لعل ألعاب التصويب والتسديد أصبحت تحتاج بالفعل إلى قصصٍ مؤثرة لتدعمها، وهذا ما بدأنا برؤيته من جديد مع باتلفيلد 1 التي ستعود بنا إلى أصول الحرب العالمية الأولى، لكن ماذا عن أحداث الحاضر؟ ماذا عن الإضطرابات السياسية والعسكرية بين واحدة من أقوى كيانات العالم، الولايات المتحدة، والدولة المعروفة بإنعزالها وقوتها النووية، كوريا الشمالية؟ حسنا.. يبدوا أن Homefront: The Revolution ستقدم لنا نظرة مُغايرة عن هذه الإضطرابات، والسؤال هنا.. هل نجحت في جذب وإبقاء إنتباه اللاعبين إليها؟
عن اللعبة
– اسم اللعبة: Homefront: The Revolution
– النوع: تسديد وتصويب
– المطور: Dambuster Studios
– الناشر: Deep Silver
– تاريخ الإصدار: 2016-05-17
– إمكانية اللعب بشكل فردي وجماعي
– الأجهزة: بلاي ستايشن 4، إكس بوكس ون، الحاسب الشخصي
القصة
تأخذنا قصة هومفرونت: ذا ريفولوشن – Homefront: The Revolution إلى مُستقبل غير بعيد، وبالضبط في 2029، حيث نعيش إحتمالية غزو كوريا الشمالية للولايات المتحدة، وذلك بعد معارك طاحنة بين الدولتين أودت بحياة الملايين.
الجزء الجديد يأتي بعد عامين من الإصدار الأول من هومفرونت، وأربع أعوام منذ إحتلال قوات كوريا الشمالية للولايات المتحدة. الأحداث تبدأ بعد أن قررت مجموعة من مواطني مدينة فيلادلفيا القيام بثورة ضد قوات كوريا الشمالية وذلك بزعامة Dana ومُساعدة Ethan، لكن تتطور الأحداث لتصل بك إلى Brady، وهو الشخصية الرئيسية في اللعبة الذي عليه أن يقود تلك الثورة ويعمل على ضم المزيد من الأشخاص إليها لمساعدته على القضاء على إستغلال الجنود لهم، حيث ستبدأ في خوض معارك وغارات ليلية إلى جانب القيام بمهمات كثيرة تتضمن الإستطلاع والإغتيال.
أسلوب اللعب
هومفرونت: ذا ريفولوشن تعتمد على منظور الشخص الأول لإكتشاف عالم فيلاديلفيا المفتوح، حيث أنك كلاعب، تحصل على فرصٍ مختلفة للقيام بالعديد من الأمور أثناء المهمات الرئيسية والجانبية. تبدأ اللعبة بمشاهد سينمائية طويلة بعض الشيء، لكنها حتما ضرورية وجيدة لمن يرغب بالتعرف على قصة اللعبة وما الذي حدث أثناء الأربع سنوات منذ إحتلال القوات الكورية الشمالية للولايات المتحدة ومدينة فيلادلفيا بالضبط.
تبدأ بالتنقل من رتبة لآخرى بشكل سريع نوعا ما، وهذا أمر طبيعي في ألعاب التصويب والتسديد، لكن الجميل في الأمر هو إعتماد عناصر وأسلوب خاص في اللعبة يشعرنا بالفعل أننا نعيش قصة ثورة، حيث أن معظم الأحداث تجري في الليل، سواء في شوارع المدينة أو داخل البنايات العسكرية وفي مخابئ الثوار التي غالبا ما تكون قابعة تحت المدينة بعيدة عن أنظار الجنود. ستحصل على هاتف ذكي يعمل كمساعد شخصي لإطلاعك على المهام وخريطة المدينة المُقسمة إلى أجزاء مختلفة تظهر مستوى الأمن فيها او ما إذا كانت خطيرة عليك، إلى جانب قدرة الهاتف على إلتقاط صور لأعدائك لتحديد قوتهم وبعض المعلومات عنهم، فهذا سيساعدك على التخطيط لكيفية الهجوم والخروج بأقل الخسائر.
إلى جانب مزايا الهاتف الذكي الكثيرة والتي سندعك تكتشفها أثناء اللعب، فهناك أيضا القدرة على تخصيص الأسلحة والتي قد يجدها البعض مبالغاً فيها، لكنها حتما رائعة ومختلفة عما إعتدناه في ألعاب التصويب. هذه الميزة تمكنك من تفكيك أجزاء سلاحك وتعويضها بأخرى لإنتاج سلاح جديد.. فقد يكون لديك مسدس عاديٍ تستطيع تحويله فيما بعد إلى سلاح رشاش!
كما أشرت في السابق، أسلوب اللعب يعتمد بالفعل على عناصر منطقية واقعية تشعرك بأجواء الثورة، فهناك مخيمات الفقراء، دوريات المراقبة، عناصر القوات تلقي القبض على مشتبهين فيهم وغير ذلك، لذا فكل التصرفات والحركات التي تقوم بها عليها أن تكون مدروسة جيداً، حيث أن حملك لسلاح ظاهر للعيان في بعض المناطق قد يكون السبب في إطلاق النار عليك من برج مراقبة أو إطلاق نداء لإلقاء القبض عليك وعلى قوات الثوار.
جرافيك اللعبة
أتذكر مشاهدتي لبعض من المقاطع التشويقية للعبة هومفرونت ذا ريفولوشن – Homefront: The Revolution، حيث وجدتها جميلة من حيث الجرافيك، لكن أشعر أنني لم أحصل على نفس تلك الجودة في الإصدار النهائي، حيث توجد بعض العناصر التي تبدوا غير واقعية بتاتا، أو ربما.. رديئة التصميم.. لكن لحسن الحظ فهذا لاينطبق على كل اللعبة.
تصميم الشخصيات لابأس به، يظهر بعضا من التفاصيل المختلفة، نفس الشيء بالنسبة للأسلحة التي ستستخدمها، والسيارات والطائرات، حيث أن كل شيء يظهر مقبولاً ومؤثراً خصوصا في فترات الليل. قد لاتكون التجربة الأفضل لمن إعتاد على الألعاب المطورة بإستخدام CryEngine، حيث أن فريق التطوير لم يستطع تقديم النتائج المرغوبة، لكنها تبقى أول إصدارٍ لهم، فمن يدري.. قد نرى نتائج أقوى وأفضل في الإصدارات القادمة.
بيئة العالم المفتوح شيء جميل ويقدم لك كلاعب مزيدا من الحرية في إستكشاف كل صغيرة وكبيرة، لكن لاتتفاجئ إن إختفت بعض العناصر من حين لآخر، خصوصا إن إقتنيت اللعبة في الأسابيع الأولى قبل إجراء أي تحديث رسمي، حيث أن الشخصيات قد تختفي أمامك دون سابق إنذار، نفس الشيء بالنسبة لبعض عناصر المدينة مثل الأبنية أو المركبات.
الشيء الذي أحبطني بشكل كبير كان ذلك البطئ الشديد في معدل الإطارات بالثانية، حيث أن الإنفجارات وتغيير الأسلحة (الذي من المفترض أن يكون مثاليا في ألعاب كهذه) يظهر بشكل بطيء ملحوظ، وربما هذا يعود إلى عدم خبرة فريق التطوير كما أسلفت الذكر، لكنه أمر قابل للتصحيح.. فإذا كنت توافق على تلك المشكلة، لابأس.. إقتني اللعبة، لكن إن كنت ترغب بإنفاق مالك على مؤثراتٍ بصريةٍ مثالية.. هومفرونت ذا ريفولوشن ليست مثاليةً بعد.
أصوات اللعبة
جميلة، مناسبة، لكنها تأثرت سلباً بسبب الجرافيك. ستلاحظ أن المقاطع السينمائية في بداية اللعبة ترفع آمالك وتجعلك تعتقد أنك ستعيش فيلما وتجربة قوية مشابهة لألعاب أنشارتد الشهيرة، وهو بالفعل أمر ملحوظ من خلال الحوارات الدرامية بين الشخصيات، إضافة إلى أصوات ضرب الجنود الكوريين للسكان، أو حتى إطلاق النار عليهم مع عُرض الحائط.. كل شيء يبدوا واقعياً من حيث الأصوات، لكن مع تجربة الجرافيك التي لاتعتبر جيدة، فأنت تحصل على شيء متناقض.
أصوات التفجيرات وإطلاق النار قوية ونالت إعجابي، نفس الشيء بالنسبة لأصوات السكان في الشوارع، حيث أنك قادر على سماع حوارات شخصية عن الثورة والجنود وغير ذلك، أحيانا صراخ النساء على بعد بضعة شوارع.. وهذا يعطي واقعية لأحداث اللعبة، أما بالنسبة للشخصيات الثانوية، فهي نوعا ما جيدة، أحيانا لاتشعرني بالحماسة في أجواء القتال، لكنها تفي بالغرض.
مدة اللعب وقيمة الإعادة
أقضي ما معدله 17 ساعة لإنهاء كل لعبة، أحيانا أكثر إن كانت اللعبة تقدم الكثير من المهام الجانبية، و لايمكنني قول ذلك عن Homefront: The Revolution. قضيت تقريبا نفس المعدل في إنهاء اللعبة، ربما قد يكون الأمر صعبا بالنسبة لمن لم يعتد على ألعاب التصويب والتسديد المصاحبة لعناصر الإستطلاع والتسلل، إلا أنها لاتزال ممتعة في مجملها، إن لم تكن مُهتما بباقي النواحي التقنية.
قيمة الإعادة تتجلى في القيام بالمهمات بشكل مختلف، ربما بالإعتماد على أسلوب مغاير أو في بيئة مختلفة عن السابق، لكن النتيجة حقا تبقى غير متغيرة، بل وقد تشعر بالتكرار مع مرور الوقت.
خلاصة القول
أجد حقاً أن Homefront: The Revolution عنوان يحمل الكثير من الآمال في عالم ألعاب التصويب والتسديد، خصوصا أن القصة مغايرة ونفس الشيء بالنسبة لأسلوب اللعب عموما، لكن فريق التطوير فشل فشلا ذريعا في تقديم اللعبة التي كنا بإنتظارها، فتلك الأخطاء التقنية والجودة الرديئة في جرافيك اللعبة عموما.. ستجعلك ترغب بإقتناء إصدارٍ من كول أوف ديوتي ربما.