البعض يقول أن هناك مرحلة ماقبل Tom Clancy ومرحلة بعد Tom Clancy، وهذا صحيح جداً بالنسبة لشركة Ubisoft الفرنسية والتي تعاني من مشاكل متعلقة بعملية استحواذ شاملة تنوي Vevendi القيام بها، مايجعل الأمور أكثر تعقيداً وربما ليست في صالح اللاعبين أيضاً. قدمت الشركة على مر السنوات مجموعة من الألعاب والسلاسل المشوقة، معظمها لاقى نجاحاً باهراً ومبيعات وصلت إلى مليارات الدولارات، لكن في ظل السنوات القليلة الأخيرة بدأ اللاعبون يلاحظون انخفاضاً حاداً في مستوى هذه الألعاب وعدم جدية فِرق التطوير في العمل عليها.
سلسلة Tom Clancy استمرت لسنوات طويلة، وقد بدأت منذ التسعينات، وربما بدأت تأخذ منحى مختلفاً منذ إصدار Tom Clancy: Splinter Cell، لعبة أكشن وتسلل استطاعت جذب اهتمام اللاعبين بفضل مستوى الرسوميات، أسلوب لعبٍ مُثير وقصة تشعر بها في كل لحظة، لكن جيلاً كاملاً من اللاعبين يمكن أن يفوت هذه الألعاب، لذا فتركيزنا هنا سيصب على مرحلة Tom Clancy: The Division ومابعدها. منذ استعراضها في مؤتمر E3 سنة 2014 وهي في مرحلة التطوير والتصميم، ليتم إصدارها أخيراً سنة 2016 بكونها لعبة تركز على عناصر استراتيجية وحركة مُدمجة مع عالم مفتوح شاسع وطور لعبٍ جماعي فريد من نوعه. قدمت The Division عناصر مختلفة من ألعاب مختلفة، الأمر الذي جعلها تفقد توازنها قليلاً في البداية خصوصاً أن القصة لم تكن قوية وربما لن تشعر بها أثناء اللعب، لكن لحسن الحظ فقد استمع فريق التطوير لملاحظات وانتقادات اللاعبين ليقدموا تحديثات وإصلاحات لاحقاً جعلت اللاعبين يعودون إلى عالم The Division الذي أصبح أكثر قيمة من السابق.
تجربتي الشخصية مع هذه اللعبة لم تكن بالجيدة كذلك، اعتقدت في البداية أنها مجرد لعبة تصويب وتسديد مع وجود الأعداء في كل مكان، لكن إن تجاهلت الأمر قليلاً، وتوجهت إلى طور اللعب الجماعي، ستدرك مدى التجربة العميقة التي وفرها فريق Massive لللاعبين، فهذا العالم المفتوح الذي يجسد مدينة نيويورك في أسوء حالاتها، يقدم الكثير من المغامرات التي يمكنك القيام بها إلى جانب أصدقائك أو بمفردك، فعلى سبيل المثال تستطيع التسكع في أرجاء المدينة، مساعدة المواطنين المحتاجين والقضاء على الأعداء الذين يميزون بذكاء صناعي جيد، وقد تصادف لاعبين آخرين أثناء ذلك، هنا تصبح الأمور مثيرة للإهتمام أكثر.. فقد يهاجمونك للإستيلاء على معداتك، أو سيتجاهلونك تماماً، لذا فأسلوب اللعب هنا يتطلب منك الحذر ومراقبة الأوضاع باستمرار، أما إن كنت ترغب بتجربة أكثر عنفاً وتشويقاً، فيمكنك التوجه إلى Dark Zone، منطقة معزولة في نيويورك تجري فيها معارك مميتة وقد تفقد فيها كل ما حصلت عليه مايعيدك إلى نقطة الصفر، هنا استطاعت Ubisoft تقديم تجربة لعبٍ جماعي أجدها الأفضل إلى حد الآن، فهي تستوجب منك العمل مع فريق، والأفضل أن يكونوا أصدقائك ومتصلين جميعاً عن طريق مايكروفون لتسهيل عملية التواصل، تستطيع قتل لاعبين آخرين في Dark Zone، لكن هذا يجعلك هدفاً لبقية اللاعبين في العالم المفتوح، بعضهم سيتربص بك، الآخر قد يتظاهر على أنه مُسالم وصديق إلى أن يجد الفرصة المناسبة للهجوم.
لنتحدث عن عنوانٍ آخر من سلسلة Tom Clancy، وهو Rainbow Six Siege، لعبة تركز على الطور الجماعي يمكن فيها للاعب التحكم بفردٍ من فرقة Rainbow المكافحة للإرهاب، وكل فردٍ من هذه الفرقة يتميز بقائمة من الأسلحة والمعدات، مايعني أن بعض اللاعبين قد يكونون أضعف من الآخرين لكن هذا لايمنعهم من التحسن وتخصيص أسلحتهم بشكل أكبر عند التقدم في المستويات. قد يذكرك أسلوب اللعب قليلاً بـ Counter Strike الشهيرة، لكن Ubisoft تمكنت من تقديم تجربة مختلفة تماماً وجعلها تركز أكثر على التواصل بين الفريق، ناهيك عن أسلوب الهجوم الذي يشكل فارقاً كبيراً في نجاح العملية أو فشلها، فإن قررت الهجوم بشكل عشوائي فقد تموت الرهائن أو يُقضى عليك بسرعة، لذا فإعداد خطة تسلل إلى الداخل والهجوم السريع سيكون أفضل حل لك. الجدير بالذكر أن Ubisoft أعلنت أنها ستدعم هذه اللعبة لمزيد من الوقت وبشكلٍ مجاني، وهذا جعل اللاعبين مسرورين أكثر ومُتحمسين لباقي الإصلاحات والإضافات التي تجعل من Rainbox Six Siege إحدى العناوين القوية في مجالها.
إن قامت Ubisoft بصب جل تركيزها على ألعاب Tom Clancy وتوفير دعم لمدة أطول على مدار السنوات، فهذا سيدفع اللاعبين للثقة بالشركة من جديد، سيدفعهم لشراء الألعاب الرائعة المليئة بالإمكانيات التي يقدمها العالم المفتوح، وهي نقطة مهمة تأخذنا إلى لعبتنا التالية; Ghost Recon Wildlands، لعبة نحن متحمسون لها جداً بفضل عناصر اللعب الجماعي الذي من جديد يركز تماماً على العمل الجماعي ووضع خطة محكمة، لكن هذا ليس كل شيء، حيث يمكنك الآن مطاردة المجرمين أيضاً باستعمال المركبات من سيارات، دراجات نارية وحتى المروحيات التي تعطي للعبة مدى أبعد فيما يتعلق بطريقة الهجوم، لم يتم إصدار Ghost Recon Wildlands بعد، ومن المؤكد أنها ستعاني بعض المشاكل في أسابيعها الأولى كغيرها من الألعاب وبالضبط مثل ألعاب Ubisoft، لكن تأكدوا أن التجربة ستكون أقوى، أفضل وأجمل لاحقاً مع أولى الإصلاحات، وهذا نفسه أمر يجعلني أنصح دوما بألعاب Ubisoft لمن يرغب بالتمتع بتجربة لعبٍ جماعي مُحكمة، مليئة بالإمكانيات وتجبرك على التواصل مع لاعبين آخرين، لكن مع إتاحة فرصة اللعب الفردي أيضاً.
أظن أن الشركة الفرنسية تدرك أهمية سلسلة Tom Clancy، لذا فقد نرى المزيد من الألعاب في السنوات القادمة، حالياً لن نرى أي شيء متعلق بجزء ثاني من The Division نظراً لكون اللاعبين قد بدأو للتو بالتعمق أكثر في الطور الجماعي، وهو العنصر الذي سيشكل أهمية وتغييراً كبيراً ربما في الجزء الثاني من هذه اللعبة التي حققت أكثر من 300 مليون دولار في أول أسبوعين من إطلاقها، وعملية الدعم وتوفير الإضافات بشكل مجاني قد تكون خطوة تعتمدها الشركة في المستقبل القريب تماماً كما رأينا مؤخراً مع Rainbow Six Siege.