حقيقة الإنسان في ويك | Wick | مُراجعة شاملة

Wick

قد يعتقد البعض أنّ الخوف نسبي، وأنّ الأساطير مُجرد أساطير.. ولكن في بعض الحالات قد تتحول الأسطورة إلى واقع.. وقد يتحول الواقع إلى مأساة حقيقية تترسخ في أذهان البشر جيلًا بعد جيل لعشرات بل مئات السنين.. فهل أسطورة الغابة والعائلة المسكينة التي كانت تسكنها جديرة بالتحقيق والبحث؟ وهل سيتمكن أحد من كشف واقع ومُلابسات ما حصل؟! الأمر ليس بهذه البساطة.. فهو يحتاج إلى من يتمتع بقوة القلب والشجاعة الاستثنائية.. فهل أنت كذلك؟! نعم تعني تابع معي وإلا فلا أنصحك..


عن اللعبة

Wick

– النوع: Survival Horror, Adventure, Indie
– المطور: Hellbent Games
– الناشر: Hellbent Games
– تاريخ الإصدار: 17/12/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– دعم كامل ليد التحكم (لمن يرغب باللعب على الكمبيوتر).
– الأجهزة: PC, Mac, Linux


قصّة اللعبة

Wick

نعم، لقد سمعت القصة! إنها قصة حقيقية.. هكذا يُقال.. منذ وقتٍ طويلٍ مضى.. احترق المنزل بأكمله.. مات الوالدان حرقًا.. ولكن الأطفال.. أطفالهما الخمسة.. الذين اعتادوا اللعب في هذه الغابة دائمًا.. شيئًا فشيئًا وفردًا تلو الآخر بدأوا يختفون.. لم يتم العثور على أي أثر لهم أو حتى لجثثهم! ومع مرور الأيام اعتاد الناس المرور بهذه الغابة وترك الأشياء المُختلفة المُفيدة ظنًا منهم أنّ الأطفال لازالوا على قيد الحياة في مكانٍ ما منها.. أيضًا كانوا يتركون الشموع المُضاءة في كل مكان.. ولكن هذه الشموع كانت تنطفئ بتأثير الهواء وقد زعم البعض أنّها كانت تتحرك في الظلام! بالتأكيد أصبح المكان مهجورًا.. ولم يعد أحد يسمح لأطفاله بالقدوم إليه.. ولكن بدأت لعبة جديدة بين جيل المُراهقين هنا.. إنها لعبة ويك (Wick).. فما هي هذه اللعبة؟!


أسلوب اللعب

Wick

إنها لعبة ويك (Wick) التي شاعت بين الأطفال والمُراهقين في هذه البلدة.. والتي حمل اسمها اللعبة التي نقوم بمُراجعتها الآن.. حيث تمت تسمية اللعبة باسم اللعبة التي بداخلها.

تعتمد لعبة ويك (Wick) على شروط أساسية وهدف أساسي. إنها تحدي حقيقي لأقصى درجات الشجاعة والجنون يقوم بها الفتيان والفتيات على سبيل التسلية.. ولكن هذه التسلية ليست كأي تسلية.. إنها واحدة من أخطر الألعاب وأشدها رعبًا ورهبة. إذ يتفق مجموعة من المُراهقين فيما بينهم بأن يتم عصب عيني أحدهم وأن يتم أخذه إلى الغابة المهجورة حيث الأطفال الخمسة المفقودين في منتصف الليل عند تمام الساعة الثانية عشرة. وبعد الوصول إلى هناك يتركه أصدقاؤه وحيدًا ويجب عليه عدم فتح عينيه إلا بعد التأكد تمامًا أنّه قد أصبح بمُفرده. الآن سيكون عليه البقاء في الغابة، وحيدًا مع عدة أعواد ثقاب وشموع مُتفرقة فيها، حيث سيعود هؤلاء الأصدقاء إليه عند الساعة السادسة صباحًا ليعلموا ما حدث معه.. إذا بقي على قيد الحياة!

Wick

تبدأ اللعبة لتجد نفسك من منظور الشخص الأول وأنت ترفع العصبة عن عينيك أمام شمعة واحدة مُضاءة على الأرض. بالتأكيد ستذهب لالتقاطها وحملها.. عندها ستجد أول إشارة وهي ورقة مُعلّقة وقد رُسم عليها شمعة وتوجد بها عبارة تحثّك على البقاء في الضوء. الآن كل ما عليك فعله هو مواجهة مخاوفك ومُحاولة التعمق في الغابة. مسألة التعمّق والتجول في الغابة المُظلمة على ضوء الشمعة فقط سيكون أمرًا شبه مفروض عليك، فإن لم يكن في سبيل الاستكشاف بما أنّك تشعر بالخوف سيكون في سبيل إيجاد شمعة أخرى قبل أن تنطفئ الشمعة التي تحملها وتبقى في ظلام دامس.

وبالفعل تبدأ رحلة الرعب عندما تبدأ بسماع الأصوات من رياح وحركة لأوراق وأغصان الأشجار وغيرها من حولك في البداية.. وبعد قليل وفجأة ستبدأ الأحداث المُخيفة.. حيث ستواجه ظهورًا للأطفال على هيئة أشباح تحاول القضاء عليك وإخافتك بين الفينة والأخرى.. كما ستشاهد بعض الأشياء وهي تتلاشى وتختفي من حولك دون أدنى إنذار. وبشكل عام فإنّ أسطورة اللعبة تقول أنّ هؤلاء الأطفال الخمسة لا يظهرون إلا في حال واحدة فقط وهي تواجد شخص لوحده في الغابة في منتصف الليل وهو يحمل شمعة في يده فقط!

Wick

أيضًا في الغابة ستجد بعض المعالم الرئيسية التي تعود للعائلة الأصلية التي لاقت حتفها واختفى أطفالها. حيث ستجد منزلًا مدمرًا.. وآخرًا وقد احترق بالكامل ولم يتبقى منه سوى موقدة النار الخاصة بالتدفئة.

ستجد عند بعض هذه المعالم آثارًا وتُحفًا وأشياءً يُمكنك جمعها في كل مرحلة من مراحل اللعبة. حيث تنقسم اللعبة إلى ستة مراحل، كل ساعة تُعتبر مرحلة.. فمن الساعة 12 إلى الساعة 1 مرحلة، ومن الساعة الواحدة إلى الثانية مرحلة.. وهكذا حتى المرحلة الأخيرة من الساعة الخامسة وحتى السادسة صباحًا. وبعد كل مرحلة ستحصل على بعض الأدلة التي تُفيدك في فهم القصة بشكل أكبر. وبالتأكيد مع التقدم في المراحل ستجد أنّ الصعوبة تزداد تدريجيًا، وستواجه هجمات أكثر عنفًا وشراسةً من أشباح الأطفال.

Wick

وبالنسبة لهجمات هذه الأشباح فلكل منهم طابعه الخاص وأسلوبه المُعين الذي يجب عليك دراسته وفهمه حتى تتمكن من تلافيه أو التخلص منه وخصوصًا أنّك لا تملك شيئًا البتة سوى الشمعة التي تحملها. وستجد أنّ هذه الهجمات تكون مُتكررة بشكل أكبر عند تواجدك في الظلام وعدم تشغيل شمعة أو حتى عود ثقاب حتى إيجاد شمعة أخرى في مكان ما.

وبالحديث عن إيجاد الشمعات في أرجاء الغابة فالأمر عشوائي نوعًا ما ولكن هناك إشارات تومض في الظلام الدامس بشكل واضح تدلك على وجود شمعة في ذلك الاتجاه غالبًا. وهنا تكمن فكرة اللعبة التي ستُجبرك بشكل ما من التوجه نحو مكان ما من أجل الوصول إلى الشمعة وبالتالي مواجهة هجوم جديد أو خطر جديد.

Wick

بشكل عام أسلوب اللعب بسيط من حيث الفكرة ولكنه صعب عند التطبيق. فبعض الأطفال عند ظهورهم سيكون من الصعب جدًا التخلص منهم أو تلافي شرهم أو حتى الهروب منهم. إذ يُمكنك الركض لفترة محددة بعدها ستشعر بالتعب ولن تتمكن من الركض، وهنا تكمن أهمية المُحافظة على طاقتك من أجل اللحظات الحرجة التي قد تواجهك.

كذلك الأمر بالنسبة لأعواد الثقاب التي ينبغي عليك المُحافظة عليها وتشغيل الشمعة الجديدة باستخدام الشمعة القديمة السابقة قبل أن تنطفئ نهائيًا. وفي حال انتهاء أعواد الثقاب لديك وعدم قدرتك على تشغيل أي شمعة ستكون وحيدًا في ظلام دامس وعلى مواجهة مُتكررة وهجمات عنيفة شرسة من الأطفال الأشباح وغالبًا لن تتمكن من النجاة وخصوصًا في المراحل المُتقدمة!


جرافيك اللعبة

Wick

أجواء اللعبة المُظلمة ومن البداية يُطلب منك تحديد مستوى سطوع الشاشة بشكل يجعل الشعار شبه مرئي لك وذلك بُغية توفير أجواء ليلية مثالية وبيئة مُخيفة إلى أبعد حد. وبالفعل ستجد أنّ نظام الإضاءة الليلية سواء ضوء القمر أم أعواد الثقاب والشموع جميلة جدًا وفعّالة للغاية وتضيف جوًا مخيفًا بحد ذاته. أيضًا الأشجار وأغصانها وحركتها لا بأس بها وأعتقد أنّه كان من المُمكن أن تكون أفضل من ذلك من حيث التجسيم والأنيميشن ولكنها لا تُفسد أبدًا مُتعة اللعبة.

وفيما يخص عامل الضباب فهو أكثر من رائع. أيضًا تفاصيل الأشياء وبقايا حطامها سواء البيت أم الحافلة أم غيرها جميعها جميلة جدًا. أما الأطفال وطريقة ظهورهم وتفاصيل أشكالهم وتعابير وجوههم فهي تقوم بالغرض على أكمل وجه، ولن أفسد لكم مُتعة المُفاجأة المُرعبة بخصوصهم.


أصوات اللعبة

Wick

العامل الأقوى في اللعبة دون شك هو الأصوات. إنها واحدة من أشد الألعاب تأثيرًا من هذا الجانب. ستتعرض للكثير من المُفاجآت ولكن للأصوات دور رئيسي في كل شيء تقريبًا. الكثير من التأثيرات الصوتية المُرعبة والعبارات المُخيفة والأصوات الغريبة التي ستسمعها بين الفينة والأخرى سواء عند الهجوم المُباغت عليك من أحد الأشباح أم عند الظهور المُفاجئ لشيء ما أمامك. أيضًا أصوات الرياح وما تسببه من جرّاء تلاعبها بالأشجار وأغصانها سيكون له وقعٌ كبير بشكل عام على أعصابك.


مدة اللعبة وقيمة الإعادة

Wick

تُعتبر اللعبة من الألعاب القصيرة نسبيًا في حال كنت ترغب بختم القصة الرئيسية فقط دون إيجاد كل شيء يُمكن جمعه من أجل فهم جميع تفاصيلها. أما في حال كنت ممن يحبون معرفة كل شيء فيجب عليك إعادة اللعبة عدة مرات حتى تتمكن من جمع كل شيء فيها وهذا الأمر قد يتطلب منك ساعات طويلة وذلك بحسب قدرتك على التحمل والاستكشاف ووفرة حظك في إيجاد الشموع والبقاء على قيد الحياة. ولكن بالتأكيد اللعبة رائعة جدًا من حيث القصة والأحداث وحتى أسلوب اللعب. ويُمكن لأي عاشق لألعاب الرعب الاستمتاع بها جدًا.


وختامًا أقول..

لم أكن أتوقع أن تكون لعبة ويك (Wick) بهذا المستوى. ولكن وبمجرد بدء اللعبة وخوض عدة دقائق تأكدت تمامًا أنني لست أمام لعبة رعب سهلة أبدًا. إنها رعب في سبيل البقاء. أسلوب اللعب البسيط سيجعلك تستمتع بكل دقيقة في الغابة المهجورة المُظلمة. وستشعر أنّ كل دقيقة تمر وكأنها ساعة وأنت تسعى نحو الشمعة التالية. جرافيك اللعبة جيّد ويُمكن القول أنّه مُناسب لطبيعة وسعر اللعبة، ولكن بالتأكيد كان من المُمكن أن يكون أفضل. أصوات اللعبة ممتازة وعالية التأثير والدقة. فإذا كان الرعب والخوف غايتك فإنني أنصحك بخوض تجربة ويك (Wick) المُرعبة بالفعل لمعرفة مدى شجاعتك وصمودك أما ظلام الغابة وسكانها.. أشباح الأطفال!

Mahmoud Abdullatif
الكاتبMahmoud Abdullatif
أعشق الجرافيك والأنيميشن، والاستمتاع بهما، وبالتأكيد في الدرجة الأولى في ألعاب الفيديو، ولا أجد سعادتي الحقيقية إلا عند السعي وراء اكتشاف خفايا هذه اللعبة أو تلك؛ والغوص والكتابة عن ذلك بكل دقة واحترافية!

اترك تعليقاً