رياضة ألعاب الفيديو.. صناعة واعدة في الشرق الأوسط

الكثير يجد ألعاب الفيديو مُجرد وسيلة للترفيه بين الفينة والأخرى، وقد تكون أيضاً مضيعة للوقت كونها تجري في عالم خيالي.

رياضة ألعاب الفيديو في الشرق الأوسط صناعة تقدر ب 1 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع بشكل كبير لتصل إلى 5 مليارات دولار بحلول سنة 2022 وفق احصائيات أجرتها المؤسسة الإعلامية Twofour54 وشركائها.

هذا المصطلح قد لايكون شائعاً عربياً، لكن رياضة ألعاب الفيديو أو ما يعرف ب eSports، بدأت تتحول إلى ظاهرة مهمة في الشرق الأوسط، من بطولات دولية إلى مُنافسات محلية، تغطي قائمة طويلة من الألعاب لعل أهمها Street Fighter، Counter Strike و Call of Duty.

هذه الرياضة كغيرها تحمل مجموعة من الشروط، القوانين والمكافئات.. إضافة إلى جمهور كبير يتابعها، لكن للأسف، فهي لا تحصل على القدر الكافي من الإهتمام من الرعاة والتغطية الإعلامية كما نرى في البطولات الأجنبية، ناهيك عن بنية تحتية مُناسبة لها.

إلى حد الآن، رياضة ألعاب الفيديو تعتبر مشهداً غريباً غير متوازن في الشرق الأوسط، ومع غياب العناصر التي ذكرتها أعلاه، فمن الصعب دفعها إلى الأمام وتشجيع اللاعبين العرب على المشاركة فيها، لكن الأرقام والإمكانيات لا تزال تؤكد على الفرص الكبيرة التي يحملها هذا القطاع عربياً.

ESL هي أكبر بطولة في هذه الرياضة، وقد تم عقدها في دبي سنة 2015، لكن تمت دعوة لاعبين من أوروبا وأمريكا فقط للمنافسة على اللقب والفوز بجائزة مالية قدرها 250 ألف دولار، هذا لا يعني أن اللاعبين العرب قليلون أو غير جديرين بالمنافسة.. والدليل هو قيام مؤسسة AKFG الأردنية بعقد بطولة خاصة بلعبة Counter Strike وجائزة مالية وصلت إلى 15 ألف دولار، وهو مبلغ كافي لإدراك أن هذه الرياضة أصبحت جدية في العالم العربي.

أين يكمن الخطأ؟ إحدى المشاكل التي تعاني منها معظم الصناعات في العالم العربي هي عدم تشجيع ودعم الرائدين فيها، ونفس الأمر يحدث مع اللاعبين حيث لا يوجد أي استثمار صحيح في هذه الفئة إلى حد الآن، هناك مجموعة واسعة من مصادر الربح في هذه الصناعة، فالرعاة يمكن أن يحصلوا على عقود طويلة الأمد مع لاعبين مُخضرمين وموهوبين في ألعاب مختلفة أكانت قتالية، تصويب وتسديد، استراتيجيات أو حتى رياضية، يمكن التعاقد مع شبكات البث المباشر مثل Twitch و Youtube Gaming، متاجر الألعاب أيضاً كثيرة في الشرق الأوسط وستكون مهتمة حتماً بتوفير رعاية لهذه البطولات التي قد تعود بالربح على كل الأطراف.

البطولات العالمية تجمع الكثير من اللاعبين من مختلف الدول، لكن إن قمنا بتوحيد الشرق الأوسط وشمال افريقيا في بطولة واحدة، فهذا يعني دمج أزيد من 25 دولة في بطولة واحدة، وهي كافية لخلق اهتمام أوسع وأكبر بهذه الرياضة، ولعل أولى الخطوات التي يمكن العمل عليها للبدء بتحقيق الأمر هي وضع أسس لهذه الرياضة عربياً، موقع رسمي يحمل معه كافة التفاصيل التي تهم اللاعبين، الرعاة وحتى المتابعين الذين يرغبون بمشاهدة الأحداث.. ما يأخذنا إلى النقطة الأخرى وهي البنية التحتية.. لحسن الحظ، معظم بلدان العالم العربي تملك بالفعل قاعات وأماكن جاهزة للإستخدام، لكن من الضروري توفير كافة وسائل الراحة والمعدات التقنية لهذه الرياضة خصوصاً أنها تعتمد بشكل أساسي على الإتصال بالإنترنت، لذا أجد صعوبة في تخيل هذه الأحداث في بعض الدول العربية التي تعاني بالفعل من مشاكل اتصال وبطئ الشبكة عموماً.

هذه الرياضة من جهة أخرى، توفر فرصة للشباب العربي باستكشاف امكانيات أخرى لا مثيل لها، فهناك بالفعل لاعبون يعتمدون على هذه البطولات كدخل مادي رئيسي، عقود الرعاية قد تستمر لأشهر أو سنوات، متيحة لك الحصول على مزايا خاصة مع مختلف الشركات والمؤسسات، فلا يوجد شيء أفضل من القيام بشيء تحبه!

خلاصة القول، رياضة ألعاب الفيديو صناعة واعدة في الشرق الأوسط إن تم ضبطها، تشجيعها وتوفير أكبر قدر من البطولات في غضون السنوات القليلة القادمة، أما بالنسبة لطرق الربح فيها فهي كثيرة ولانهائية تقريباً، يكفي فقط الإستثمار في اللاعبين وقدراتهم، عقد دوريات مُصغرة في أحداث الترفيه مثل Comic Con وغيرها من الأحداث المتعلقة بالصناعة التي تجري على مدار السنة في مختلف دول الشرق الأوسط.

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.