لا شيء أجمل من بيتي.. لا شيء أجمل من الحي الذي أسكنه.. أو من مدينتي.. أو حتى من بلدي.. لا شيء أجمل من كوكبي.. كوكب الأرض.. بكل ما يحمل على ظهره.. ولكن.. ماذا لو لم تعد هذه الأرض صالحة للحياة؟ ماذا لو انعدمت سُبل العيش؟ ماذا لو شارف الجنس البشري على الانقراض.. ولم يتبقى منه إلا مجموعة صغيرة!! لابد من حل.. لابد من وسيلة للحفاظ على هذا الجنس.. لابد من مكان يمكن اللجوء إليه وبدء حياة جديدة.. على كوكب جديد.. فهل تعتقد أنّه سيكون مُرحبًا بهذه المجموعة “البشرية” على كوكب آخر؟ على المريخ مثلًا!!
عن اللعبة
– النوع: Action, Indie, RPG, Strategy
– المطور: Ironward
– الناشر: Nkidu Games Inc.
– تاريخ الإصدار: 09/07/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– الأجهزة: PC
قصّة اللعبة
كوكب المريخ.. لقد استعمر مجموعة من البشر هذا الكوكب بعد أن خرجوا من الأرض.. وبدأوا بتقويم جديد وتاريخ جديد.. وبحسب هذا التقويم ففي العام 117 منه ضربت عاصفة شديدة سطح المريخ.. الأمر الذي تسبب بقطع جميع الاتصالات بالقاعدة الأرضية التي تقود عمليات الاستعمار وتُشرف عليها.. وفي الحقيقة اعتاد سكان المريخ الجدد من البشر مثل هذه العواصف والتي كانت تتسبب بقطع الاتصالات لمدة طويلة بعض الأحيان تصل إلى عدة أسابيع.. ولكن هذه المرة لم تعد هناك أية إشارات.. الأمر الذي دفع بالقيادة إلى إرسال نخبة من جنودها من المارينز إلى المريخ من أجل معرفة الحقيقة واكتشاف ما يجري هناك..
أسلوب اللعب
من منظور علوي ستقود فريقك من جنود المارينز في مهمات متنوعة لاكتشاف ما حدث في المستعمرة والقضاء على منابع الوحوش والمخلوقات الغريبة.. التي كانت تلتهم كل شيء وتقضي عليه.
وبشكل عام في البداية يمكن القول أن لعبة ذا ريد سولستيس (The Red Solstice) تعتمد على أسلوب الفريق.. حيث تدعم اللعبة طوري اللعب الفردي والمتعدد عبر الإنترنت حتى ثمانية لاعبين. ولكن حتى في الطور الفردي ستجد نفسك تقود مجموعة من العناصر والجنود معًا في سلسلة من المهمات.
اللعبة ليست سهلة في الحقيقة. وليس من الحكمة في شيء أن تقوم فورًا بمحاولة الاندماج مع فريق عبر الإنترنت. استراتيجية اللعبة وأسلوب الانتقال من نقطة إلى نقطة بحاجة إلى الكثير من التخطيط والتركيز. فلا تتوقع في حال قيادتك للفريق بسرعة عبر الخريطة إلا موت الفريق بأكمله.. كذلك الأمر بالنسبة للحالة التي تعتقد فيها أن التمهل الشديد سيكون ذي فائدة.. بل أيضًا وعلى الأغلب سيتم القضاء على الفريق بأكمله.
باختصار اللعبة تكتيكية أكثر من كونها استراتيجية، ومسألة التقرير الفوري بحسب الموقف الذي تواجهه وأن تكون لديك سرعة بديهة أمر لابد منه.. ولا يمكن تجاوز المراحل دون مثل هذه القرارات السريعة والحكيمة.
أسلوب اللعب الأساسي بحد ذاته ليس صعبًا إلى حد ما.. وكما ذكرنا سابقًا فاللعبة من منظور علوي وستشعر غالبًا أنك تلعب لعبة استراتيجية ولكن الفارق هنا أنك تقود عنصر واحد في مجموعة.. ولن تكون قادرًا على التحكم بباقي عناصر المجموعة إلا بطرق خاصة وأوقات معينة إلى حد ما.
كل جندي من عناصر هذه المجموعة يتمتع بميزات خاصة ومتنوعة. أيضًا لكل منهم أسلحته الخاصة التي يتميز بها والتي سيكون لها دورًا أساسيًا مُساعدًا خلال تأدية المهام.
فيما يخص أطوار اللعبة فهناك ثلاثة أطوار أساسية هي: الطور الفردي (Single-player)، طور البقاء (Survival) وأخيرًا طور تعدد اللاعبين (Multi-player). وبالحديث عن طور اللعب الفردي فستكون شخصيتك (Tyler Hunt) والتي تعتبر الشخصية الرئيسية في المراحل. حيث ستقوم بقيادة مجموعة من الجنود – أربعة جنود بما في ذلك شخصيتك – في عشر مراحل مختلفة. خلال المراحل ستبدأ في نقطة معينة وسيتم تحديد نقطة أخرى عليك الوصول إليها من أجل تأدية مهمة محددة في تلك النقطة. وخلال انتقال المجموعة بما فيها شخصيتك ستواجه الكثير من المخلوقات الغريبة والتي سيترتب عليك أنت ومجموعتك القضاء عليها قبل أن تتمكن منكم. هذه المخلوقات متنوعة من حيث السرعة والتأثير والقوى والحجم. خلال طور القصة سيتم شرح عدة نقاط لك أهمها يكمن في بؤر خروج هذه المخلوقات والتي ستعمل على إغلاقها من خلال المتفجرات.
الأمر الجيّد في بداية هذا الطور أنه يتضمن شرحًا وافيًا تقريبًا لأهم الميزات التي يمكنك الاستفادة منها. وستحصل على مراحل تدريبية بحتة. وبعد الانتهاء منها سيتم إعلامك أنه وبوصولك إلى النقطة التالية تكون مُساعدتنا لك قد انتهت وعليك اكتشاف السبيل لإنهاء المهمة بطريقتك الخاصة وأسلوبك الخاص.
أيضًا وخلال المراحل ستكون أمامك الكثير جدًا من الأماكن لاستكشافها في خريطة ضخمة مترامية الأطراف. هذه الأماكن المهجورة تحتوي على صناديق ومستوعبات معدنية كثيرة تحتوي على أشياء كثيرة ضرورية جدًا من أجل إنهاء مهمتك وتجاوز المرحلة. وتتنوع محتويات هذه الصناديق بين الرصاص والمتفجرات وعلب الدواء والإسعافات السريعة. ولكن عليك الحذر.. فلا يُمكنك حمل كل شيء معك، حيث أنّ قدرة الجنود على تخزين الأشياء محدودة.. لذا يجب أن تكون حكيمًا في اختيارك لما تشعر أنه ضروري وترك ما هو غير ضروري.
أيضًا في هذا الطور الفردي هناك أمر مميز جدًا ومُفيد للغاية وهو الطور البطيء الذي يُطلق عليه اسم (Tactical Mode).. تستطيع الولوج إلى هذا الطور في أي لحظة في اللعبة.. وبالأخص في اللحظات الحرجة من أجل منحك بضع ثوانٍ إضافية لتفكر فيها بخطوة سريعة فعّالة تناسب الموقف الذي أنت فيه أو بصدد مواجهته. حيث يصبح الوقت في هذا الطور أبطأ بنسبة 90%.. وقد تتمكن من خلال استخدامك لهذا الطور بشكل مثالي وحكيم من قلب المعركة لصالحك وإنهاء المهمة بنجاح.
أيضًا هناك ميزة إطلاق النار الآلي والذي سيقوم به عناصر مجموعتك بما فيهم شخصيتك الأساسية. هذه الميزة تعتبر سلاحًا ذو حدين.. فهي تتسبب في إنهاء ذخيرتك “المحدودة” من الرصاص بشكل سريع، حيث سيقوم الجنود بمهاجمة أي خطر يشعرون به بشكل آلي وبالتالي هناك الكثير من الرصاص الذي سيتم إطلاقه هنا وهناك وأغلبه لن يصيب الهدف في حال الظلام والحركة.. ولكنك ستجد أن هذه الميزة أكثر من رائعة في حال توقف جنودك وإحاطتهم بأعداد هائلة من الوحوش.
وبالحديث عن الجنود فاللعبة تقدم توازنًا فعليًا رائعًا. حيث توجد في اللعبة عدة أصناف من الجنود كل منهم له مهارات خاصة به تُساعد الفريق بطريقة أو بأخرى. وتتنوع هذه الأصناف بين جنود الهجوم (Assault) وجنود الطبابة (Medic) وجنود الدعم والتغطية النارية (Heavy) وغيرها الكثير. ومن خلال تقدمك بالمراحل الرئيسية سيتطور فريقك من الجنود كل منهم على حدة، بالإضافة إلى أنّ المزيد من الأصناف والأسلحة والقدرات سيتم فتحها لك وستصبح مُتاحة من أجل الاستفادة منها في باقي المراحل.
أما فيما يخص الطور الثاني وهو البقاء (Survival) حيث يُقدم لك هذا الطور أمرًا جميلًا في الحقيقة يتمثل في منحك تجربة مُباشرة لطور تعدد اللاعبين ولكن بشكل فردي.. ستقوم بأداء المهمات والمعارك والمُبارايات من خلال فريقك الخاص من الجنود الذي ستقوم بإنشائه بحسب استراتيجيتك وخطتك وما تجده مناسبًا من حيث الأصناف والميزات والأسلحة.
أكثر ما تتميز به لعبة ذا ريد سولستيس (The Red Solstice) هو الطور الثالث والأخير.. إنه طور تعدد اللاعبين. هذا الطور يعتمد على التعاون الفعلي بين مجموعة من الجنود يصل عددها إلى ثمانية أفراد. أنت ستقوم بالتحكم بشخصية واحدة منها هي شخصيتك الخاصة التي قمت باختيارها واختيار مهاراتها وأسلحتها. وكلما لعبت أكثر كلما اكتسبت المزيد من نقاط الخبرة التي من شأنها رفع مستواك وترتيبك في اللعبة. كما ستحصل على المزيد من الخيارات أيضًا فيما يخص أصناف الجنود والأسلحة الخاصة والميزات والتي يمكنك استخدامها في المعركة التالية لك عبر الإنترنت.
ما يميز هذا الطور هو أن المهام تتولد فيه بشكل عشوائي في كل مرة تقوم باللعب فيها وحتى لو كان الأمر كل مرة في نفس الخريطة. أيضًا الوحوش والأوقات التي ستهاجم فيها عشوائية. بالإضافة إلى ذلك هناك قصة بسيطة تدور حولها المهمات لتترابط مع بعضها بشكل جيّد.
وتتنوع المهمات بشكل عام بين قتل جميع الوحوش في منطقة مُعينة أو البحث عن معلومات أساسية مطلوبة وغيرها. أكثر ما ستشعر بأهميته في هذه اللعبة تحديدًا بعد تجربتك لطور تعدد اللاعبين هو أن تكون مع أصدقائك أو على الأقل مع فريق متفاهم جدًا.. إذ وكما أشرنا فإن اللعبة تعتمد بشكل أساسي على روح الفريق.. وبدون هذه الروح والاتحاد بالتأكيد ستكون الهزيمة من نصيبكم في كل مرة!
جرافيك اللعبة
جرافيك اللعبة ليس كما كنت أتمنى.. بالرغم من التفاصيل الكثيرة والمؤثرات المتنوعة إلا أنّ جرافيك اللعبة ليس ذي جودة عالية. فيما يخص الشخصيات الأمر نوعًا ما مقبول؛ إذ أن تفاصيلهم والأنسجة المُستخدمة جيّدة. أما فيما يخص المخلوقات المُختلفة بالإضافة إلى البيئة المُحيطة فلا توجد أنسجة ذات دقة عالية للأسف.
فيما يخص مؤثرات إطلاق الرصاص وما ترسمه من خطوط في الهواء بألوان متنوعة بحسب نوع السلاح فهي رائعة بالفعل. كذلك الأمر بالنسبة لمؤثرات الانفجارات والنيران التي تبدو مُناسبة. وبالحديث عن الأسلحة لا يُمكن إغفال تفاصيلها وتنوع أشكالها، حتى فكرة مستوعبات الرصاص الفارغة التي تتساقط على الأرض بكميات كبيرة تم الاهتمام بها وإظهارها.. هذه التفاصيل جميلة وتزيد من النقاط الإيجابية لصالح اللعبة.
أصوات اللعبة
بشكل عام الأصوات لا بأس بها.. وهي تمنح اللعبة جوًا خاصًا ومميزًا وبالأخص أصوات الموسيقى وما يُرافقها من مؤثرات مُختلفة تتراوح بين صراخ الوحوش والمخلوقات الغريبة بالإضافة إلى ما يصدر من بعض الأصوات الغريبة والمثيرة في أجزاء مختلفة من الخريطة والبيئة.
أما فيما يخص أصوات الشخصيات والحوارات وذلك في طور اللعب الفردي في المهمات الأساسية فهي للأسف عادية جدًا ولا يوجد بها الكثير من الجاذبية بالرغم من أنّ القصة التي يتم سردها والأحداث جميلة ومثيرة بحد ذاتها إلا أنّ أسلوب الإلقاء لم يكن بالمستوى المطلوب.. وشعرت بالملل في بعض الأحيان من سماعي لهذه الحوارات.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
المهمات الأساسية في اللعبة والخاصة بطور اللعب الفردي مُتقنة وجميلة ومُمتعة.. ويُمكن إعادة لعبها عدة مرات برأيي الشخصي وبالأخص بسبب وجود ثلاثة مُستويات للصعوبة. لا أعتقد أنّك ستتمكن من اكتشاف خبايا الخريطة الخاصة بكل مرحلة من أول مرة أو حتى ثاني مرة.. أنت بحاجة إلى قضاء وقت طويل في الحقيقة حتى تتمكن من استكشاف كل شيء موجود داخل الصناديق وأماكن التخزين المعدنية المنتشرة في المباني المختلفة على طول الخريطة.
أمّا فيما يخص طور الـ (Survival) فهو جميل جدًا وقد أعجبتني للغاية فكرة تزايد الصعوبة إلى درجة عالية جدًا. أما فيما يخص طور تعدد اللاعبين فهو القيمة الحقيقية لهذه اللعبة لأنه يحمل الكثير الكثير من المُتعة.. وخصوصًا إذا كان الفريق الذي تلعب معه متفاهمًا ومُتفقًا وكل فرد من أفراده يعلم ما هي مهمته وماذا يتوجب عليه أن يفعل أثناء اللعب.
وختامًا أقول..
لعبة ذا ريد سولستيس (The Red Solstice) من الألعاب التكتيكية التي لن تسمح لك بالتقدم بشكل عشوائي دون تخطيط. إنها ليست من النوع الذي يمكنك أن تلعبه مالم تكن ترغب فعلًا بذلك. جرافيك اللعبة وأصواتها وبالرغم من أنهما ليسا بالمستوى المطلوب إلا أنني استمتعت للغاية بأسلوب اللعب والفكرة العامة التكتيكية التي تقوم عليها جميع المراحل. الكثير من الضغط والإثارة ستشعر بهما في آن واحد عندما تتكاثر المخلوقات من حول أعضاء فريقك الذي يُكافح من أجل البقاء على قيد الحياة وأنت تشاهد عدّادات طاقتهم وهي تتناقص بشكل متواتر إعلانًا عن دنو أجلهم وأنت فقط تشاهد وتتوالى ضغطاتك على الميزات الإضافية علها تُساعدهم على النجاة.. ولكن هل سيتمكنون من ذلك بالفعل؟ الإجابة لديك أنت وحدك..