الشتاء المظلم.. لقد كشف ضعفنا.. حياتنا المُعقدة.. التي أوجدناها وطورناها بأيدينا.. أمننا وسلامتنا ومستقبلنا.. كل شيء مرتبط بما هو قائم.. وما كان قائمًا في الحقيقة.. ليس بعد اليوم.. فحضارتنا إلى زوال.. ومن السبب؟ إنه أنت وأنا.. نحن جميعنا.. نعم نحن السبب في كل هذا.. فهل من سبيل للنجاة!
عن اللعبة
– اسم اللعبة ورابطها على متجر ستيم: Tom Clancy’s The Division™ – صفحة اللعبة
– النوع: Action, Adventure, RPG
– المطور: Massive Entertainment
– الناشر: Ubisoft
– تاريخ الإصدار: 08/03/2016
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– الأجهزة: PC, PS4, Xbox One
قصّة اللعبة
عندما يُصبح كل شيء نملكه خارج عن سيطرتنا التي كنا نتباهى بها في يوم من الأيام.. يتحول عندها نظام حياتنا المُعقد إلى كابوس مميت لا رحمة فيه أبدًا.. إذ يسود الاضطراب والفوضى.. وتكثر التعقيدات وينخفض النظام.. تشعر وكأن الهشاشة قد أصابت وبقوة تماسكنا وتماسك نظامنا الكلي.
في العام 2001.. في يوم الجمعة السوداء.. هذا اليوم الذي سيكون بمثابة نقطة تحول بالنسبة للحضارة البشرية ككل.. بدأ انتشار الوباء الذي لم يكن متوقعًا أبدًا.. فقد تم إطلاق تجربة ” Dark Winter” التي تهدف إلى اختبار مدى قدرة المُجتمع عمومًا على تلافي الأخطار والهجمات البيولوجية في الولايات المُتحدة، وكيفية استجابته لمثل هذه الكوارث والأخطار. ولكن ما لم يكن متوقعًا قد حدث.. وبالفعل خرجت الأمور عن السيطرة.. وخلال أيام معدودة جدًا انتشر فيروس “Green Poison” في جميع أنحاء مانهاتن (Manhattan) في مدينة نيويورك.. ما دفع السلطات إلى وضع المكان بأكمله تحت الحجر الصحي.. في الوقت الذي تم فيه إطلاق مجموعة من الخلايا النائمة التي تم تدريبها خصيصًا من أجل الاستجابة لمثل هذه الحالات الطارئة.. إنها قوة المهام المُشتركة ذا ديفيجن (The Division).. فهل سيتمكنون بالفعل من استعادة النظام وإنقاذ الحضارة من التلاشي والدمار؟!
أسلوب اللعب
إنها مانهاتن.. ولكنها ليست كما عهدناها.. فهي تحت حجر صحي شامل.. الفوضى تعمها.. والجنون يسيطر على معظم أفرادها وسكانها.. ومهمتك هي إنقاذ الموقف وإعادة السيطرة والأمان.
بطل اللعبة، أحد عملاء قوة الإنقاذ ذا ديفيجن (The Division)، يُساعد قوة المهام المُشتركة (JTF) قبل تخطيطه من أجل السفر إلى منطقة الحجر الصحي مع زميلته (Faye Lau). ولكن الأمور لا تتم كما هو مطلوب.. ويتم تفجير طائرة الهليكوبتر التي ستقل الفرقة حيث يُقتل قائد المجموعة وتُصاب (Faye Lau). بعد الوصول إلى وجهتهم من خلال مروحية أخرى يقوم الجميع بالعمل على استعادة بناء مكتب (James A. Farley) ويتم اتخاذه كمقر وقاعدة انطلاق لجميع عملياتهم ومهامهم التي تهدف إلى إنقاذ الأفراد والقضاء على الجماعات الإجرامية المُنتشرة مثل الهاربين من جزيرة (Rikers) والذين يُطلق عليهم اسم الـ (Rikers)، أو المجموعة الأخرى التي يُطلق عليها اسم الـ (Cleaners) الذين هم في الأصل من عمال الصرف الصحي في مدينة نيويورك والذين يقومون بحرق أي شخص يشتبهون إصابته بوباء الـ (Green Poison).
أيضًا ستكون مهمتك جمع بعض العينات من الوباء (Green Poison) من أجل دراستها وكشف ومعرفة من الذي كان وراء ابتكاره في الأصل!
وفي عالم مفتوح مترامي الأطراف ستنطلق بشخصيتك التي سيكون بإمكانك في بداية اللعبة تحديد هويتها ومظهرها وشكلها وعرقها وجنسها من بين مجموعة مُعدة مُسبقًا مع بعض الإضافات التي من شأنها إضافة بعض التميز. ولكن بشكل عام لا يوجد تنوع كبير في الخيارات وهذا الأمر قد يكون مزعجًا لهواة التميز من حيث المظهر.
ومن منظور الشخص الثالث ستنطلق وتتجول بين الأحياء المُخربة والمجموعات المُنتشرة بمُختلف فصائلها وانتماءاتها. هدفك سيكون بمثابة الدليل الذي ستقوم باتباعه. والبداية ستكون من بروكلين (Brooklyn) حيث نقطة الانطلاق الأولى. هناك ستتوجه إلى المركز الآمن الذي كما ذكرنا آنفًا سيكون قاعدة خاصة بالعمليات والتوجيه.. حيث ستلتقي بـ (Faye Lau) والتي ستعطيك بعض المعلومات حول الأمر ككل.
ومن اللحظة الأولى التي تنطلق فيها في أول مهمة لك ستجد نفسك أمام مجموعات وعصابات في كل مكان، وفي بعض الحالات ستكون هناك رهائن عليك إنقاذهم. وفي كل عملية قتل ناجحة لأحد هؤلاء الأفراد ستكون قادرًا على أخذ كل ما يملك من أشياء قد تكون ذات فائدة لك بالتأكيد.
أسلوب الهجمات سيعتمد بشكل كبير على التكتيك والتخطيط والاستفادة من البيئة المحيطة والأشياء التي يُمكن الاختباء خلفها. كما ستكون قادرًا على تجاوز العقبات مهما كانت من خلال إمكانية التسلق على الأسوار والصناديق والجدران والأنابيب والسلالم وحتى العربات والسيارات. كما ستجد الكثير من الأشياء التي يُمكنك التفاعل معها خلال المهمات سواء الرئيسية أم الجانبية.
وفيما يخص المهمات فقد تجد نفسك أحيانًا في مهمة تجبرك على الدفاع عن المنطقة المتواجد فيها لمدة محددة من الزمن ضد المجموعات المتتالية من الـ (Rikers) الذين سيحاولون القضاء عليك. هؤلاء الأعداء بشكل عام ومع كل تقدم لك ستجد أنهم يزدادون خبرة وقوة، وستحتاج إلى المزيد من الأعيرة النارية والوقت من أجل القضاء عليهم، وكذلك المزيد من التخطيط وأخذ الحذر. أيضًا هناك مهمات خاصة بإيجاد وتحديد أشياء معينة أو الوصول إلى نقاط مركزية. وبشكل عام فالمهمات تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي: المهمات الطبية (Medical Missions)، المهمات التقنية (Tech Missions) والمهمات الأمنية (Security Missions). وكل من هذه المهمات يزيد من الأشياء التي تساهم في تطوير أقسام القاعدة المُختلفة. كما أنك ستجني الكثير من نقاط الخبرة بالإضافة إلى الأسلحة وغيرها من الغنائم والعتاد سواء من أفراد الـ (Rikers) وغيرهم أو من الأماكن التي تزورها.
أيضًا يُمكنك في مركز العمليات شراء وتطوير العتاد الخاص بك، كما يُمكنك بيع كل ما هو فائض عن حاجتك أو ما لا يلزمك. وفيما يخص نظام التطوير في اللعبة فهو ممتع في الحقيقة وفيه الكثير من التشعبات والإمكانيات التي ستكون بحاجة إلى الاستكشاف من أجل الاستمتاع بأفضل تجربة على هذا الصعيد.
وفيما يخص الخريطة فيُمكنك في أي وقت الولوج إليها بشكل فني جميل، إذ ترتسم المدينة من حولك بشكل مُصغر ويُمكنك التحكم وتحديد وجهتك التالية. وكلعبة في عالم مفتوح فأنت بالتأكيد حر بالتجول كما تشاء وأينما تشاء، ولكن يجب أن تحذر من الأعداء في كل زاوية أو مكان قد يتواجدون فيه.
وفيما يخص الأسلحة والعتاد والملابس فجميعها قابلة للتعديل والتطوير. فالأسلحة على سبيل المثال يمكن تغيير ألوانها وإضافة المزيد من الميزات إليها. كما توجد أماكن خاصة بتصنيع الأشياء بالاعتماد على ما تملكه من وصفات ومخططات وأدوات. أيضًا هناك الكثير من الأماكن الخاصة بالحصول على تقارير مفصلة عن كل شيء وأخرى خاصة بتلقي المهمات الجديدة. وفيما يخص الملابس وبالإضافة إلى توفرها بأشكال عديدة إلا أنك بحاجة إلى التركيز على الدروع الواقية التي من شأنها رفع قدرة شخصيتك على التحمل وتلقي المزيد من الضربات والرصاص قبل أن تلقى حتفها. وهذا الأمر ضروري جدًا، إذ أنّ تقدمك يعني المزيد من الصعوبات بالطبع بشكل تدريجي.
جرافيك وأصوات اللعبة
ذا ديفيجين (The Division) من تطوير (Massive Entertainment) ونشر العملاقة (Ubisoft) جاءت كما هو متوقع دون شك من حيث الجرافيك.. اللعبة تتمتع بجرافيك خيالي من الجيل الجديد بكل معنى الكلمة. العالم من حولك يتنفس.. وستختبر جميع أنواع العوامل الجوية التي تُحاكي الواقع بشكل رهيب وخصوصًا سقوط الثلوج التي تعتمد على مُحرك (Snowdrop) من الجيل الجديد كليًا.
نيويورك من حولك بكل ما فيها من سيارات محطمة وأبنية شبه مهدّمة وأحياء مدمرة ومُخرّبة ستجعلك تشعر وكأنك في بيئة واقعية تستكشف فيها بكل فضول وأنت في سبيلك من أجل إنجاز مهمتك أو الوصول إلى هدفك التالي.
مؤثرات إطلاق الأعيرة النارية والانفجارات وما تسببه من تلف حولها جميل جدًا ومُتقن. وبالنسبة للأنيميشن والحركة للشخصيات عمومًا في جميع حالاتها سواء عند الركض أو الاختباء أو إطلاق النار من خلف المتاريس أمر يثير الإعجاب في الحقيقة.
وفيما يخص أصوات اللعبة فهي ممتازة سواء فيما يخص الأسلحة أو أصوات الاشتباكات أو حتى العبارات التي ستسمعها وأنت تتجول بين الأزقة وفي الشوارع. أيضًا المؤثرات الصوتية الخاصة بالقوائم والواجهات والموسيقى المُرافقة جميعها ذات جودة عالية ومتناسبة تمامًا مع فكرة وبيئة اللعب.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
هناك الكثير من نقاط القوة التي تعتمد عليها ذا ديفيجن (The Division) فيما يخص مسألة الإعادة، وخصوصًا نظام الغنائم الذي سيدفعك إلى المُضي قُدمًا واللعب مرارًا وتكرارًا في سبيل إيجاد أشياء إضافية مفيدة. كما أنّ نظام المستويات وما هو مرتبط به من أسلحة لا يُمكنك استخدامها إلا عند الوصول إلى مستوى معين من شأنه دفعك إلى اللعب لساعات طويلة والقيام بمُختلف المهمات من أجل ترقية شخصيتك وبالتالي زيادة قوتها وقدرتها على التحمل. وبشكل عام فمدة اللعبة تعتمد كليًا على كل شخص بحسب أسلوبه في اللعب. ولكنها على الأقل بحاجة إلى حوالي 30 ساعة لعب، وهذا وقت طويل بالفعل إذا ما تمكنت من إتقان اللعبة واستمتعت بها وبعالمها المفتوح.
أحد الأمور السلبية التي قد يعتبرها البعض هو المعارك وتكرارها في كل مهمة تقريبًا بنفس الشكل. ولكن هذا الأمر بديهي برأيي الشخصي في مثل هذا النمط والنوع من الألعاب التي ترتكز في الأصل على مثل هذه الأفكار. أيضًا هناك فكرة أخرى وهي تزايد مستوى صعوبة الأعداء مع تزايد مستوياتهم.. ولكن أيضًا ما الجدوى من زيادة مستواك ومستوى أسلحتك ودروعك إذا لم يكن خصمك بنفس المستوى.. وخصوصًا أنّ الأعداء في النهاية في هذه اللعبة هم مجرد شخصيات بشرية.. لذا تم اعتماد مسألة وفكرة زيادة قوة دروعهم الخاصة التي بدورها تزيد من قوتهم وقدرتهم على تلقي الكثير من الرصاص حتى تتمكن من القضاء عليهم.
وختامًا أقول..
ذا ديفيجين (The Division) واحدة من الألعاب التي انتظرناها طويلًا دون شك. وبالفعل أعتقد أنّ النتيجة كانت مُرضية إلى درجة كبيرة. أسلوب اللعب الذي يجعل من متعة استخدام الأسلحة والتخطيط الصحيح للهجوم كان أكثر من رائع. كما أنّ الدعم للغة العربية جعل من كل شيء مفهومًا تمامًا وهذا الأمر مهم جدًا لجميع اللاعبين العرب بالتأكيد. قصة اللعبة ذات حبكة جيدة، والجوانب الأخرى من جرافيك مذهل وأصوات ومؤثرات خيالية لكل شيء دعمت اللعبة بقوة. عالم اللعبة المفتوح والضخم ومهماته المُتشعبة والمُنتشرة والحرية الكبيرة المُتاحة دفعتني إلى المُضي قُدمًا في أنحاء نيويورك دون ملل.. من أجل بسط الأمن والأمان مرة أخرى.. واستعادة السيطرة والقضاء على نهر الجنون الذي كاد يطيح بكل شيء!