وأنا جالس في غرفتي، أنتظر بشوق انتهاء العد التنازلي لإتاحة اللعبة رقمياً على متجر بلايستيشن، بدأت بالتفكير حول كيف قد تكون اللعبة حقاً بعد كل هذه الضجة الإعلامية حولها، فقد حاولت قدر الإمكان تجنب أي مقاطع فيديو تظهر أسلوب لعب No Man’s Sky، أو أي عناصر أخرى قد تفسد علي تجربة اللعب التي أرغب بمشاركتها معكم اليوم في هذه المراجعة الجارية والتي لاتعتبر رأينا النهائي حول اللعبة، لكنها تظهر حتماً بعض الإنطباعات الأولية التي حصلت عليها أثناء رحلتي إلى تلك المجرة الخيالية.
تنويه: أسفل المراجعة الكتابية ستجدون مراجعة فريقنا بالفيديو للعبة
عن اللعبة
– اسم اللعبة: No Man’s Sky
– النوع: بقاء، مغامرات
– المطور: Hello Games
– الناشر: Sony Interactive Entertainment
– تاريخ الإصدار: 2016-08-09
– إمكانية اللعب بشكل فردي أو جماعي
– الأجهزة: بلاي ستايشن 4 (قريباً على الحاسب الشخصي)
القصة
اللعبة لم تُبنى على قصة بالمعنى الكامل، فهي ببساطة تضعك على كوكب مع سفينة فضائية مُحطمة، ويجب عليك البدء في رحلة إيجاد الموارد لإصلاح تلك السفينة. نو مانز سكاي ستذهلك بالعالم الذي ابتكرته، بيئة مليئة بالألوان وبعض المخلوقات هنا وهناك، إلى جانب تلك المركبات التي تحوم في السماء، والتي لن تتردد في مُهاجمتك إن أبديت نوعاً من العدوانية تجاهها. إذن فاللعبة تركز على عنصر البقاء، وهذا ما عشته خلال الساعات الأولى من صباح اليوم، محاولاً إيجاد كل تلك الموارد من حولي، والتجوال في ذلك العالم الذي أحياناً شعرت بوحدة فظيعة مملة فيه.
[تحديث 2] ماذا يمكنك فعله في No Man’s Sky؟ على عكس ماتوقعناه سابقاً، فاللعبة تركز على عنصر الإستكشاف بشكل أكبر من غيره، فالقصة تتمحور حولك وحول تلك الكواكب الشاسعة التي يجب عليك اكتشافها وجمع الموارد الطبيعية فيها لتقوية أسلحتك، مركبتك الفضائية ومعداتك الشخصية، وفي الحقيقة لم ترق لي كثيراً نوعية اللعبة باعتمادها هذا النوع من القصص.. تماماً مثل Abzu والتي تجنبتها تماماً منذ إصدارها بضعة أيام مضت.. لكن في الحقيقة، بدأت أستوعب الأمر، بل وبدأت تروق لي فكرة الإستكشاف هذه، متناسقة مع عناصر البقاء والدفاع عن النفس أثناء التجول في مجرة لامتناهية قد تحدث فيها أشياء غير متوقعة.
أسلوب اللعب
حسناً، كما أشرت سابقاً، فهذه مجرد مراجعة جارية، أي أنني سأقوم بتحديثها في غضون الساعات المُقبلة عند غوصي أكثر في مجريات اللعبة وتجربة كل شيء فيها.. لكن إلى حد الآن، فقد وجدت أسلوب اللعب ممتازاً حقاً. واجهت بعض التشويش في البداية، فالطريقة التي تعمل بها الأزرار والقوائم قد لاتكون اعتيادية لدى البعض، لكنها تبقى شيئا نستطيع جميعاً التعايش معه.
لايمكنك خوض No Man’s Sky دون استعمال سلاحك الفضائي، وهو ماوجدته مُرضياً للغاية بفضل إعتماد أزرار افتراضية كما في معظم الألعاب التي سبق لي تجربتها، لكن يصعب قليلاً تصويبه تجاه تلك الآلات الطائرة التي تطير يمينا وشمالاً بسرعة، وهو مُفيد في استخراج الموارد من عناصر طبيعية من حولك أيضاَ.
يتم إدخال اللاعب بشكل سلس إلى اللعبة، حيث يبدأ صوت روبوتي بإلقاء بضع جمل تشير إلى تجهيز بزتك الفضائية ومدى نوع الهواء في الكوكب ودرجته إضافة إلى اطلاعك على أية مخاطر من حولك، لذا أنصحك بالإستماع جيداً فهذا سيساعدك في اجتياز المرحلة الأولى بسرعة أكبر مما استغرقته أنا!
[تحديث 1] يبدوا أنه مع تقدمك قليلاً في اللعبة، ستحصل على بعض المزايا الجديدة بل وحتى تطوير أسلحة أخرى، وهذا جيد خصوصاً أنه من الضروري إشعار اللاعب بقيمة اللعبة والوقت الذي يقضيه من خلال مكافئته بعناصر جديدة، فكما سبق لي الذكر.. مازلت أشعر ببعض الملل والوحدانية أثناء تجولي المستمر على تلك الكواكب. لم أحصل “بعد” على تلك التجربة التي كنت أتوقعها، حروب فضائية ربما، إمكانية القيام بأمور كثيرة على الكواكب.. لكن لازال الوقت مبكراً قليلاً، خصوصاً أنني لم أنتقل بعد إلى أي طور لعب جماعي، والذي أعتقد سيكون أكثر حماسية من اللعب الفردي، أو ربما تعتبر هذه هي النتيجة التي ترغب بها Hello Games في تقديمها من خلال أسلوب اللعب الخاص بـ No Man’s Sky.
[تحديث 2] كما ذكرت سابقاً، وبعد قضائي أكثر من 10 ساعات لعب واستكشاف بضعة كواكب، فاللعبة لاتركز مُجملاً على عنصر القتال، الذكاء الإصطناعي لابأس به، لكن مكافئة اللعبة لك تعتبر جيدة، خصوصاً بعد قضائك وقتاً في التجوال وجمع الموارد، حيث تحصل على بضعة ألقاب تشجعك على الإستمرار، لكن للأسف لا أستطيع القول بأن نظام إدارة الموارد جيد، حيث أنها سريعاً ما تمتلئ ولايمكنك تخزينها في مكان آخر، بل ويصعب حتى معرفة أي من تلك الموارد مهم بالنسبة لك.. لذا أتمنى لو حصلنا على بعض التوضيحات بخصوص ذلك ومنذ البداية.
تجربة الطيران رائعة ومُحررة، أشعر حقاً أنني أقود مركبة فضائية في كون شاسع، أستطيع رؤية بعض النجوم والكواكب من بعيد وهي تستمر بالظهور أثناء الإقتراب منها، حتماً سأستغرق وقتاً طويلاً في الوصول إلى بعضها، وهنا تكمل جمالية أسلوب اللعب، فـ No Man’s Sky ببساطة لن تنتهي بالمعنى الحرفي.
الجرافيك وأصوات اللعبة
بالنسبة للعبة تم إصدارها رسمياً منذ بضع ساعات، فأنا لم ألاحظ أية مشاكل تقنية بخصوص الجرافيك أو الأصوات، كل شيء مضبوط وجيد، بل ويبعث على جمالية خيالية نادراً ما أجدها في ألعاب الفيديو التي سبق لي تجربتها. اعتمدت Hello Games أسلوباً جميلاً في الجرافيك، مليء بالتفاصيل ومُجسد في بيئة شاسعة قد تستغرق ساعات طويلة في استكشافها، وفيها ستصادف تلك المخلوقات الشبيهة بالديناصورات والتي ستستمع أصواتها أحيانا من على بعد.
الأصوات أيضاً جميلة، لم أحظى بعد بالإستماع إلى كل تلك الأصوات أثناء خوض معركة ربما، لكن استمتعت بالموسيقى التي وجدتها مُهدئة للأعصاب، تساعدك على التركيز والبقاء لإستكشاف المزيد في ذلك الكوكب الخلاب.
[تحديث 1] الموسيقى حقاً جميلة، وتزداد روعة مع مرور الوقت.. حيث أنها تتغير باستمرار بحسب الوضع الذي تعيشه أو بحسب المستوى الذي تلعبه، فحتى مع اختلافها فهي تحافظ على تلك اللمسة التي تبقيها هادئة ومُناسبة، أستطيع حتماً ترشحيها لتكون أفضل موسيقى في لعبة فيديو هذه السنة!
مدة اللعب وقيمة الإعادة
لم أتحدث عن هذه النقطة في بداية اللعبة، والسبب واضح، والآن بعد أن قضيت مايقارب 9 ساعات في لعب No Man’s Sky، أجد أنه توجد الكثير والكثير من الأمور لإستكشافها وتجربتها، وأظن أنها حتماً ستحقق رقماً أعلى من 13 ساعة أثناء اللعب خصوصاً إن كنت ترغب بالإستفادة القصوى من العالم الضخم الذي خلقته Hello Games من أجلنا.
[تحديث 2] قيمة الإعادة، أعتقد أن لا أحد قادر على معرفة الأمر، فاللعبة تقدم تكنولوجيا مميزة تجعل منها غير متناهية من خلال خلق كواكب جديدة وبيئات مختلفة، قد تكون متشابهة نوعاً ما، لكنها تقدم تجربة مختلفة وهذا هو الأهم.. لذا، فشخصياً، أعتقد أن هذا العنوان سيكون حتماً من بين الإختيارات الضرورية التي عليك اقتنائها!
خلاصة القول
إن كنت تتوقع لعبة تعيش فيها أجواء الأكشن بشكل كبير، فـ No Man’s Sky لم تصمم من أجلك، لكنها ستقدم لك تجربة فريدة من نوعها حتماً في مجملها ستعيش تحرراً لاتحصل عليه في ألعاب أخرى من أي نوع، الموسيقى والأصوات رائعة والمشاهد الطبيعية الخلاقة تجذبك إلى المزيد من الإستكشاف، بعد قضاء بعض الوقت، قد تشعل بالملل.. لكنها في النهاية ستستمر بتقديم أمور جديدة مثيرة على عكس باقي الألعاب.
شاهد بالفيديو مراجعة لعبة نو مانز سكاي: