مقارنة بين Galaxy Tab S3 وiPad Pro 9.7

بعد سنوات من مسارعة مختلف الشركات الكبيرة والصغيرة لتقديم لوحيات أندرويد لمنافسة لوحي آبل آيباد، استسلمت معظم هذه الشركات وتخلت عن فكرة المنافسة واكتفت بعضها بتقديم بعض اللوحيات الموجهة لشرائح معينة، ولعل آخر الشركات التي يمكن اعتبار لوحياتها منافسة للوحي الآيباد هي سامسونج، حيث قدمت مؤخرًا لوحي Galaxy Tab S3 بتصميمه المعدني الزجاجي الذي يقف اليوم على أرض موقع أبوعمر في مواجهة لوحي iPad Pro 9.7. هذه مقارنة بين لوحيي Galaxy Tab S3 وiPad Pro 9.7.

التصميم

رغم بعض التحسينات والتغييرات الطفيفة التي عرفتها فلسفة آبل لتصميم لوحياتها، احتفظت الشركة بنفس الأفكار الرئيسة المتمثلة في تصميم معدني نحيف يتميز بالجمالية والخفة. ويبدو لوحي iPad Pro 9.7 شبيهًا إلى حد بعيد بلوحي iPad Air 2 لكن ذلك ليس بالأمر السلبي، حيث تقدم آبل تصميمًا يمكن وصفه بالتصميم المثالي للوحيات في الوقت الحالي على الأقل، لما يتميز به من خفة وجمالية، مع استغلال ذكي لمساحة اللوحي من خلال إضافة مكبرات صوت في الأعلى والأسفل.

وحتى تستطيع سامسونج منافسة تصميم آبل المميز، كان عليها التخلي عن تصاميمها البلاستيكية والاستعانة بلغة تصميمها الجديدة التي تنتهجها على الهواتف الذكية، حيث يتميز لوحيها الجديد Galaxy Tab S3 بتصميم معدني زجاجي فخم يعكس قيمة اللوحي، ويتميز هذا الأخير بحواف نحيفة محيطة بالشاشة وزوايا دائرية، مع تميزه بخفة وزنه الذي لا يتجاوز 429 غرام، علمًا أن وزن لوحي آبل يبلغ 437 غرام، ما يجعل اللوحيان خفيفان من حيث الوزن.

من الصعب التوصية بلوحي على حساب آخر على مستوى التصميم، حيث يتميز كلا اللوحيين بتصميم جميل، لذا سيبقى الخيار متعلقًا بذوق المستخدم، فإذا كان من محبي التصميم المعدني كما هو الحال مع هواتف الآيفون على سبيل المثال، فسيكون لوحي آبل مناسبًا له، أما إن كان المستخدم يفضل تصميم هواتف سامسونج الجديدة فسيكون لوحي Galaxy Tab S3 مناسبًا له.

الشاشة

تعد الشاشة إحدى الميزات المهمة في اللوحيات، ومع تميز كلا اللوحيين بمقاس 9.7 بوصة على مستوى الشاشة، ستكون جودة الشاشة مهمة لتحديد الأفضل بين الجهازين، فآبل تقترح دقة 2048×1536 بكسل، وهي نفس الدقة التي يتميز بها لوحي سامسونج، وبالعودة للوحي الآيباد، تتميز شاشته بحِدة في المستوى، مع عرض جيد للتفاصيل، كما يتميز اللوحي بتقنية True Tone التي تعمل على استخدام مستشعرات للتحكم بسطوع الشاشة وضبط توازن اللون الأبيض من أجل تقديم تجربة عرض مريحة للعين بغض النظر عن ظروف الإضاءة التي يتواجد المستخدم فيها.

أما Galaxy Tab S3 فيأتي بشاشة OLED، وبالتالي تقدم ألوانًا سوداء عميقة، تعرض ممتاز ووضوحًا أفضل بصفة عامة مقارنة بشاشة LCD التي يتميز بها لوحي iPad Pro 9.7، كما يتميز لوحي سامسونج بزوايا عرض ممتازة بالإضافة إلى سطوع في المستوى. هذا ويدعم Tab S3 تقنية HDR التي سيكون بإمكان المستخدمين الاستفادة منها في الاستمتاع بمحتوى خدمات مشاهدة مثل Netflix وأمازون التي تبنت هذه التقنية التي تقدم تجربة مشاهدة مميزة. وعند أخذ مكبرات صوت AKG المميزة التي يتميز بها لوحي سامسونج، سيكون Galaxy Tab S3 في أعلى قائمة اللوحيات المناسبة لمحبي الملتميديا.

قد لا تبدو المواصفات على الورق كافية للفصل بين جودة الشاشة على اللوحيين، لكن عند مقارنتهما جنبًا إلى جنب، سيتفوق لوحي سامسونج رغم تقديم لوحي آبل بدوره لشاشة في المستوى، لكن تبقى الشركة الكورية متفوقة في مجال شاشات الأجهزة المحمولة.

الكاميرا

دائمًا ما يتم التأمل في المستخدمين الذين يستخدمون لوحياتهم من أجل التصوير، حيث يعكف العارفون في الشأن التقني على السخرية من هذه الشريحة في كل فرصة تتاح لهم، لكن تبقى هذه حرية شخصية ويمكن للجميع استغلال موارد أجهزتهم كما يشاؤون. وعند الحديث عن الكاميرا في هذه المقارنة، قد لا يكون علينا الحديث عن لوحي سامسونج إذ يمكن إقصاؤه من المنافسة في هذه الفقرة بالذات، كونه لا يقدم نتائج مرضية، وإن كان يتميز بكاميرا خلفية بدقة 13 ميغابكسل مع فتحة f/1.9، حيث تفتقد الصور لإبراز عدة تفاصيل مع حدة غير مرضية، وهو شيء مخيب للآمال بالنظر إلى سعر اللوحي.

أما لوحي iPad Pro 9.7 فيقدم نفس الكاميرا المتوفرة على هاتف آيفون 6 إس، أي أنه يتميز بكاميرا ممتازة تقدم صورًا حادة، طبيعية، وذات تفاصيل بارزة مع ميزة Live Photos كذلك. لذا إن كان المستخدم يفضل أن تكون الكاميرا ذات جودة عالية عندما يحتاجها، فسيجد مبتغاه في لوحي iPad Pro 9.7.

الأداء

كما عودتنا آبل، سيكون علينا عدم النظر إلى مواصفات أجهزتها المحمولة عند حاجتنا للحديث عن أداء الجهاز، وهو ما ينعكس على لوحي iPad Pro 9.7 الذي يأتي بمعالج A9X وذاكرة عشوائية بسعة 2 جيجابايت، إلا أنه يقدم قويًّا واحترافيًّا كما يوحي اسمه بالضبط، حيث يقدم اللوحي أداءً سريعًا وسلسًا في أي مهمة يكلفه المستخدم بها، حتى أثناء استخدام تطبيقات متطلبة في نفس الوقت.

أما لوحي Galaxy Tab S3 الذي يأتي بمعالج Qualcomm Snapdragon 820 وذاكرة عشوائية بسعة 4 جيجابايت، وهي مواصفات قادرة على التعامل مع أي تطبيق على أندرويد، وهو ما ينعكس على أداء اللوحي الذي يقدم تجربة استخدام سريعة وسلسة هو الآخر، مع تشغيل ألعاب متطلبة ذات جرافيكس عالي دون مشاكل.

الأكسسوارات

يتجه الكثير من المستخدمين لاستغلال اللوحيات كجهاز محمول للكتابة من خلال استخدام لوحة مفاتيح محمولة تتوافق واللوحيات، وهو ما يتوفر ضمن كلا اللوحيين. وتتوفر لوحة مفاتيح ذكية للوحي iPad Pro 9.7 تعد أصغر من لوحة مفاتيح عادية، لكنها تقدم تجربة طباعة في المستوى، وإن كانت تحتاج لبعض التعديلات من طرف المستخدم. نفس الشيء ينطبق على لوحي Galaxy Tab S3 الذي يتوفر على لوحة مفاتيح اختيارية تقدم تجربة طباعة مشابهة للوحة مفاتيح الآيباد، مع كونها ذات حجم صغير هي الأخرى.

كما يتوفر كلا اللوحيين على قلم ضوئي يتمثلان في Apple Pencil وS Pen للتفاعل مع الشاشة، مع تميز كلا القلمين الضوئيين بحساسية ضغط في المستوى، مع تفوق قلم سامسونج من حيث راحة الاستخدام في اليد وحساسية الضغط كذلك، مع كونه يأتي مرفقًا باللوحي عكس قلم آبل الذي يجب اقتناؤه بشكل منفصل.

بغض النظر عن جودة الأكسسوارات، يمكن القول أن لوحة مفاتيح آبل تعد أسهل من حيث الاستخدام، كما أن الدعم المتوفر لتطبيقات الرسم على iOS أفضل من أندرويد.

البطارية والتخزين

يمكن للمستخدم أن يحصل على عمر بطارية يصل إلى 12 ساعة من مشاهدة الفيديوهات بنصف نسبة سطوع الشاشة على Galaxy Tab S3، في حين يدوم عمر بطارية لوحي iPad Pro 9.7 لغاية 10 ساعات من الاستخدام تقريبًا. ويدعم لوحي سامسونج ميزة الشحن السريع التي تتيح له إعادة الشحن في وقت قصير، من جهة أخرى يدعم لوحي آبل الشحن السريع لكن من خلال شاحن 29W يتم بيعه بشكل منفصل، ما يجعله إضافة غير ضرورية!

هذا وقد يميل المستخدمون للوحي سامسونج الذي يتميز بمدخل USB-C الذي أصبح منتشرًا بشكل أكبر، مقارنة بلوحي آبل الذي يعتمد على مدخل Lightning. على صعيد آخر، يأتي لوحي Galaxy Tab S3 بمساحة تخزين داخلية 32 جيجابايت قابلة للزيادة عبر بطاقات الذاكرة الخارجية microSD، في حين يتوفر لوحي iPad Pro 9.7 بمساحة تخزين داخلية غير قابلة للتوسعة مع خيارات: 32، 128، و256 جيجابايت.

مقارنة مواصفات Tab S3 وPro 9.7

خلاصة

يعد لوحيّا آبل وسامسونج خيارين ممتازين، حيث يقدمان جودة عالية على عدة مستويات مع وجود بعض السلبيات هنا وهناك. لذا قد يكون الفاصل بين اللوحيين هو تفضيل المستخدم لميزة على حساب أخرى، أو لنظام تشغيل على آخر، علمًا أن المسألة مختلفة هنا عن الصراع القائم بين النظامين في سوق الهواتف الذكية، حيث أن تجربة الاستخدام مختلفة نوعًا ما على اللوحيات، حيث يبدو أن نظام iOS متفوق في مجالات عدة، سواء على مستوى ميزات تعدد المهام أو دعم التطبيقات الخدمية، مع ذلك، قد يجد محبو أندرويد ميزات معتادة ومألوفة بالنسبة لهم ستجعلهم يختارون لوحي سامسونج. ويتوفر لوحي Galaxy Tab S3 بسعر 599 دولار، في حين يتوفر لوحي iPad Pro 9.7 بنفس السعر لنسخة 32 جيجابايت، علمًا أن نسخة 128 جيجابايت تتوفر بسعر 749 دولار، في حين يمكن اقتناء نسخة 256 بسعر 899 دولار.