لعبة GHOST OF TSUSHIMA .. تعرف على القصة والتاريخ

Ghost of Tsushima

ها هو استوديو Sucker Punch يعود لنا من جديد بعد صمت استمر لثلاث سنوات متواصلة لم نسمع خلالها عن أي مشاريع.

فمع الإعلان عن لعبة شبح تسوشيما GHOST OF TSUSHIMA استطاع الاستوديو أن يسرق الأضواء خلال مؤتمر سوني في أسبوع باريس للألعاب.

ولغاية الآن لم يكشف الاستوديو عن الكثير من التفاصيل حول اللعبة، باستثناء ما شاهدناه في عرض الإعلان الرائع والذي قدم لما لمحة سريعة حول القصة.

لكن ربما قد نحصل على بعض المعلومات لو عدنا بالزمن إلى الخلف واستعرضنا بعض الأحداث التاريخية المرتبطة باللعبة.

بداية القصة

اللعبة تم تعيين أحداثها خلال فترة الغزو المغولي الأول لليابان والذي وقع عام 1274.

في ذلك الوقت كان قوبلاي خان إمبراطور الإمبراطورية المغولية قد بدأ بتوسيع حكمه ليشمل الصين وشبه الجزيرة الكورية.

وعند وصوله إلى البحر، كان هدفه التالي ضم جزيرة من اليابان إلى إمبراطورتيه وتقدم بطلب عدة مرات لهوجو توكيمونه حاكم اليابان في حينه ليقنعه بالخضوع إلى حكم المغول.

كان قوبلاي خان يتوقع رفض حاكم اليابان لمطالبه، لذا كان في نفس الوقت يجهز الأساطيل لغزو الجزيرة وحين جاء الرفض الرسمي من حاكم اليابان أبحر قوبلاي مع آلاف الجنود والمئات من القوارب.

جزيرة تسوشيما

وضع قوبلاي جزيرة تسوشيما اليابانية هدفاً له، وهي جزيرة صغيرة تقع في المضيق بين كوريا والجزر الرئيسية في اليابان، وهي الجزيرة التي ستدور فيها أحداث اللعبة.

وتعتبر الجزيرة من المواقع المثالية للتجارة والدفاع عن البر الآسيوي الرئيسي، كما أنها أقرب جزء من اليابان يُمكن الوصول إليه من موانئ المغول في كوريا.

في 5 أكتوبر، وصلت قوات خان لشاطئ كوموداهاما داخل الجزيرة، وتمكنوا من هزم الحاكم المحلي ومقاتليه خلال ساعات وتم إخضاع الجزيرة لحكم المغول، كما يُقال بأن المغول قاموا بإبادة سكان الجزيرة كافة ومن هنا تبدأ الإثارة.

تحول الساموراي

بطل اللعبة سيكون أحد مقاتلي الساموراي وسيعرف باسم اللعبة نفسها “شبح تسوشيما”، وعلى الأرجح فإنه المقاتل الوحيد الذي بقي على قيد الحياة بعد الغزو المغولي.

الجميل هنا، أن اللعبة تحاول تقديم مقاربة واقعية للأحداث التاريخية بما في ذلك كيفية تأثر الساموراي بأسلوب المغول في القتال.

فكما نعلم أن أسلوب قتال الساموراي كان يقوم نظرياً على القتال الفردي باستخدام الرماح والسيوف والأسهم والأيدي، وهي الطريقة “النبيلة” التي انتهجها أغلب أفراد الساموراي.

والثابت تاريخياً أن الهجوم المغولي قد شجع الساموراي على التكيف مع التكتيكات المغولية باستخدام المحاكاة والتجمعات والهجوم الجماعي بدلاً من القتال الفردي، وهو ما نراه في اللعبة حينما يقول الراوي للبطل في العرض الدعائي أنه يجب عليه تغيير تكتيكاته التقليدية لتحقيق النصر.

وبالفعل قد شجع الغزو المغولي الساموراي للتخلي عن صراعاتهم والقتال من أجل كل اليابان ضد الغزاة الأجانب وهو ما يعني تغيير في طريقة القتال إضافة إلى استخدام أسلحة جديدة مثل القنابل والبارود.

لكن في نفس الوقت اعتمد الساموراي على الجسارة والتضحية بالنفس لإجبار العدو على خوض مواجهات فردية مباشرة لا يتقنها، بهدف إيقاع أكبر خسائر في صفوفه.

ماذا عن الجزء المتبقي من القصة؟

في الأحداث الحقيقة، ينتهي الغزو المغولي الأول بعد أن يضرب إعصار تيفون الموسمي المنطقة ويتسبب في غرق ثلث الأسطول المغولي تقريباً، وعلى إثر هذه الخسارة قرر قادة الغزة العودة إلى كوريا، فأطلق اليابانيون على هذ الإعصار تسمية الرياح الإلهية المعروفة باسم كاميكاز.

بينما يعود المغول بقيادة قوبلاي خان لغزو اليابان من جديد بعد عدة سنوات وبالتحديد عام 1281 لكن هذه المرة جهز اليابانيون تحصيناتهم وبدأوا الإغارة على وحدات المغول التي تصل للشاطئ.

وخاض الطرفان معركة عنيفة وطويلة وقاوم الساموراي هذه المرة بطريقة أشد لكنهم في نفس الوقت لعبوا لعبة الانتظار حتى وصول موسم الأعاصير، وبالفعل ضرب الإعصار ضخم المنطقة ودمر آلاف السفن من أسطول الغزو إلى جانب غرق عشرات الآلاف من جنود المغول، ووقوع آلاف آخرين أسرى في يد اليابانيين وكانت نهايتهم أن أُعدموا جميعاً.

كانت هذه لمحة تاريخية سريعة عن الأحداث الحقيقة التي قد نشاهدها في لعبة GHOST OF TSUSHIMA.

لعبة Ghost of Tsushima من المتوقع إصدارها العام المقبل، ونأمل أن تقدم لنا تجربة جديدة ومليئة بالمتعة حول الساموراي.

 

 

مهند داود
الكاتبمهند داود
مدير تحرير موقع أبو عمر التقني