إنها سيطرةٌ من نوع فريد.. سيطرةٌ على بحار تمتد إلى ما وراء الأفق.. حيث تشرق الشمس وتغيب على أساطير جديدة تُحاك يوميًا ويكتب أحداثها الأقوياء.. تاريخٌ لا يُنسى وعصرٌ ذهبيٌ مليءٌ بالمعارك والملاحم.. كل هذا في عرض البحر الذي لا يعرف السلام ولا السكينة ولا الهدوء…
عن اللعبة
– اسم اللعبة ورابطها على متجر ستيم: Naval Action – صفحة اللعبة
– النوع: Action, Adventure, Indie, Massively Multiplayer, Simulation, Strategy, Early Access
– المطور: Game-Labs
– الناشر: Game-Labs
– تاريخ الإصدار: 21/01/2016
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– الأجهزة: PC
قصّة اللعبة
الدفاع عن الوطن أو استعادة أراضيه وجزره لطالما كان الهدف الأسمى وراء معظم الحروب.. وفي وقت من الأوقات، لم يكن عصر المعارك البحرية أقل تأثيرًا على الإطلاق من المعارك الأخرى.. إنها سلطة القوي بالتأكيد في كل زمان ومكان.. وحتى في عرض البحر.. حيث تنتشر القوات البحرية في كل بقعة.. حول مراكز هيبة الدولة وحدودها.. هدفها الذود عن الوطن والدفاع عن شواطئه وسواحله.. القتال داخل البحر ومهاجمة سفن العدو في سبيل حماية الطرق البحرية وتأمينها.. ليست سفينة أو اثنتين.. إنها أساطيل مخيفة تجوب البحار وتُحطّم الأمواج.. تخترق صمت المكان بأصوات الرعد الناتج عن مدافعها العنيفة..
أسلوب اللعب
نافال أكشن (Naval Action).. إنها لعبة محاكاة الحروب البحرية بكل ما فيها من واقعية.. في عالم مفتوح ضخم.. الماء من حولك وفي كل مكان.. دليلك الوحيد قدرتك على تحديد الاتجاه باستخدام البوصلة.. ومهارتك في تذكر العلامات والأماكن التي قمت بزيارتها أو مررت بجانبها في وقت من الأوقات.
في البداية يجب التركيز على أنّ اللعبة لازالت في طور الـ (Early Access)، ولكنها ومع ذلك فقد لفتت الأنظار إليها بقوة نتيجة فكرتها التي تقوم على المحاكاة الواقعية لعالم البحار ومعاركه التي لا ترحم.
تعتمد نافال أكشن (Naval Action) على نمطي تعدد اللاعبين (Multi-player) و (MMO).. حيث تتاح الفرصة لأعداد هائلة من السفن واللاعبين من أجل خوض غمار البحر ومعاركه. ومن منظور استراتيجي ثلاثي الأبعاد ستكون قادرًا على التحرك والسفر بسفينتك أينما تشاء وكيفما تشاء.. في أي اتجاه ترغب وإلى أي مكان تحب زيارته واستكشافه.. فالعالم بأكمله مفتوح من حولك وأمامك.. ولكن الأمر ليس مجرد سفر وإبحار.. فهناك العشرات من السفن التي ترصد الطرق وتجوب البحر تمامًا كما تفعل.. بعضهم قد يكونون حلفاء حقيقيين لك.. وبعضهم لا يرغبون بتأجيج أي عداوة.. ولكن البعض الآخر يسعى نحو ذلك بكل قوة.. إنهم ببساطة ينتظرون عبورك إلى جانبهم أو في مرمى أنظارهم وضمن مدى مدافعهم.
تنقسم السفن البحرية والأساطيل التي تنتمي إليها إلى عدة دول. وستكون في البداية أمام تشكيل شخصيتك الخاصة كلاعب ضمن اللعبة. حيث سيتطلب الأمر إدخال اسم لك أو لسفينتك بالإضافة إلى اختيار الدولة التي تتبع لها. وفي هذا الصدد فاللعبة حاليًا تتضمن عدة دول يمكنك الانضمام إليها، هي: إسبانيا، فرنسا، بريطانيا، هولندا، الدنمارك، السويد والولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى هذه الدول هناك حلف القراصنة.. الذي يضم قراصنة البحر من كل الدول، والذي يمكنك الانضمام إليه في حال عدم رغبتك بأن تنضم إلى دولة محددة.
وفيما يخص الانضمام إلى إحدى الدول أو القوات فيجب أن تعلم أن اختيارك للدولة سيؤثر جدًا على مستوى صعوبة اللعبة. إذ أنّ مستوى الصعوبة مرتبط بما هو حولك وماذا يحيط بمكان تواجد سفينتك في الدرجة الأولى من دول أخرى وقوات، سواء حليفة أم من الأعداء. ولا يتعلق مستوى الصعوبة أبدًا بدولة من نواحي أخرى، بمعنى أنّ القوات البريطانية – على سبيل المثال – أقوى من الهولندية أو ما شابه.. إنما فقط بموقع الدولة التي اخترت أن تكون منها وعدد الموانئ الواقعة تحت سيطرتها، بالإضافة إلى كمية الموارد التي تملكها. فعلى سبيل المثال، سيكون اختيارك وانضمامك للقوات الإسبانية متوسط الصعوبة لأن إسبانيا تملك الكثير من الموانئ والموارد، وهي تنتشر على مساحات واسعة من الخريطة، الأمر الذي يسمح لك بأن تطور سفينتك وأسطولك بشكلٍ كافٍ.. بينما يُعتبر الانضمام إلى القوات السويدية صعبًا للغاية لأنها لا تملك إلا ميناء واحد ولا توجد موارد كافية، ناهيك عن قربها الشديد من باقي قوات الأعداء من الأسطول الدنماركي من الغرب، والأسطولين الفرنسي والهولندي من الجنوب.
بعد اختيارك إلى أي جهة ستقاتل ستجد نفسك أمام واجهة تقنية تمامًا ولا يوجد فيها أي تصميم كون اللعبة لازالت في مرحلة مبكرة جدًا من عمرها في طور الـ (Early Access)، وقد أشار المطورون إلى تجاهل شكل الواجهة لأنهم سيقومون فيما بعد بتصميمها بالتأكيد وإضافة المزيد من الميزات إليها.
هذه الواجهة تنقسم إلى عدة تبويبات هامة ومخصصة لعدة أشياء.. فهناك التبويب الرئيسي الذي يضم معلومات عامة عن السفينة الحالية بالإضافة إلى ما تملكه من أدوات إصلاح وكمية الذهب وغيرها. أيضًا هناك قوائم خاصة بالأصدقاء وأخرى خاصة بالمُحادثة مع اللاعبين الآخرين المتواجدين إلى جانبك. أيضًا هناك نافذة خاصة بالمُساعدة عن طريق الكتابة أيضًا من أجل تبادل المعلومات بينك وبين اللاعبين الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك يوجد تبويب خاص بالمعدات والتطويرات التي يُمكنك إضافتها إلى السفينة. وتبويب آخر خاص بالمهمات التي يُمكنك طلبها وإتمامها، بالإضافة إلى تبويبات أخرى أحدها خاص بالبيع والشراء، وآخر من أجل استئجار السفن وتشكيل الأسطول، وآخر خاص بشراء السفن وغيرها.
اللعبة للأسف لا تملك حاليًا أي شرح داخلي أو توجيه أو توضيح، وسيكون عليك تعلم كل شيء بنفسك أو عبر مشاهدة الفيديوهات الأخرى أو زيارة المنتدى الخاص باللعبة والذي يتضمن الكثير من الأقسام التوضيحية والشروحات الجيّدة والمفيدة. لذا فاللعبة ستكون صعبة في البداية، وخصوصًا على القادمين الجدد إلى مثل هذا النمط من الألعاب. ومن هذا المنطلق فإنني أنصح بعدم شراء اللعبة في وضعها الراهن إذا لم تكن مستعدًا تمامًا للبحث والاستكشاف بهذا الصدد.. أو على الأقل لديك حب التجريب والمُحاولة.
المعارك في اللعبة جميلة جدًا ومُرضية للغاية وخصوصًا عند الاشتباكات الضخمة بين أعداد كبيرة من اللاعبين. ستكون قادرًا على توجيه سفينتك وتصويب مدافعها نحو الخصم بشكل فعّال جدًا. كما سيكون بإمكانك التحكم بكيفية إطلاق النار ونوعية القذائف وفيما إذا كنت ترغب بإطلاق النار دفعة واحدة أو إطلاق كل مدفع على حدة من أجل إحراز إصابة مباشرة أو التأكد من سلامة تصويبك نحو الخصم. كما سيكون بإمكانك استخدام المنظار من أجل مراقبة تحركات سفن الخصم وتتبع القذائف وغير ذلك.
أيضًا يُمكنك الاستفادة من العوامل الجوية المتنوعة التي قد تلعب دورًا هامًا لصالحك. فعلى سبيل المثال يُمكنك الاستفادة من الضباب من أجل استهداف العدو بشكل مُفاجئ دون سابق إنذار. ومن جهة أخرى قد يكون الضباب نفسه سببًا مُباشرًا في انعدام مجال الرؤية وبالتالي احتمال الضياع في وسط البحر أو التعرض لهجوم مُباغت.
أيضًا تتضمن اللعبة تناوبًا رائعًا بين الليل ونجومه اللامعة في السماء المُظلمة، والنهار بشمسه وأشعتها الحارقة. وينبغي عليك دراسة المكان والتخطيط الصحيح وتوجيه السفينة بشكل دقيق حتى تتمكن من الوصول إلى وجهتك دون عناء أو إضاعة الكثير من الوقت.
وفي حال تعرض سفينتك للهجوم والإصابات المُباشرة في هيكلها فهناك خطر كبير لأنْ تتعرض للغرق. لذا يجب أن تحذر جدًا من الاقتراب من سفن الأعداء وجعل سفينتك ضمن مدى قذائف مدافعها. كما يجب أن تحذر المدافع التي قد تتواجد في مقدمة سفينة العدو أو مؤخرتها وذلك سواء قام أحدهم بتتبعك أو قمت أنت بتتبع أحدهم بهدف مُباغتته والهجوم عليه، لأنك ببساطة قد تتعرض لإصابات شديدة.
جرافيك وأصوات اللعبة
نافال أكشن (Naval Action) ذات جرافيك مذهل جدًا. تصوير البحر وأمواجه الغاضبة وأسلوب تحريكها وكيفية تحرك السفن فوقها ومعها أمرٌ مثيرٌ جدًا ومُتقن. أيضًا هناك اهتمام واضح للغاية بتفاصيل السفن الدقيقة وحركة الأشرعة والرايات التي تميزها.
كما أنّ تصوير الليل والنهار ومشاهد الشروق والغروب وأنت في وسط البحر تشاهد الأفق وهو أمامك تمامًا أمرٌ غاية في الروعة.
ضخامة عالم اللعبة وطريقة توزع جزره التي تم تصميمها ونشرها بالاعتماد على خرائط حقيقة لتلك الحقبة من الزمن مميزة بالفعل. أيضًا مؤثرات المعارك وإطلاق قذائف المدفعية والدخان والانفجارات النارية المُنبعثة منها مُلفتة جدًا ومُحاكية للواقع، وكذلك مؤثرات الحطام عند إصابة السفينة ومشاهد سقوط قطع الأخشاب المتناثرة في المياه.
وفيما يخص أصوات اللعبة فقد كانت أصوات الانفجارات المُرافقة للمدافع رهيبة جدًا، وتُشعرك بقوة اللحظة وخطورة الموقف. كما أنّ أصوات الأمواج وارتطامها بهيكل السفينة والأصوات الأخرى المُنبعثة من أجزاء السفينة وهي تتمايل مع الأمواج واقعية لدرجة كبيرة.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
بالرغم من كون نافال أكشن (Naval Action) لازالت في طور ومرحلة مبكرة من عمرها في الـ (Early Access) إلا أنني قضيت وقتًا طويلًا جدًا وممتعًا للغاية في وسط البحر ومع اللاعبين الآخرين. ولا أعتقد أنّ مدة من الزمن يمكنها أن تحد من لعبك لهذه اللعبة أبدًا، وخصوصًا محبي البحار والسفن والمعارك البحرية الكلاسيكية. وحتى أولئك الذين يرغبون في الانضمام إلى قوات المجرمين من القراصنة واختبار حياتهم وأسلوبهم وطريقة اقتتالهم فيما بينهم أو بينهم وبين القوات الأخرى، فاللعبة تُمكنك من اختبار كل ذلك بشكل جميل وممتع أيضًا.. ولكنه صعب في الوقت نفسه إلى حدّ ما.
وختامًا أقول..
لعبة نافال أكشن (Naval Action) ستكون واحدة من أهم ألعاب محاكاة وتصوير المعارك البحرية برأيي الشخصي إذا ما تم العمل عليها بهذا الشكل وذلك بحكم قوة وجودة رسوماتها وإخراجها الكلي ودرجة واقعيتها العالية وآلية معاركها والعوامل الفيزيائية الأخرى. وأتمنى بالفعل أن يتمكن المُطورون من المُحافظة على هذه الواقعية والإبقاء على نفس المستوى من صعوبة اللعبة مع إضافة المزيد من الميزات التي من شأنها زيادة الإثارة والمتعة وإمكانية التطور معها. أسلوب المعارك والقتال لا شك أنه من أفضل ما تم تجريبه بالنسبة لي في عالم البحار، وكذلك الجرافيك والأصوات. حجم خريطة اللعبة وتوزع الدول عليها يضيف إلى متعة تجربة مُختلف الدول ميزة وقيمة إضافية للإعادة. كما أنّ عناصر البيع والشراء والتطوير وتشكيل التحالفات والأساطيل تدفع بعوامل الملل بعيدًا لفترات طويلة تعتمد على طبيعتك كلاعب ومدى شغفك بنمط وأسلوب اللعبة.
