بعد إنتظارٍ طويل، تشويقٍ كبير، وحملات تسويق ضخمة.. هل إرتقت أنشارتد 4 – Uncharted 4 إلى تطلعاتنا؟
يبدو أن نهاية اللص ناثان دريك في الجزء الأخير أنشارتد 4 – Uncharted 4 ستكون واحدة من أكثر ألعاب الفيديو نجاحا لهذه السنة، وبعد قضائي وقتاً في إستكشاف اللعبة وشخصياتها، فهل إرتقت اللعبة إلى الضجة الإعلامية الكبيرة وإنتظار اللاعبين حول العالم لصدورها؟
شاهد المُراجعة بالفيديو:
عن اللعبة
– اسم اللعبة: Uncharted 4 : A Thief’s End
– النوع: مغامرات، أكشن
– المطور: Naughty Dog
– الناشر: Sony Entertainment
– تاريخ الإصدار: 2016-05-10
– إمكانية اللعب بشكل فردي وجماعي
– الأجهزة: بلاي ستايشن 4
القصة
الجزء الأخير من سلسلة أنشارتد – Uncharted يبدأ كرونولوجيكياً بشكلٍ مُعاكس، حيث ستظهر أحداثٌ مُستقبلية من اللعبة ثم بعد ذلك ستعود بنا إلى الماضي حينما كان Nathan و Sam صغيرين. لمعرفة ما الذي دفعهما إلى الهروب من دار الأيتام، سيتوجب عليك التسلسل بشخصية ناثان للقاء أخيه خارج غرفته، ومن هناك ستبدأ أنشارتد التي نعرفها بإلقاء سحرها الهوليوودي ومستوى اللعب الذكي الخاص بها.
أحداث القصة الرئيسية عموماً ستبدأ بعد ظهور سام على عتبة مكتب ناثان، حيث يبدو أن الأخير حصل على وظيفة مكتبية مملة، ليبدأ الأخوين بتبادل الأخبار والقصص.
إلى حدود هذا، فقد نجح استوديو Naughty Dog في إدخالنا إلى غمار القصة، حيث أن ناثان طبعا لديه الكثير ليحكيه لأخيه الأكبر، بداية بزواجه من Elena، والكنوز التي كان يُجري أبحاثا حولها، الأمر الذي دفع سام ليطلع أخاه عن بضعة أمور ستدفعهما (إلى جانب سوليفان) إلى القيام بمغامرة أخيرة ستكون مُجريات أحداثها الملحمية بين يديك !
سنتابع ظهور شخصيات جديدة في اللعبة، مثل نادين التي قد لاتكون ودودة كثيرا مع باقي الشخصيات، إضافة إلى رايف الذي سيكون العدو الأكبر في هذا الجزء والذي بدوره قام بتوظيف نادين للحصول على الكنز الذي يسعى وراءه أبطال القصة.
أسلوب اللعب
تميزت سلسلة أنشارتد منذ بدايتها بأسلوب لعبٍ يُشعرنا بأننا نعيش أحد أفلام هوليوود، بفضل ذكاء الحوارات وسلاستها، وتلك الشخصيات التي إنسجمت مع بعضها لِتُكون نظاماً مترابطاً أثناء اللعب إضافة إلى عدم وجود شاشات الإنتظار والتحميل (الأمر الذي وجدته إنجازاً مذهلاً). تسلق الجدران والتدلي من الحواف، القفز من أعلى السطوح وإطلاق النار، كلها عناصر تقليدية في السلسلة جعلت من الجزء الأخير أفضلَ بأشواطٍ من التي سبقته، و ستشعر أيضاً بنضج هذه السلسلة وشخصياتها، مثل سماع بعض النكات والمزاح حول عدم قدرة ناثان مواكبة كل تلك الحركات والأكشن كما كان الحال في السابق.
قد تشعر ببعض التكرار من حين لآخر، وهذا يعود للأسلوب العام الذي تعتمده Naughty في أسلوب اللعب، لكنها إستفادت من بعض الأخطاء التي واجهتها الأجزاء السابقة. ستلاحظ أن ناثان لن يكون محصورا دوما بالكثير من الأعداء، فالآن سيمكنك إستغلال تلك البيئة الضخمة المصممة بعناية وأدق التفاصيل، من أجل الإختباء والتسلل، لكن إحذر، فأعدائك يتواجدون في كل مكان، يسمعون الأصوات التي تصدرها، وقد يأتون للبحث عنك.. وهذا حقا ما يجعل أنشارتد السلسلة الناجحة التي نعرفها اليوم، فأسلوب اللعب ومع محدوديته نوعا ما، إلا أنه يُبقي اللاعب منتبها، حذرا ومستعدا لكل شيء.
إن كنت قد لعبت الأجزاء السابقة، فلن يكون صعباً عليك الإعتياد على أزرار التحكم وأدوارها، التصويب والتسديد لم يكن من الأمور السلسلة جدا في السابق، لكن إستمتعت كثيراً بهذه التجربة في الجزء الحالي، تجربة مُرضية حيث أنه أصبح الآن بإمكانك تحديد أعدائك قبل التصويب عليهم.
الجزء الأخير قد لا يأتي بمزايا كثيرةٍ مُقارنةً بمشاهد الأكشن المثيرة للأدرينالين والحوار الذكي الطريف الذي يجعلك حتماً تقع في حب هذه اللعبة في غضون الدقائق الأولى من اللعب، فهناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي ستعيشها في كل مغامرة، مثل ركوب سيارة رباعية الدفع (التي ستشعرك حتما أنك تقود سيارة Jeep على الوحل) إضافة إلى إستكشافك لبعض الألغاز الصعبة في بيئات مظلمة وغير مريحة جدا لبطل القصة وصولاً إلى حُفنة من الأعداء الذين لن يستسلموا بسهولة كما في السابق.
إن كانت هذه أول مرة لك مع سلسلة أنشارتد، فهذا لايعني أن التجربة لن تكون مثيرةً لك أيضاً، قد تجد صعوبة في إيجاد حلول للألغاز ومعرفة كيفية التسلل، لكن من الجيد أن Naughty Dog قامت بإعتماد أسلوب Hint الذي يقدم لك لمحة عن الحل إن إستغرقت وقتا أطول من اللازم في إيجاده، تماما كما فعلت مع الأجزاء السابقة ولعبة The Last of Us.
عموما، ستكون هناك الكثير من الأمور التي ستكتشفها أثناء تقدمك في اللعبة، أحياناً سيستوجب عليك القيام بإختيارات حتمية، وأحيانا أخرى سيكون عليك تدارك الموقف بإرتجال.. فهذه أنشارتد، اللعبة التي لن تفشل في جعلك تشعر بكل كبيرة وصغيرة في اللعبة، دون أي جهد يذكر!
جرافيك اللعبة
كما وعدتنا Naughty Dog، وكما رأينا في العروض التشويقية، تجربتي للعبة على تلفازي العالي الوضوح وبمعدل 30 إطار في الثانية، جعلني حقاً أشعر وكأنها أعلى دقة من ذلك بكثير! ألعاب قليلةٌ هي التي تقدم هذه النتائج، وأخص الذكر هنا Metal Gear Solid 5 و The Order 1886 (بحسب تجربتي). الجرافيك كان بالفعل تجربة خلابة من المناظر الطبيعية المختلفة، من بنايات تاريخية ضخمة، أنهار وغابات وصولا إلى أزقة ضيقة وشوارع مكتظة.
دعوني أحدثكم عن تجربة إطلاق النار وتحطيم الأشياء، فهي حقاً مايشعركم بمدى روعة مستوى الجرافيك في هذا الجزء، فكل شيء تقريباً قابل للتدمير، من أواني فخارية، أكياس رملية، عربات وسيارات وصولاً إلى الجدران والزجاج.. تلك التفجيرات التي تحدث أثناء المطاردات والتي تكون أنت من يحدثها وليست مجرد مقاطع سينمائية ستشعرك بكثير من الإندفاع والحركة، والإختباء وراء جدار أو صخرة أثناء مُهاجمتك من طرف الأعداء أيضا قد لايكون آمناً خصوصا أنهم يمتلكون قنابل يدوية بل وقد يأتونك من حيث لاتدري، وهذا ما سيدفعك بإستغلال كل جنبات البيئة المُصممة لتكون ليس فقط جميلة جدا، بل مفيدةً في أغلب الأحيان.
المقاطع السينمائية قد لاتكون مختلفة كثيراً عن اللعب الحقيقي، فكم من مرة وقفت أنتظر أن يحدث شيئ، لأتفاجئ أن المقطع السينمائي إنتهى وبدأ دوري في اللعب!
الشخصيات أيضا نالت نصيبها من جودة ودقة التصميم، حيث أنه بإمكانك حرفيا ملاحظة تفاصيل دقيقة من كل شخصية أثناء اللعب، مثل علامات الشيخوخة في وجه سوليفان، شعرات بيضاء على رأس ناثان، هذا إضافة إلى كل الشخصيات الثانوية الأخرى التي تتميز بشيء معين.
أصوات اللعبة
أنشارتد معروفة بإهتمامها بأدق التفاصيل وجعل كل شيء متكاملاً مع بعضه البعض، والأصوات هنا حتماً أُتقنت بشكل فاق توقعاتي، بداية مع مُؤدي أصوات الشخصيات، الرائع Troy Baker الذي يؤدي صوت سام (بأدوار منها Joel في The Last of Us و Ocelot في Metal Gear Solid 5) فهذا العبقري كان حتما إختيارا موفقاً للدور، طبعا إلى جانب Laura Baily التي أدت دور نادين، الأمر الذي خلق نوعا من التوتر نظراً لعِرق مؤدية الصوت والشخصية التي تؤديها، لكن وكما إستجاب مخرج اللعبة Neil Druckmann، فالأصوات كانت حتما مثاليةً لكل شخصية على حدة.
نأتي إلى نوع آخر من الأصوات التي لن تستطيع تجاهل مدى روعتها وواقعيتها، من إنفجارات كبيرة ومثل ركوبك لسيارة Jeep على الوحل الزلق، أو عند تلك الإنعطافات الحادة التي تقود من خلالها بسرعة كبيرة ناهيك عن السباحة في بحيرة درجة برودتها قد تشعرك أنت بالقشعريرة فقط من تلك الأصوات التي يصدرها ناثان!
الأسلحة المتنوعة أيضا يأتي كل واحد منها بأصوات مختلفة، سواء أثناء الإطلاق أو إرتطام الرصاصة بعنصر ما، وهذا حتما يقدم مستوى مختلف تماماً يذكرنا بألعابٍ قوية في مجال التصويب والتسديد، ومع أنني واجهت بعض المشاكل من حين لآخر في إبقاء التصويب مُستقرا، إلا أن أنشارتد 4 تقدم أيضا بعضاً من إعدادات التحكم بذلك خصوصا لمن لم يعتد على اللعبة بعد.
الموسيقى أيضاً كانت لابأس بها مجملا، حيث أنه أحيانا قد لاتلاحظها بسبب إنشغالك بالهروب من الأعداء والقضاء عليهم واحدا تلوى الآخر، لكنها لمسة جميلة وتُبقي اللعبة ذات طابع هوليوودي مع إضفاء لمسة درامية مؤثرة من حين لآخر.
مدة اللعب وقيمة الإعادة
كما ذكرت سابقا، إستوديو Naughty Dog يعتمد أسلوبا محددا في ألعابه، مايعني أنه قد لاتوجد حقا قيمة في إعادة اللعبة والتي ستستغرق منك حوالي 10 إلى 17 ساعة بحسب خبرتك في اللعبة (إستغرقتني مجملا 16 ساعة لإكمال نمط اللعب الفردي، دون إحتساب مدة المقاطع السينمائية التي قد تكون طويلة أحيانا).
أنشارتد 4 تقدم لك إمكانية إختيار مجرى الحوارات من حين لآخر، مع بيئة ضخمة يمكنك إستغلالها ومع ذلك فهي ستأخذ بك إلى مكان واحد ونتيجة مُوحدة. هذا قد يكون أمرا محزنا للبعض خصوصا عند إكتشافهم كيف ستكون النهاية.. لكن لن يمنعكم أيضا من الإستمتاع بكل لحظة منها.
يمكنك البدء من جديد في اللعبة، الأحداث الرئيسية لا تتغير، لكن أسلوب اللعب يتغير طبعا بحسب إختياراتك وطريقتك في التعامل مع كل شيء من حولك، وأعتقد أن هذا أمر جيد لإبقاء أنشارتد لعبة مفتوحة مع حدود مضبوطة من أجل تقديم تلك النتيجة التي صُنعت من أجلها.
خلاصة القول
هل إرتقت اللعبة إلى ما تم التسويق له؟ بكل تأكيد.. مشاهد أكشن من مستوى عالي، حوار درامي، مع شخصيات جديدةٍ ومستوى جرافيك عالي، إستمتعت بكل صغيرة وكبيرة في هذه الملحمة، حزنت، ضحكت وغضبت.. هذا ما يجعلني أدرك حقاً أنني ألعب إحدى ألعاب Naughty Dog، وهي ما سيجعلك تقتني Uncharted 4 : A Thief’s End على جهاز Playstation 4 أيضا!