لعشاق السرعة.. مراجعة لعبة بروجيكت كارز (Project CARS) المذهلة

Project CARS

تقدم لعبة بروجيكت كارز (Project CARS) لعشاق السباقات جيلًا جديدًا مذهلًا من ألعاب السيارات ذات النطاق الجماهيري الواسع. مع كم هائل من المسارات والحلبات والسيارات الجاهزة للتشغيل والانطلاق دون إهدار لأي وقت من أجل الحصول عليها. حيث ستجد نفسك خلف مقود سيارتك المفضلة بانتظار الضوء الأخضر للبدء بالسباق وسماع صفير الإطارات على الأرض وهي تدور بأقصى سرعة! إذًا، لننطلق معًا في هذه المراجعة المفصّلة لهذه اللعبة الرائعة..


عن اللعبة

Project CARS

– النوع: Racing, Simulation, Sports
– المطور: Slightly Mad Studios
– الناشر: Slightly Mad Studios, BANDAI NAMCO Entertainment
– تاريخ الإصدار: 06/05/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– دعم ليد التحكم (لمن يرغب باللعب على الكمبيوتر) ومقود القيادة لمختلف المنصات.


قصة اللعبة

تم تطوير هذه اللعبة من قِبل أكثر من 80 ألف شخص من عشاق السباقات حول العالم، وقد كانت النتيجة هي بروجيكت كارز (Project CARS) بحلتها الاحترافية على كافة المستويات. وبمساعدة من المحترفين في مجال قيادة سيارات السباق وصلت اللعبة إلى أقصى درجات التقدم الميكانيكي والفيزيائي.

Project CARS

ومع أكثر من 100 حلبة مختلفة بين حلبات واقعية وأخرى خيالية في ظروف مناخية رائعة بكل معنى الكلمة كان التنوع مبهرًا كافيًا لإشباع رغبات المتسابقين في اختبار أصعب الطرقات وفي مختلف الأجواء.


أسلوب اللعب

يمكنك ضبط الكميرة من أي منظور شئت! هذا ما لفت نظري في الدرجة الأولى. فبالإضافة إلى الزوايا التقليدية في ألعاب السيارات ستجد أن هناك المزيد منها هنا وبتنوع رائع يناسب جميع الأذواق والظروف، أضف إلى ذلك إمكانية التعديل عليها أيضًا. التنوع كبير بالفعل؛ فهناك على سبيل المثال الكميرا من فوق المصد الأمامي، على غطاء المحرك، على سقف السيارة، خارج السيارة لإظهارها بالكامل من منظور الشخص الثالث، داخل السيارة مع إظهار المقود وإمكانية إخفاؤه، داخل الخوذة، الراكب الخلفي وغيرها.. وجميع هذه الكميرات تسمح لك بالتحكم بسلاسة بمقدار المسافة من قرب أو بُعد، بالإضافة إلى التحكم بحساسيتها وقربها وبُعدها في السرعات البطيئة، المتوسطة والقصوى. أيضًا يمكنك التحكم بشدة اهتزاز الكميرة عند السرعة ودرجة الميل الخاصة بها. وقد ساهمت هذه الميزة بالذات في زيادة المتعة إلى السباق ودفع الشعور بالملل خلال السباق نهائيًا.

Project CARS

اللعبة بشكل عام ليست للجميع بتقديري الشخصي.. فهي لعبة محاكاة واقعية وجدّية. كما أنها تتطلب شغفًا حقيقيًا بسباقات السيارات. ولكن وبسبب توفر إمكانية تعديل تجربة القيادة بما يتناسب مع مهارة كل شخص فإنني أعتقد أنّ أي شخص مهما كان مستواه في مثل هذه الألعاب سيكون قادرًا على الحصول على سباقات ممتعة ومناسبة له بشكل مثالي. إنّ عدد الأشياء القابلة للتعديل كبيرٌ بالفعل، وهو أمرٌ لا يمكننا إخفاؤه أبدًا ويجب الحديث عنه والإشارة إليه. ويستحق المطورون حقًا كل تقدير على اهتمامهم بهذا الجانب الذي تفتقد إليه معظم ألعاب السيارات.

Project CARS

ستكون سيارتك بالتأكيد مُجهزة بكل شيء من مرايا أو شاشات داخلية، مسّاحات زجاج أو أضواء أو عدادات. وسيكون بإمكانك الاستمتاع بالتحكم بنظام المساعدة على الفرملة أو نظام التحكم بثبات السيارة أو غيرها من الأنظمة المرنة التي تساهم جدًا في زيادة واقعية اللعبة.

أيضًا واحدة من أهم النقاط والتي أعجبتني بالفعل هي إمكانية تعديل مستوى صعوبة الخصوم أو الذكاء الاصطناعي في اللعبة حسب الرغبة وحسب مستوى كل لاعب. كما يمكنك تعديل مدة السباق وعدد الدورات، وكل هذه التعديلات مباشرة قبل البدء بأي سباق. حيث يمكنك ضبط مستوى الصعوبة بين 0 و 100.. لذا فإذا وجدت أنّه لا يمكنك مجاراة منافسيك بأي حال من الأحوال فقط قم بتخفيض المستوى قليلًا وانطلق من جديد.. وهكذا حتى تجد بالضبط المستوى المثالي لك. وبالطبع ومع زيادة مهارتك وقدرتك ستجد نفسك تزيد من مستوى الصعوبة تدريجيًا لتحافظ على جو التحدي والحماس في اللعبة. وبشكل عام فإنّ المتعة الحقيقة في مثل هذه السباقات تكون مع تجاوز كل سيارة واحتلال مركزها ولو بعد دورة أو دوتين.. إنها انتصارات صغيرة متتالية.. وهذا أقصى ما يبحث عنه المتسابق المحترف.. فما الفائدة من ضبط مستوى الصعوبة على مستوى منخفض وتجاوز جميع الخصوم خلال الدورة الأولى والثانية كحد أقصى ومن ثم متابعة السباق وحيدًا في المقدمة دون أي عنصر منافسة حولك؟! يجب أخذ فكرة المنافسة على محمل الجد للحصول على تجربة مميزة خلال زمن السباق.

Project CARS

أيضًا يجب أن تكون حذرًا عند تجاوزك للسيارات الأخرى أو المنعطفات لتفادي الحوادث والاصطدامات التي من شأنها التأثير على أداء السيارة ومظهرها الخارجي. وفي نفس الوقت ستجد أيضًا أنّ منافسيك وبكل ذكاء سيعملون جاهدين بدورهم لتفادي تلك الحوادث والاصطدامات ومجاراتك ومنافستك إلى أقصى حد وطيلة فترة السباق حتى اللحظة الأخيرة منه.

Project CARS

أما فيما يخص طور الـ (Career) فهو يحتوي على أنماط مختلفة تتنوع بين سباقات الـ (Open Wheel) المخصصة لسيارات الفورملا ومثيلاتها، وسباقات الـ (Touring) المخصصة للسيارات المعدلة، وسباقات الـ (GT)، وأخيرًا سباقات الـ (Prototype) المخصصة لسيارات السباق الرياضية ذات المستوى العالي جدًا. الأمر الجميل في هذا الطور أنه يمكنك بدء مسيرتك من أي نقطة وبأي مستوى.. ولن تكون مقيدًا بتسلسل معين ومستوى صعوبة محدد.

وتتمركز الفكرة في هذا الطور حول القيادة مع فرق مختلفة عبر التعاقد معهم من خلال العروض التي ستتلقاها على بريدك الإلكتروني داخل اللعبة. المميز هنا أنك لن تلعب من أجل جني المال لشراء السيارات، حيث أن كل فريق سيقوم بتزويدك بسيارة للسباق، وكل ما عليك فعله هو تقديم أفضل مستوى على مدار الموسم أي ببساطة: استمتع بالسباق! كما سيكون بمقدورك خوض أكثر من (Career) في نفس الوقت، وليست هناك حاجة لإنهاء موسم محدد قبل البدء بآخر، بل وفي نفس الوقت يمكنك تجربة عدة سباقات، وستسمح لك اللعبة بالتخزين وحفظ الملفات بشكل مستقل دون الحاجة إلى حذف أو استبدال الملفات القديمة.

Project CARS

أيضًا يمكنك في ما يسمى بـ (سباقات نهاية الأسبوع) الفردية تحديد الطقس خلال السباق. كما يمكنك تحديد عدة أحوال للطقس في سباق واحد، إذ يمكنك تغيير المدة أو السرعة التي سيتغير فيها الطقس خلال زمن السباق ذاته.

وبالحديث عن السيارات فإن اللعبة توفر عدد كبير من الفئات والموديلات. ولكل سيارة نكهتها الخاصة خلال السباق. فأسلوب التحكم بالسيارات يختلف بشدة بين كل سيارة وأخرى، وبين كل فئة وأخرى. حيث ستلاحظ أنّ السيارات المخصصة للسباق خفيفة الوزن وشديدة الثبات عند المنعطفات. ولكن وفي الوقت ذاته يجب توخي الحذر عند السرعات القصوى إذ من الممكن أن تفقد السيارة توازنها وتنقلب في لمح البصر، أو أنك ستحتاج إلى مهارة عالية جدًا للسيطرة عليها من جديد دون الإضرار بها. أما فيما يخص سيارات الشوارع العادية فهي أثقل بالتأكيد وأبطأ. أما سيارات السباق الصغيرة أو ما يطلق عليها اسم (Karts) فهي تجربة أخرى منفصلة تمامًا عما سبق ولا تقل متعة عنها!


جرافيك اللعبة

مع إتاحة إمكانية اللعب بتقنيات الجيل الجديد بمعدل 60 إطار في الثانية ستذهل حقًا دون أدنى شك من شدة جمال جرافيك هذه اللعبة. وبالفعل فقد وجدت أنّ أقوى وأهم ما يميز هذه اللعبة هو الجرافيك الخاص بها والذي لا يمكن إلا أن تعشقه وتستمتع بمشاهدته وأنت تلعب.

Project CARS

عالم مليء بالتفاصيل، جميع التفاصيل موجودة في كل سيارة، من الداخل ومن الخارج.. المقود، الأزرار، المرايا، الإطارات ومحرك السيارة أو الأجزاء الميكانيكية الأخرى التي تظهر في بعض السيارات جميعها تجعلك تشعر بواقع أنك متسابق حقيقي داخل سيارة حقيقية. ومع الإمكانيات المذهلة التي تتيح لكل مستخدم تعديل كل شيء.. كل شيء بالفعل حسب حاجته ورغبته أجد أن هذه اللعبة قادرة مع الوقت ترك بصمة واضحة وتوقيع مميز في عالم ألعاب السيارات وسباقاتها.

Project CARS

الظروف المناخية وبالأخص الأجواء الماطرة أكثر ما أسعدني في القيادة. حبات المطر المرتطم بشدة على زجاج السيارة أمامي بصوته الرائع كان مبهرًا، ويدفع بك إلى المضي قدمًا الدورة تلو الدورة دون الشعور بالكلل أو الملل بعكس ألعاب سباقات السيارات الأخرى التي تعتمد على الحلبات المغلقة.


أصوات اللعبة

يمكنني القول أنّ الأصوات والمؤثرات الصوتية بشكل عام مناسبة للعبة، ولكن في الحقيقة اختيار المقاطع الموسيقية كان رائعًا جدًا. أيضًا أصوات المؤثرات الجوية للأحوال المناخية رائعة وخيالية. صوت الرياح حولك وهي تلف سيارتك من جميع الجوانب مصطدمةً بجسم السيارة بصوتها الذي يرتفع وينخفض بشكل جميل جدًا مع ازدياد سرعة السيارة خلال السباق أو انخفاضها أمر لا يمكن إلا الانتباه له. أيضًا أصوات المطر والرذاذ المتطاير من المياه عندما تمر فوق البقع المتجمعة للماء على حلبة السباق بسيارتك أو حتى سيارات المتسابقين أمامك متقنة للغاية وتبعث على الشعور بمعنى القيادة تحت المطر.

Project CARS

أصوات محركات السيارات جميلة. كما أنّ المؤثرات الصوتية الناتجة عن عملية القيادة معبرة بالفعل.. قصوت الإطارات وهي تحتك بالأرض، صوت المكابح وصفيرها عند الضغط عليها بشدة، صوت التوربو أو النيران المنطلقة من عادم السيارة، أصوات التصادم أو الاحتكاك بين سيارتك وبقية السيارت، أيضًا صوت فلتر الهواء القادم من داخل المحرك وغيرها من الأصوات جميعها تجعل تجربتك للقيادة أمرًا في غاية المتعة.


مدة اللعبة وقيمة الإعادة

Project CARS

اللعبة مليئة جدًا بالخيارات وأطوار اللعب. فمع أكثر من 100 حلبة سباق وعدد متنوع كبير جدًا من شتى فئات السيارات ومختلف طرازتها ستجد نفسك في عالم سباقات ضخم يستحق الاستمتاع بكل ما فيه. ومع طور اللعب على الإنترنت بعدد متسابقين يختلف بحسب المنصة التي تلعب عليها ستجد المزيد والمزيد من المتعة بالتأكيد.

بالنسبة لي وفي أول تجربة للعبة قضيت 5 ساعات متواصلة دون أي إحساس بالتعب فقط وأنا أقوم بتجربة قيادة السيارات ذات السرعات البطيئة نسبيًا والمتوسطة لأتمكن من فهم آلية التحكم والقدرة على السيطرة على السيارة وإبقائها ضمن الطريق.. ولكن ذلك بالفعل كان ممتعًا جدًا.. وستشعر بالرغبة دائمًا في تجربة كل سيارة ومعرفة طابعها الخاص الذي تقدمه وتتميز به.


وختامًا أقول..

لكل عشاق السيارات عمومًا وسباقات الحلبات خصوصًا أقول أنه من المهم جدًا الاستمتاع بهذه التجربة الفريدة في القيادة. كل شيء متقن، تم تصميم وإخراج أدق التفاصيل بشكل لا يدل إلى على مدى شغف المطورين واهتمامهم بتقديم مستوى عالي ومتقدم ينافس بشدة أشهر العلامات والأسماء الأخرى في هذا النوع من الألعاب.

الجرافيك والأصوات مذهلة. التحكم بالسيارة وكل تفاصيل عملها وتشغيلها أمر رائع. التنوع في مضامير السباق وأجواء الطقس شيء يستحق منك المشاهدة وأن تستمتع بقطع المسافات واللفات خلف مقود سيارتك المفضلة بكل تأكيد!

Mahmoud Abdullatif
الكاتبMahmoud Abdullatif
أعشق الجرافيك والأنيميشن، والاستمتاع بهما، وبالتأكيد في الدرجة الأولى في ألعاب الفيديو، ولا أجد سعادتي الحقيقية إلا عند السعي وراء اكتشاف خفايا هذه اللعبة أو تلك؛ والغوص والكتابة عن ذلك بكل دقة واحترافية!