مراجعة Prey

Prey ستكون مألوفة لمن استمتع بألعاب Deus Ex و Dishonored، فهي مزيج بين كلتا السلسلتين مع إضافة مجموعة من الأمور المختلفة التي تقدم تجربة استكشاف في محطة شبه مهجورة تعج بالمخلوقات الفضائية.. فهل استطاع Arkane Studios تقديم شيء مميز هنا؟ إليكم مراجعة Prey.

العنوان: Prey    الناشر: Bethesda    المطور: Arkane Studios     تاريخ الإصدار: 05.05.2017    عدد اللاعبين: 1

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القصة

“كل من تم إرساله قد لقي حتفه سوى Morgan، الشخصية التي ستلعب دورها..”

تجري أحداث Prey في زمن مختلف، حيث نجى رئيس الولايات المتحدة John F. Kennedy من الإغتيال سنة 1963، وبشكل ما جعله الأمر يقرر التعمق أكثر في تمويل أبحاث برنامج الفضاء. بعد إرسال مجموعات من البشر إلى الفضاء، بدأت مخلوقات غريبة بالتشكل، تُدعى Typhon، وقد بدأت بالهجوم على كوكب الأرض، لتقوم الولايات المتحدة بإنشاء مركبة فضائية خاصة تحمل اسم Talos I هدفها سجن تلك المخلوقات وإبقائها بعيدة.

بعد مرور الوقت، وبالضبط في سنة 2032، تقرر الولايات المتحدة إرسال بعثة إلى تلك المركبة الفضائية لإجراء أبحاث وتجارب على مخلوقات Typhon لمعرفة سر قوتها وقدراتها المميزة، لكن الأمور تجري بشكل مختلف، ويبدوا أن كل من تم إرساله قد لقي حتفه سوى Morgan، الشخصية التي ستلعب دورها والتي تعتمد عليها البشرية للنجاة من أي هجوم تنوي تلك المخلوقات القيام به على كوكب الأرض والبشرية ككل.

القصة هنا نوعاً ما فريدة، ليس فقط في طريقة استغلالها لشخصية الرئيس الراحل Kennedy، بل في اعتماد عدة عناصر بعضها حقيقي وبعضها الآخر تخيلي، إلى جانب أنها تضعك في مواقف حيث تدفعك للتسائل حول نوايا الأشخاص من حولك، وترفع من درجة فضولك أكثر لمعرفة ما الذي يحدث حقاً. أيضاً، هناك المئات من ألعاب التصويب والتسديد الفضائية التي تركز على مخلوقات غريبة اجتاحت المكان.. لكن هذه المرة سنتعرف أكثر على سبب ظهور هذه المخلوقات وما الذي يجعلها ترغب بالقضاء على البشرية.

أسلوب اللعب

” Arkane Studios تشجع اللاعبين على اعتماد أسلوبهم الخاص، و Prey ستقدم لك كل ما تحتاجه لذلك.”

كما ذكرت في السابق، Prey تدمج بين عدة ألعاب مختلفة، وبالضبط على مستوى تصميم البيئة المحيطة بك، قد تبدوا لك من الوهلة الأولى أن كل شيء طبيعي وآمن، لكنها تُخفي أموراً قد لا تكون مُرعبة بحد ذاتها، لكنها ستشكل خطراً عليك كلما تقدمت في اللعبة.

كالعادة، سنتحدث أولاً عن الأمور البديهية، Prey لعبة تصويب وتسديد من فئة RPG، ما يعني أن هناك الكثير من الأدوات التي تستطيع جمعها، استخدامها وتحسينها، ناهيك عما يمكنك استكشافه في اللعبة.. لست أدري حقاً كم سيتطلب من الوقت لإنهاء اللعبة، لكنها تشجعك على تجربة أمور مختلفة كل مرة، صادفت العديد من الغرف التي تحتوي أحياناً على أبواب سرية تؤدي إلى أماكن جديدة مختلفة، وهنا أقصد أنها بالفعل أماكن مختلفة من حيث التصميم وما الذي تخبأه لي، أكان الأمر جيداً أم سيئاً.. استمتعت حقاً به.

لا تتوقعوا الكثير من لحظات الفزع، لست أجد Prey لعبة رعب-خيال علمي كما تم الترويج له في السابق، لكن شخصية Morgan نفسها تعيش تجربة خاصة بها (الجدير بالذكر أنه يمكنك الإختيار بين شخصية ذكر أو أنثى، وكلاهما يحملان اسم Morgan) ستجد نفسك تتسائل في الكثير من الأحيان ما إذا كان هناك من يراقبك في الردهات الطويلة أو ما إذا كنت ستجد مخلوقاً بانتظارك أثناء دخولك إحدى تلك الأبواب السرية، لذا فهي تحافظ على عنصر التربص والمفاجئة أكثر من تلك اللحظات التي قد نجدها في ألعاب أخرى مثل Dead Space على سبيل المثال.

مركبة Talos I هي مكان شاسع بحق، فإلى جانب الأبواب السرية التي قد تصادفها من حين لآخر، هناك الكثير مما يمكنك القيام به، وأحياناً قد يكون غريباً وغير منطقي بالنسبة للعبة، فعلى سبيل المثال تستطيع تحويل نفسك إلى شيء تقريباً.. قد تكون مثل إحدى تلك القوى الخارقة التي نراها في أفلام DC و Marvel، لكنها تصبح غريبة حينما تتحول إلى ورق الحمام.. ربما هي طريقة استوديو Arkane لإضفاء جو من المرح للعبة، وهي لا تؤثر حقاً على اللعبة ككل.

تستطيع إيجاد الأدوات والأسلحة في أماكن مختلفة على المركبة، لكن بمقدورك أيضاً تحويل مخلوقات Typhon إلى خردة يمكنك استخدامها، وهنا ستحتاج لقنبلة يدوية تحمل اسم Recycler Charge، فهي قادرة على تحويل العدو في لحظات إلى كومة من الخردة التي تستطيع استغلالها في أشياء مختلفة ضمن مخزونك الخاص.

كغيرها من ألعاب RPG، هناك شجرة من المهارات التي تستطيع فتحها وتطويرها في Prey، وعوض أن أركز على بضع مهارات فقط، حاولت تجربة كل ما تقدمه اللعبة، فهناك العشرات منها والتي تؤدي مهمة مختلفة كل مرة، وهذا نفسه يجعل من أسلوب اللعب مختلفاً إن قررت إعادة اللعبة من الصفر، حيث بامكانك تطوير قدرات التسلل والتخفي، أو التركيز على أسلوب الهجوم والقضاء على كل شيء حي من حولك.. نعم حزرتم الأمر، أحب القيام بالأمر الثاني كل مرة، فهو يجعل من اللعبة نوعاً ما أكثر حيوية، بل وقد يساعدك على استكشاف أمور أخرى قد لا تصادفها إن اعتمدت أسلوب التسلل، لكن Arkane Studios تشجع اللاعبين على اعتماد أسلوبهم الخاص، و Prey ستقدم لك كل ما تحتاجه لذلك.

ذكرت في السابق أن اللعبة تركز أيضاً على التصويب والتسديد، لذا فاستعد لمواجهة مخلوقات مختلفة في تلك المركبة، بعضها سريع الحركة، البعض الآخر ضخم جداً، وأحياناً أخرى ستجد نفسك أمام مجموعات منها تهاجمك بشكل مفاجئ. للأسف، توقعت ذكاءًا اصطناعياً أعلى من الحالي، أشعر وكأن تلك المخلوقات لا تتمتع بالذكاء والقوة التي ذكرتها القصة في البداية.. هناك مخلوقات آلية طائرة قادرة على استشعار حركتك عند اقترابك منها، لكنها ضعيفة وتستطيع تدميرها من بعيد، كما أجد أن بعض تلك المخلوقات لا تتمتع بنفس القدرات، خصوصاً تلك الحركات السريعة التي تُمكنها من تجنب طلقاتك. الشيء الوحيد الذي وجدته مثيراً هو كون هذه المخلوقات قادرة على الظهور من أماكن قد لا تتوقعها.. قد تكون مختبئة داخل كوب من القهوة أو في مصباح في زاوية من الغرفة.

الأسلحة كثيرة هنا، كل واحد يخدم هدفاً محدداً، لكن سلاح Gloo قد يكون مثالياً لعدة أهداف، فهو قادر على تثبيث الأعداء لتستطيع تدميرهم، كما يمكنك استخدامه للتنقل للأماكن المرتفعة. هناك أسلحة يدوية أيضاً لكنها مفيدة في اللحظات التي تجد فيها العدو قريباً منك، لا تحدث ضرراً كبيراً لكنها كافية بحمايتك إن تمكنت من استخدامها بالشكل الصحيح. هناك أسلحة تقليدية نوعاً ما، مثل البندقية والمسدس، لكنك ستحتاج لصنع ذخيرتك بنفسك من خلال جمع الموارد المناسبة.. أما لمن يحب استعمال القنابل، فهناك مجموعة منها تعمل على احداث ضرر كبير إن تم رميها مباشرة تحت العدو.

ربما يكون الأمر متعلقاً بالقصة، لكن أسلوب اللعب هنا محدود نوعاً ما، فالأعداء حتى مع تواجدهم في أماكن لا تتوقعها، إلا أن الذكاء الإصطناعي كما ذكرت أعلاه ضعيف، ناهيك عن عدم تواجد أنواع أخرى من الأعداء.. ربما بشر تسيطر عليهم تلك المخلوقات بشكل ما؟ هذا كان ليتيح مزيداً من الخيارات في أسلوب القتال، وربما أيضاً يضيف بعض الخصائص إلى الموارد التي يمكنك جمعها عبر اللعبة.

الرسوم والأصوات

“Prey لوحة فنية بفضل الألوان المختلفة التي نجدها في كل مكان تقريباً”

بشكل عام، Prey تقدم رسوماً مقبولة، معظمها يُشعرك بالأسلوب الذي اعتمده الفريق مع سلسلة Dishonored، وهذا ينطبق أيضاً على المؤثرات البصرية التي نجدها على طول اللعبة خصوصاً أثناء القتال مع المخلوقات الفضائية. مستوى دقة الرسوم يختلف هنا وهناك، لكنه قد لا يكون ملحوظاً بالنسبة للكثير من اللاعبين، الأسلحة مصممة بعناية، البيئة المحيطة بك أيضاً تحمل نوعاً من الواقعية فيها، فأحياناً ستصادف أماكن تعتمد تصميماً عصرياً يناسب سنة 2032، وأحياناً أخرى ستجد أموراً تعود بك 60 سنة إلى الوراء في عهد رئاسة Kennedy الذي قدمته لنا قصة اللعبة.

لعل أكثر شيء أثار إعجابي هو تصميم المخلوقات وحركتها، شيء رأيناه سابقاً في Dishonored، لكنني شخصياً وجدته مناسباً أكثر في هذه اللعبة، ربما لأنها تعتمد على البيئة الفضائية والخيال العلمي المُظلم، أما بالنسبة لطريقة تصميم الشخصيات، فهو أقرب لما يكون لوحات فنية زيتية، ليست شيئاً سيئاً.. فالشخصيات نادراً ما تظهر حقاً.

حتى مع كونها لعبة خيال علمي مُظلم، إلا أن Prey لوحة فنية بفضل الألوان المختلفة التي نجدها في كل مكان تقريباً، ناهيك عن تنوع الأماكن التي تجد نفسك فيها، وهي لا تشعرك بوجود تشابه كبير بينها بفضل طريقة تصميمها وتوزيع العناصر داخلها، شيء نجح فريق Arkane في تنفيذه، وهو برأيي الشخصي ما يسبب مللاً كبيراً للاعبين في عناوين كثيرة أخرى.

الموسيقى كما هو متوقع تتمتع بنوع من الصخب، على الأقل ليس في البداية، لكن الموسيقى المصاحبة للحظات القتال تدفعك للتصرف بسرعة، شيء ذكرني بالجزء الأخير من DOOM، كل ما عليك هو الاستمرار والمضي قدماً والقضاء على كل شيء يعترض طريقك، لكن في باقي اللحظات، فلا توجد أي موسيقى، شيء قد يشعرك ببعض الملل. الأصوات جيدة، من الشخصيات التي تسمع حواراتها وصولاً إلى تلك المؤثرات الصوتية التي تحدثها أسلحتك عند استخدامها، أقصد ليس هناك شيء ثوري، لكنها حتماً في مستوى الألعاب الجيدة في مجالها.

هل تستحق الشراء، استئجارها أم انتظار تخفيض سعرها؟

أستطيع ترشيح Prey لمن استمتع بتجربة Deus Ex، Dishonored وربما Bioshock أيضاً، فهي تقدم كل ما يميز هذه الألعاب في قالب واحد وأكثر، كأي لعبة أخرى هناك لحظات ملل وتكرار، لكن ما يميز Prey هو تقديمها لبعض تلك الأجزاء المملة بشكل مختلف، فالقصة تستمر بدفع فضولك لمعرفة المزيد، تظهر حقائق صادمة من حين لآخر، ناهيك عن تلك اللحظات التي تباغتك فيها المخلوقات، فرغم ضعف ذكائها الإصطناعي، إلا أنها ستشكل تحدي في بعض المواقف.

إن كنت غير معجب بألعاب RPG، ستجد بعض الصعوبة في التأقلم مع اللعبة، هناك شجرة كبيرة من المهارات التي ستفيدك في مواقف كثيرة، كما توجد المئات من الموارد والأدوات التي يجب أن تختار ما يناسبك منها، لكن كلعبة خيال علمي في الفضاء، Prey في الحقيقة قد تكون بداية لسلسلة جديدة لاستوديو Arkane، ننصح بشرائها لمن يحب هذا النوع من الألعاب، إن كنت ترغب بتجربتها لكنك غير واثق بعد، ننصحك بالإنتظار إلى حين تخفيض سعرها.

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.