في أجواء مليئة بالدماء والأشلاء وضربات السيوف والخناجر.. وفي أسلوب لعب مُشابه لما اعتدنا عليه في التحفة الرائعة ليفت فور ديد (Left 4 Dead) تأتينا لعبة وار هامر: إيند تايمز – فيرمينتايد (Warhammer: End Times – Vermintide) بعالمها الأسطوري الخاص وشخصياتها المميزة.. إنهم الأبطال الذين سيقع على عاتقهم إنقاذ العالم من براثن الفئران المتوحشة التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة القضاء على العرق البشري بالكامل..
عن اللعبة
– النوع: Action, Indie
– المطور: Fatshark
– الناشر: Fatshark
– تاريخ الإصدار: 23/10/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– الأجهزة: PC (ستصدر في الربع الأول من العام 2016 على PS4 و Xbox One)
قصّة اللعبة
إنه عهد الفوضى الذي لم يسبق له مثيل.. العهد الذي سيُشكل نقطة فارقة في العصر البشري.. فإما إلى زوال وإما إلى بداية جديدة وقوية.. إنه اتحاد قوى الشر الذين لم يسبق لهم أن اتحدوا في سبيل أي غاية.. ولكن هذه المرة الأمر مُختلف تمامًا.. الكثير من التهديدات.. الكثير من الصرخات والأصوات الحادة التي تُنذر بالموت واقتراب النهاية.. أصداء هذه الصرخات تملأ كل الأنفاق وتنطلق بقوة نحو السطح وبين السراديب والأزقة الضيقة في مدينة (Ubersreik).. إنها أصوات الفئران المتوحشة..
ولكن وفي المُقابل هناك الأبطال الخمسة.. الذين سيحملون راية العزيمة والشجاعة.. سيواجهون وبكل شراسة كل من تسول له نفسه الوقوف في طريقهم.. شعارهم الوحيد هو القضاء على هذه الفئران العملاقة المتوحشة التي تعيث في المدينة فسادًا وقتلًا وتدميرًا..
أسلوب اللعب
تعتمد اللعبة على أسلوب تعاوني من منظور الشخص الأول بين أربعة أفراد من الأبطال بشكل مُشابه للعبة ليفت فور ديد (Left 4 Dead) كما ذكرنا في المُقدمة. ومع ذلك فيجب القول أنّ الأجواء هنا مُختلفة تمامًا.. وكذلك الأمر بالنسبة للأسلحة والأعداء، ولن تجد ما يُذكرك بلعبة ليفت فور ديد (Left 4 Dead) إلا الأسلوب الرائع الذي تم اعتماده.
في البداية ستجد أنّ اللعبة توفر طورين، طور فردي وطور تعدد اللاعبين عبر الإنترنت.. ولكن كلا الطورين متطابقان تمامًا.. والفرق الوحيد هو أنّك في الطور الفردي ستختار بطلك وسيكون إلى جانبك ثلاثة أبطال آخرين يتحكم بهم الذكاء الاصطناعي.. في حين يتحكم بهم أفراد حقيقيين عبر الإنترنت في طور تعدد اللاعبين.
وكما ذكرنا سيكون بإمكانك اختيار أحد الأبطال الخمسة الذين توفرهم اللعبة وهم: الصيّاد (Victor Saltzpyre)، الساحرة (Sienna Feugonasus)، الحارس القزم (Bardin Goreksson)، المُراقبة (Kerillian) وأخيرًا جندي الإمبراطورية (Markus Kruber). ولكل من هؤلاء الأبطال ميزاته الخاصة وأسلحته التي ينفرد بها.
وبين سيوف متنوعة وخناجر ومطارق ضخمة وأسهم وضربات سحرية سيكون أمامك مزيج رائع لتختار شخصيتك المُفضلة بأسلحتها المميزة. وما يُميز الأمر أكثر هو أنّك ستكون قادرًا على تخصيص وتطوير أسلحتك وإضافة المزايا واللمسات الخاصة إليها وإلى شخصيتك وشكلها ودروعها كلما تقدمت في المستوى وقمت بخوض المزيد من المهمات والمراحل.
ففي كل مرحلة ستبدأ بها ستجد نفسك مع بقية الأبطال الثلاثة في نقطة محددة وأمام هدف واضح ومهمة رئيسية. وفي سبيل إتمام هذه المهمة ستكون على مواجهة مُباشرة مع المئات من الجرذان الضخمة الشرسة التي ستنهال عليك وعلى أصدقائك من كل حدبٍ وصوب.. من جميع الجهات والزوايا.. من فوق الأسطح والجدران.. من أمامك ومن خلفك.. وبالفعل ستجد نفسك غالبًا مُحاطًا بأعداد هائلة منهم وهم يُحاولون القضاء عليك بأسلحتهم دون رحمة. وهنا يأتي دورك أنت وأصدقاءك من أجل تقطيعهم إربًا إربًا.. وتمزيقهم وتحويلهم إلى أشلاء أو حرقهم أو تحطيم جماجمهم. وفي هذا الجانب ستجد أن اللعبة فيها الكثير من الوحشية.. وستجد أنّ أنهارًا من الدماء ستغطي المكان حيث المعارك الطاحنة بينك وبين الوحوش الكاسرة.
وفيما يخص المهمات فهي متنوعة بحسب المراحل والخرائط. كما أنّ الخرائط تحتوي على الكثير من الأشياء التي يُمكن جمعها والاستفادة منها خلال المعارك.. إذ أنّك ستجد زجاجات الطاقة الإضافية أو تلك التي تُعيد بعضًا من نقاط الصحة إلى شخصيتك بالإضافة إلى القنابل أو المُتفجرات والصناديق المتنوعة التي تحتوي على الذخيرة أو على الأشياء الخاصة التي ستزيد من نقاط الحظ لديك من أجل كسب شيء مميز في نهاية المرحلة.
حيث توفر اللعبة طريقة جميلة لكسب الأسلحة الجديدة الفريدة وغيرها وذلك من خلال عدد من أحجار النرد التي ستقوم بإلقائها وبحسب عدد الأسطح التي تكسبها ستكون هديتك أو الكنز الذي ستحصل عليه. كما أنّ اللعبة توفر نظامًا جميلًا يسمح لك بدمج مجموعة من الأسلحة أو الأدوات التي لا ترغب بها من أجل إضافة التطويرات إلى سلاحك الحالي أو إلى قدرات شخصيتك واستخداماتها لمُختلف أنواع العتاد والأسلحة.
وفيما يخص الطور التعاوني الذي توفره اللعبة فهو أكثر من ممتع بالفعل. وستجد أنّه من الضروري جدًا أن تتحد مع أصدقائك وأن تكون إلى جانبهم طيلة فترة المرحلة. كما أنّهم سيكونون قادرين على إنقاذك في حال قام أحد الأعداء بالانقضاض عليك أو حجزك أو ما شابه وذلك خلال فترة زمنية مُحددة. حيث سيظهر لجميع أصدقائك أنّك في خطر من خلال إشارة خاصة حمراء تُشير إلى مكانك وأنّك على وشك الموت. ولكن وفي حال عدم تمكن أصدقاءك من الوصول إليك في الوقت المُناسب فسيتم حجزك كرهينة لبعض الوقت وسيتوجب على أصدقائك مُحاولة إنقاذك وتحريرك من الجرذان العملاقة.
وبالحديث عن هذا الطور التعاوني وتحديدًا فيما يخص نقطة الإنقاذ فقد وجدت أنّ الذكاء الاصطناعي لا يقوم بالمهمة على الوجه الأمثل.. وسيكون من الأفضل لك عدم الاعتماد عليه في مثل هذه الحالات.. في حين أنّ الأمر أكثر من رائع مع الأصدقاء عبر شبكة الإنترنت.
جرافيك اللعبة
لا شك أنّ أجواء اللعبة المليئة بالأعداء والقتل والأشلاء ستجعل من الشاشة أمامك غارقة بالفوضى ولكن ذلك لن يؤثر أبدًا على أداء اللعبة وعدد الإطارات في الثانية.. إذا أنّ اللعبة خالية من أية مشاكل تّذكر بخصوص الجرافيك كما أنها تعمل بدقة عالية تصل إلى (4K) مع معدل إطارات يصل إلى 120 إطار في الثانية الواحدة.
وكل ذلك مع جرافيك رائع جدًا مليء بالتفاصيل الرهيبة في عالم أسطوري جميل جدًا ومُناسب لأحداث اللعبة. كما أنّ الاهتمام بتفاصيل الأعداء كان أمرًا مُلفتًا للنظر بالفعل.. وكذلك الأمر بالنسبة للأبطال وأسلحتهم المميزة والمتنوعة.
أيضًا المؤثرات البصرية والمرئية الأخرى الخاصة بألسنة اللهب أم برك المياه أم القنابل المُتفجرة والدخانية وأجواء الليل والضباب وأسلوب الإضاءة والظلال جميعها أضافت إلى عالم اللعبة واقعية غير مسبوقة في مثل هذا النوع من الألعاب.
وبالنسبة للأنيميشن وتحديدًا للأعداء وكيفية تفاعلهم مع الضربات أو سقوطهم صرعى على الأرض كان مُلفتًا للغاية، فلكل سلاح تأثيره الخاص والأنيميشن الذي سيتفاعل معه وهذا أمر يستحق الثناء بالتأكيد.
أصوات اللعبة
فيما يخص الأصوات في اللعبة فإنني أعتبر أجمل إضافة هي أصوات الشخصيات التي تتفاعل مع ما يقع أمامها من أحداث وما يقوم به باقي أعضاء الفريق وما يتم إيجاده في أرض المعركة وعلى طريق المهمة من أشياء وأدوات مُفيدة. بالفعل جميع التعابير والعبارات مكتوبة بشكل رائع ومُسجلة بشكل واقعي عالي الدقة.
كما أنّ أصوات الأعداء والوحوش مُقنعة للغاية وتبعث على التوتر والانسجام والمزيد من الإصرار على القضاء عليهم وخصوصًا عند سماع هتافات التهديد والوعيد بالموت والقضاء على العرق البشري.
وفيما يخص أصوات الموسيقى المُرافقة فهي أكثر من رائعة ومستوحاة من بيئة عالم وار هامر الأسطوري الذي اعتدنا عليه. كما أنه يُذكرنا بشكل من الأشكال بمثل هذه العصور ومعاركها الطاحنة شديدة الوطيس.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
كما أسلفنا فإنّ اللعبة تعتمد على أسلوب تعاوني قوي جدًا، كما أنها تتضمن نظام غنائم جميل جدًا وصلب للغاية يجعل من مسألة إعادة اللعب مرارًا وتكرارًا أمرًا ذي قيمة وفائدة بالتأكيد، ما يجعل منها لعبة مُناسبة جدًا لمُحبي هذا النوع من القتال القريب الوحشي ولساعات طويلة جدًا.
وختامًا أقول..
من النادر في أيامنا هذه إيجاد لعبة تعاونية مليئة بالحماس والأكشن والقتال القريب بالسيوف بمثل مستوى لعبة وار هامر: إيند تايمز – فيرمينتايد (Warhammer: End Times – Vermintide). بالفعل كان هذا الجزء مُفاجأة جميلة جدًا لجميع مُحبي عالم وار هامر الأسطوري. أسلوب اللعب مُمتع للغاية وخصوصًا إذا ما تم عبر الإنترنت مع أشخاص حقيقيين. كما أنّ نظام الغنائم مثير ويدفع إلى قضاء المزيد من الساعات في ساحات مدينة (Ubersreik). جميع الخرائط مُصممة بطريقة ذكية وبجرافيك مميز للغاية مليء بالواقعية والتفاصيل، وما يزيد من الواقعية الأصوات المتنوعة التي ستسمعها من جميع الجهات. إذًا، هل أنت مُستعد للانطلاق والذود عن البشرية أمام هذا العدو الشرس؟! هذا ما سيكون بانتظارك في حال اخترت خوض تجربة وار هامر: إيند تايمز – فيرمينتايد (Warhammer: End Times – Vermintide)…