستيقاظ الفتى (الذي لايحمل إسماً) في كهفٍ مجهول مظلم، دون معرفة ما الذي حدث قبل ذلك، ليتفاجئ بوجود وحشٍ هجين مُصابٍ قربه، هذا الوحش يحمل إسم Trico. سيكون على الفتى مساعدة الوحش ومعالجته، رغم أن المهمة لن تكون سهلة للغاية وقد تكون ردة فعل Trico غير متوقعة من حين لآخر، لكنها تبقى إحدى القصص التي شاهدناها في أفلامٍ ورويات خيالية كثيرة، حيث أن على الفتى مساعدة هذا الوحش، لتنموا علاقة صداقة بينهما لاحقاً وخوض مغامرات تقودهما إلى معرفة المزيد من التفاصيل حول المكان الذي يتواجدون فيه ومعاني تلك الأشكال والوشوم على جسد الفتى.
أسلوب اللعب
هنا تبدأ بعض المشاكل في الظهور، ليست مشاكل حقاً بقدر ماهي نتيجة لكون لعبة The Last Guardian عملاً مخصصا لجهاز بلايستيشن 3، هناك بعض الأزرار التي سيكون عليك الإعتياد عليها قليلاً في البداية، دون ذكر أن بعضها قد لايعمل جيداً كما هو المتوقع، خصوصاً أثناء رغبتك في الجري أو القفز. منذ بداية اللعبة ستجد نفسك أمام عدة ألغاز يجب عليك حلها، معظمها يركز على طريقة تحرير Trico ومُعالجته، وأظن أنها تأخذ بعض الوقت ليس فقط لدفعك إلى الشعور بصلة ما مع Trico بل أيضاً للإعتياد قليلاً على تلك الأزرار ودورها، لكن الكاميرا وطريقة التحكم بها صعبة، أشعرتني بالإرتباك في معظم الأوقات، والدوران في أوقات أخرى، خصوصاً عندما تجد نفسك في زاوية صغيرة، لكن أعتقد أن الأمر مقبول إلى حد ما فالنتيجة تكون جيدة في مشاهد ووضعيات أخرى، من خلالها يمكنك ملاحظة الكثير من الأشياء من حولك دفعة واحدة وهذا جيد جداً مع تلك الألغاز والأحاجي التي عليك حلها.
بعد مساعدتك للوحش Trico، سيكون عليك البدء بالتواصل معه أكثر، معظم الأوقات ستكون بحاجة له، لكنه أيضاً بحاجة إليك وهنا أعتقد أن أسلوب اللعب يقدم تجربة جيدة مع توفير طريقة بسيطة للتواصل مع هذا المخلوق، مع أنها لاتعمل دوماً.. فـ Trico شخصية بحد ذاتها وليس من الضروري أن تطيع أوامرك دوماً، لذا تأكد من استخدام عقلك ومخيلتك لإيجاد الحلول، بعض هذه الألغاز قد يكون سهلاً ورتيباً للغاية في البداية، لكنها تشتد صعوبة لاحقاً، هنا قد تحتاج Trico للتنقل بين أرجاء القلعة الضخمة، بل وقد ينقذ حياتك من حين لآخر.
أستمر بإعاقة نفسي بسبب وضعية الكاميرا، تشعرني كثيراً بتجربة ألعاب بلايستيشن 2، أحياناً أقرب إلى الأجزاء الأولى من God of War، حيث أن الشخصية الرئيسية تظهر بعيدة جداً في الشاشة، وأحياناً أخرى تختفي بين الصخور والجدران مايصعب عليك معرفة ما إذا كنت تتحكم به أم لا، ناهيك عن تلك الأوقات التي تفقد فيها السيطرة أثناء امتطائك ظهر أو ذيل Trico، مايشعرني أن أسلوب التحكم هنا لايزال يحتاج لبعض الإصلاحات، أو ربما أنا من يواجه مشكلة بهذا الخصوص!
لا تستطيع اللعب بشخصية Trico، لكن الفتى قادر على التحكم به في اللحظات المناسبة، بعضها يتضمن الهجوم على بعض الجنود الذين ستواجههم من حين لآخر، وطبعاً العملية صعبة قليلاً بسبب الكاميرا، حيث أن الوحش يهاجم باستخدام أطرافه، وهؤلاء الجنود يختفون سريعاً تحت جسد Trico، مايصعب عليك معرفة موقعهم، لكن لا بأس، كل شيء في هذه اللعبة يشكل تحدياً وهذا ما وعدنا به الفريق المُطور، لذا ان قررتم شراء لعبة The Last Guardian، تذكروا أنها تجربة مختلفة عما اعتدم عليه على جهاز بلايستيشن 4. معظم الألغاز تتطلب منك التسلل بين فجوات ضيقة، تحريك الأشياء والقفز من مكان لآخر، لاشيء غير تقليدي، مع أنها تشعرك بشيء مختلف ربما بسبب الجو العام للعبة وكيف أننا كلاعبين لانعرف شيئاً عن الفتى وعن المكان الذي نحن فيه لذا فتلك الألغاز قد تحمل معها بعض الخدع من حين لآخر، شيء يجعلها طويلة نوعاً ما، وهذا نفسه يجبرك على استخدام كل تلك المساحات الشاسعة للتنقل وإيجاد الأدوات المناسبة أكان ذلك لفتح باب من أجل أن يمر Trico، أو للإنتقال إلى مكان ومستوى آخر.
أسلوب اللعب مقبول إلى حد ما، لكنه جيد فيما يتعلق ببناء تلك التجربة والعلاقة بين الفتى والوحش، وهذا كان الهدف الذي يسعى إليه فريق التطوير منذ البداية، لكن البعض سيواجه حتماً مشاكل فيما يتعلق بسلاسة التحكم، وربما تلك الألغاز التي قد تشعرك بالملل مع مرور الوقت، لكن هناك عناصر أخرى ستنال إعجابك أثناء ذلك وهي ما سنتحدث عنه تالياً.
رسوم وأصوات اللعبة
الرسوم والتصميم العام للعبة The Last Guardian تأتي مختلفة عما إعتدناه في ألعاب الجيل الحالي، لكنها قريبة جداً من المشاريع السابقة للفريق مثل Ico و Shadow of The Colossus. الرسوم جميلة وفريدة من نوعها، وتذكروا أنها لائقة جداً لهذه القصة حيث يصعب علي تخيلها برسوم واقعية جداً، هذا حتماً سيفقدها الكثير من الروعة والجمالية النابعة من تلك الجدران التعيسة الشاهقة التي تجري فيها أحداث لعبة The Last Guardian. هناك الكثير من التفاصيل التي ستلاحظونها أثناء اللعب، ألوان جميلة رغم أنها قد تكون محدودة إلى حد ما، ومع أن شخصية الفتى و Trico لاتحملان الكثير من تلك التفاصيل الدقيقة، إلا أن حركاتهما وتناسقها مع البيئة من حولهما رائعة وواقعية جداً.
الأصوات والموسيقى من تأليف Takeshi Furukawa، أحد الموسيقيين الموهوبين والذي استطاع تقديم تجربة موسيقية رائعة من خلال هذه اللعبة، ألحان تجعلني أشعر وكأنني في ملحمة أسطورية يابانية قديمة، ورغم أن هذه الموسيقى محصورة في بعض المشاهد فقط، إلا أن باقي الأصوات تجعلك تركز أكثر على اللعب، وهذا ما يجعل The Last Guardian وسيلة رائعة لتهدئة الأعصاب وتدريب دماغك، بعيداً عن تلك الألعاب المليئة بالأصوات المختلفة والإنفجارات في كل ثانية، لذا أنصحك بالإطلاع على موسيقى اللعبة لأنها تقدم مستوى عالي جداً من الحرفية على غرار بعض الألعاب الأخرى التي صُدرت هذه السنة.
مدة اللعب وقيمة الإعادة
هنا قد تفقد رغبتك في شراء لعبة The Last Guardian، خصوصاً بسعر 60 دولاراً، فاللعبة لاتقدم الكثير من خيارات الإعادة أو سيناريوهات مختلفة فيما يتعلق بأسلوب اللعب، ومدة اللعب هنا محصورة بين 8 إلى 13 ساعة، والجدير بالذكر أن الساعات الأخيرة يصبح فيها أسلوب اللعب أكثر متعة وتعمقاً بشكل ما وهذا ما أصابني قليلاً بالإحباط ليجعلني أرغب بالمزيد، لكنها تجربة فريدة حقاً، استمتعت كثيراً مع Trico، استطعت استيعاب بعض الأمور، وأخرى سيكون رائعاً لو تم شرحها أكثر وجعلها جزءًا من اللعبة. يبقى قرارك هو الأخير فيما يتعلق بشراء اللعبة، لكن بشكل عام فنصيحتي هي الإنتظار إلى حين تخفيض سعرها، هل استطاعت تقديم تلك التجربة التي وعدنا بها الفريق؟ نعم، تجربة بصرية جميلة، ألغاز ممتعة مع أن بعضها كان ليكون أصعب وأكثر إبداعاً، ومن الجيد أنها أصبحت متاحة للاعبين بعد كل هذه السنوات، لكن لاتتوقعوا شيئاً أكثر من هذا!