على نطاق واسع يتم الانتشار.. لا شيء سيضع حدًا لنا مهما كان موقفه.. معنا كنت أم ضدنا.. سنعمل وبكل قوة من أجل الوصول إلى ما نرمي إليه ونطمح.. سنجعل الفضاء حدنا الوحيد.. وحتى كواكبه لن تسلم منّا.. بذكائنا وقدراتنا وتقنياتنا سنجعل المستحيل واقعًا ملموسًا.. فهل ستكون جزءًا من هذه الثورة التكنولوجية!
عن اللعبة
– اسم اللعبة ورابطها على متجر ستيم: Ashes of the Singularity – صفحة اللعبة
– النوع: Indie, Simulation, Strategy
– المطور: Oxide Games, Stardock Entertainment
– الناشر: Stardock Entertainment
– تاريخ الإصدار: 31/03/2016
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– دعم جزئي ليد التحكم.
– الأجهزة: PC
قصّة اللعبة
تمكن البشر وأخيرًا في القرن الواحد والعشرين من ابتكار ذكاء اصطناعي من نوع خاص جدًا.. ولحسن الحظ فقد كان هذا الذكاء الاصطناعي ذي فائدة كبيرة.. إذ جعلهم قادرين على إحراز تقدم سريع وملحوظ في مجال القدرات الذهنية التي لم يعد من الممكن توقع أي حدود لها.. لقد كان هذا الأمر بمثابة نقطة تحول في تاريخ البشرية ككل.
عندها أيضًا ظهرت عملة جديدة كليًا.. ما هي في الحقيقة إلا مادة تسمى (Turinium) والتي بدأ الجميع يسعى إلى امتلاكها.. فكلما كان رصيدك من هذه المادة أكبر كلما كانت قدراتك الحوسبية أعلى وبالتالي المزيد من القوة والسلطة. ولكن في سبيل الحصول على هذه المادة تم تحويل الأرض بالكامل إليها.. أيضًا القمر بعدها.. ولم يكن هذا كافيًا.. بل تم التوسع نحو بقية الكواكب.. وهنا بدأ الصراع بين البشر الذين وضعوا وعيهم في الآلات وبين العرق الآلي الذي ظهر والذي يسمى بـ (The Substrate).. إنه صراع الموت.. لا رحمة فيه أبدًا.. لأنه ببساطة صراع البقاء!
أسلوب اللعب
آشز أوف ذا سينجيولاريتي (Ashes of the Singularity) لعبة استراتيجية بحتة “تعتمد على التخطيط الكامل وليس على السرعة في الأداء، كما أنّ الذكاء الاصطناعي الذي ستقوم باللعب ضده سواء في المراحل المُختلفة للقصة الرئيسية أم في الأطوار الأخرى هو أفضل ذكاء تمت برمجته حتى الآن بالمُقارنة مع جميع الألعاب الاستراتيجية من هذا النوع”.. هذه هي الكلمات التي وصف مطورو اللعبة في استديوهات (Oxide Games) و (Stardock Entertainment) بها. وفي هذه المُراجعة الشاملة سنقوم بالتأكيد بإلقاء الضوء على هذين الجانبين الهامين جدًا بالنسبة للعبة استراتيجية، بالإضافة إلى بقية الجوانب الأخرى التي لا تقل أهمية بالطبع عنهما.
في البداية سنتناول مسألة ضرورية للغاية لتوضيح أنّ لعبة آشز أوف ذا سينجيولاريتي (Ashes of the Singularity) من الألعاب الضخمة التي تعتمد على المئات أو الآلاف من الوحدات التي يُمكنك التحكم بها في نفس الوقت.. لذا فاللعبة بحاجة إلى جهاز ذي مواصفات قوية.. ولن تعمل على الأجهزة الضعيفة أو القديمة.. ومن هذا المُنطلق فإنني أنصح أي لاعب بالاطلاع على الحدود الدنيا المطلوبة لمواصفات جهاز الكمبيوتر من أجل تشغيلها.. حتى لا ينتهي به المطاف بشراء لعبة باهظة الثمن قد لا تعمل على جهازه الحالي.. أو قد تعمل ولكن بشكل غير مُرضي.
فيما يخص أطوار اللعب المتوفرة فهناك طور قصة رئيسية يتألف من عدة كواكب منتشرة في المجرة سيكون عليك التوجه نحوها تباعًا من أجل السيطرة عليها وفرض سلطتك فيها وبالتالي التحكم بجميع موارد الـ (Turinium) فيها.
المراحل الأولى ستكون بمثابة مهمات تدريبية، ولكنها سرعان ما تتحول المهمات التي تليها إلى مسؤوليات صعبة عليك الالتزام بها وتنفيذها بنجاح بما تملكه من موارد في مواجهة قوات الأعداء التي تكون لك بالمراصد من كل جانب.
وقد وجدت شخصيًا عدة نقاط يُمكن مُلاحظتها في هذا الطور. أولًا إذا ما تم تناول المراحل التدريبية فهي ممتازة في الحقيقة وكافية جدًا لوضعك على الطريق الصحيح وتوضيح الأمور الأساسية لك. أيضًا وفيما يخص المقاطع السينمائية الفاصلة فهي أكثر من رائعة.. لقد تم العمل عليها بشكل رهيب بالفعل. وفيما يخص طبيعة المهمات فهي جيّدة ومُرضية جدًا.. وكذلك العدو الذي سيشن عليك الغارات تباعًا بحسب كل مهمة أو مرحلة. وفيما يخص أسلوب سرد الأحداث فهنا وجدت نقطة سلبية بالنسبة لي.. وهي أنّه سيترتب عليك قراءة الأحداث التي ستظهر لك تباعًا على شكل حوارات جانبية.. ولم يتم تخصيص ممثلين بأداء صوتي لها.. وهذا أمر في الحقيقة غريب وخصوصًا إذا ما تم النظر إليه بعد مُقارنته بسعر اللعبة المُرتفع. وعمومًا قصة اللعبة لا بأس بها وخصوصًا فكرتها الجديدة التي توضح كيف قام البشر بالتخلي عن أجسادهم ووضع عقولهم ووعيهم داخل الآلات.
أيضًا تم تقديم طور مميز لا منتهي يُسمى (King of the Hill). حيث يضعك في صراع غير منتهي بكل معنى الكلمة.. من أجل اختبار قدراتك إلى أقصى حد، ومعرفة مدى صلابة قواتك وبراعتك في التخطيط من أجل البقاء والاستمرار والصمود في وجه التدفق المتزايد لقوات الأعداء. وللعلم فإنّ هذا الطور يأتي من بين مجموعة متنوعة من الأطوار الأخرى والسيناريوهات التي يُمثل كل منها تحديًا بحد ذاته.
أمّا فيما يخص الأطوار الأخرى التي تم تقديمها في اللعبة فهناك طور الـ (Skirmish) المعروف والذي يدعم حتى ستة لاعبين سواء ضد الكمبيوتر أم ضد أشخاص حقيقيين بشكل تعاوني أو تنافسي. وفي الحقيقة يُمكن اعتبار هذا الطور نقطة القوة الرئيسية في اللعبة كما في جميع الألعاب الاستراتيجية من هذا النمط. ولكن التميز الإضافي في لعبة آشز أوف ذا سينجيولاريتي (Ashes of the Singularity) هو بالفعل في الذكاء الاصطناعي إذا ما قمت باللعب ضده. وهنا الفكرة الأولى التي صرح بها مطورو اللعبة. فقد قمت شخصيًا باللعب ضد الكمبيوتر وعلى مُختلف مستويات الصعوبة. وقمت بمُراقبة تحركاته والأوامر التي يقوم بتوجيهها لقواته. لقد كان يلعب تمامًا كما لو أنه شخص حقيقي.. إذ لم يبدأ بامتلاكه المزيد من الموارد على سبيل المثال على المُستويات الصعبة، بل زاد من سرعة إعطائه للأوامر ونشر المزيد من قواته على نطاقات أوسع من أجل السيطرة على المزيد من الموارد قبلي. وقد كان بإمكاني القيام بنفس الأمر بالمُقابل.. وخصوصًا أنّ كلًا من قواتي وقواته وعلى جميع مستويات الصعوبة لها نفس الطاقة.. أي ليست كما في الألعاب الأخرى التي تجعل من قوات العدو ذات قوة أكبر وقدرة إضافية على تحمل المزيد من الضربات وهذا الأمر أكثر من رائع بالفعل. ببساطة أنت بحاجة إلى الخبرة واتخاذ قرارات صائبة سريعة حتى تتمكن من الربح في معاركك ضد الكمبيوتر على المستويات المُتقدمة.
ومما سبق يمكن التأكيد على أنّ تصريحات المطورين التي ذكرناها في البداية بالفعل كانت حقيقية.. ويمكن مُلاحظتها ببساطة خلال اللعب وهذا أمر إيجابي جدًا ونقطة قوة في اللعبة لا يُمكن تجاهلها.
وبشكل عام تعتمد اللعبة من حيث المصادر خلال المعارك على مصدرين أساسيين، هما: الـ (Metal) والـ (Radioactives). بالإضافة إلى مصدرين آخرين هما: الـ (Turinium) والـ (Quanta). سيكون الـ (Metal) بمثابة المادة الخام الرئيسية في جميع عمليات البناء سواء للمباني أو الوحدات المُختلفة. بينما سيكون الـ (Radioactives) بمثابة الوقود اللازم للآليات والمدرعات المُتقدمة وكذلك المصانع المتطورة.
أمّا فيما يخص الـ (Turinium) فهي المادة التي من خلالها يُمكنك ربح المعارك وسنتحدث فيما بعد عن شروط الربح وأشكاله. وأخيرًا الـ (Quanta) وهي موارد اصطناعية يتم إنتاجها من خلال الـ (Quantum Relays) الذي يُمكنك تشييده خلال اللعب، والتي تُستخدم من أجل تحسين قدراتك التكنولوجية عمومًا.
عندما تبدأ اللعبة سيكون لديك قاعدة تسمى (Nexus) ومهندس واحد فقط. وستُلاحظ أنّ العالم من حولك مقسم إلى مناطق بشكل واضح. لكل منطقة من هذه المناطق مولد طاقة خاص بها. وهذا المولد محمي من قبل قوات حيادية لا تنضم لأي جهة وتقوم بمُهاجمة كل من يحاول الاقتراب والسيطرة على مولد الطاقة. ولكن بالتأكيد أنت بحاجة إلى مصادر الطاقة هذه.. لذا ستقوم بمُهاجمة هذه القوات الحيادية واحتلال قدر ما تستطيع من مناطق حتى تتمكن من جمع الموارد الكافية من أجل بناء قاعدتك العسكرية وإنتاج المركبات والمدرعات المُختلفة.
وفيما يخص العمليات القتالية فاللعبة توفر تنوع جيد من حيث القوات التي يتميز كل منها بقدرات خاصة. إذ توجد القوات الجوية التي توفر تغطية جيدة سواء من حيث الرؤية من خلال الرادارات أم من خلال القدرات الهجومية. وهناك القوات الأرضية البرية التي تتراوح من حيث القدرات والحجم بين قوات ومدرعات صغيرة إلى عربات ضخمة للغاية تسمى الـ (Dreadnoughts). كما تختلف هذه الوحدات القتالية من حيث المدى ومعدّل إطلاق النار بالإضافة إلى كمية الضرر الذي يمُكنها أن تسببه لمركبات العدو.
أيضًا توفر اللعبة ميزة رائعة تتمثل في إمكانية تشكيل جيش يعمل معًا بكفاءة عالية جدًا كما لو أنه قوة متحدة. حيث يُمكنك توجيه الأوامر لهذا الجيش من العربات والمركبات بشكل مُباشر ليتحرك الجميع معًا ويدافع الجميع عن بعضهم البعض حسب الحاجة. أيضًا عند الاشتباكات ستجد أنها تتم بشكل ممتاز جدًا عند تشكيل مثل هذا الجيش.
وفيما يخص التطور والترقية على مستوى الوحدات القتالية فتجدر الإشارة إلى أهمية الـ (Dreadnoughts) الضخمة التي يُمكنها اكتساب الخبرات خلال خوضها للمعارك الناجحة المُتتالية. هذه الخبرات ستمكنها من التطور واكتساب المزيد من القدرات والقوة والميزات. لذا يجب أن تراعي الإبقاء على هذه الوحدات العملاقة على قيد الحياة مهما كلف الأمر.. حتى لو اضطررت إلى الانسحاب بشكل تكتيكي والعودة لاحقًا.
وفيما يخص الربح في المعارك فكما أسلفنا سابقًا جمعك لرصيد كافٍ من الـ (Turinium) سيكون كافيًا للربح. أيضًا يُمكنك الربح عند تدميرك لقواعد قوات الأعداء التي تسمى الـ (Nexus).
جرافيك وأصوات اللعبة
إذا ما تم أخذ ضخامة اللعبة وعدد القوات التي ستتواجد على الشاشة أمامك في نفس الوقت فيُمكن بكل تأكيد القول أنّ جرافيك اللعبة مّذهل. ولكن الخرائط ذات أنسجة – برأيي الشخصي – ضعيفة نسبيًا، ومع ذلك أعتقد أن السبب أيضًا يعود إلى ضخامة اللعبة وتركيزها على الوحدات القتالية والمؤثرات الأخرى.
وبالحديث عن المؤثرات عمومًا فهي جميلة وخصوصًا عند الاشتباكات الكبيرة بين المئات من القوات ومُشاهدة المعركة من زوايا وارتفاعات رهيبة توفرها اللعبة.
أمّا الأصوات فهي نقطة قوة في اللعبة وخصوصًا على مستوى الموسيقى الملحمية الرائعة التي تتغير بحسب الوضع. أيضًا أصوات الوحدات القتالية المُختلفة مُلفتة جدًا ومميزة، وكذلك أصوات القذائف والأسلحة بشتى أشكالها وأنواعها وأحجامها.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
آشز أوف ذا سينجيولاريتي (Ashes of the Singularity) لعبة رائعة برأيي الشخصي. وبالرغم من وجود بعض الآراء السلبية لدى البعض إلا أنّ معظم هذه الآراء كانت ناتجة عن بعض المشكلات التقنية التي كان سببها الرئيسي حجم وضخامة المعارك والأعداد الهائلة من المقاتلات المُختلفة التي تشتبك معًا في وقت واحد. ومع ذلك يعمل المطورون باستمرار على تحسين وإصدار الباتشات المُختلفة للعبة تباعًا. كما ينتظر العديد من اللاعبين إصدار تعريفات جديدة لكروت الشاشة المُختلفة لديهم من أجل استثمارها بشكل صحيح في اللعبة.
وفيما يخص مدة اللعبة فلا أعتقد أنّ مثل هذه الألعاب محدودة بزمان بقدر ما هي محدودة بالمُجتمع الذي يلعبها وعدد الأشخاص المُهتمين بها. وإذا كنت من مُحبي طور الـ (Skirmish) سواء ضد الكمبيوتر أو ضد الأصدقاء فبالتأكيد ستستمتع باللعبة بشكل كبير نظرًا لقوة هذا الطور.
وختامًا أقول..
آشز أوف ذا سينجيولاريتي (Ashes of the Singularity) لعبة استراتيجية قوية بحاجة إلى جهاز قوي حتى تستمتع بها إلى الحد الأقصى. قصة اللعبة مميزة بالفعل وفكرتها جيّدة جدًا، ولكن طور القصة فيها يفتقر إلى الأداء الصوتي للحوارات. أسلوب اللعب ممتع جدًا ومُرضي للغاية وخصوصًا ضد الكمبيوتر الذي لن يغشك أو يخدعك ويتفوق عليك باكتسابه المزيد من الموارد. جرافيك اللعبة جميل ومناسب لحجم اللعبة وفكرتها القائمة على حشود كبيرة من القوات والجيوش. أيضًا الأصوات رائعة ومثالية. وأخيرًا يجب أن تعلم أن الحرب هذه المرة ليست من أجل مدينة، أو دولة أو حتى قارة.. بل هي الحرب على كواكب بأكملها.. فهل ترغب باختبار قدراتك العسكرية والاستراتيجية في هذه الحرب!