مراجعة لعبة Battlefield 1

لا أتذكر شيئاً مما سبق مشاهدتي للعبة Battlefield 1 في عرضها الدعائي الأول، لكن أتذكر حتماً ردة فعلي والتي جمعت بين الإنبهار، الحماسة وسكب نصف كوبٍ من القهوة على مكتبي بسبب القفز والفرحة للخطوة الجريئة التي قامت بها DICE في سلسلتها الحربية من منظور الشخص الأول. تابعنا معاً على مدار الأسابيع الأخيرة مجموعة من العروض الدعائية المختلفة، أساليب اللعب ونسخة تجريبية مفتوحة أيضاً أتاحت لنا إلقاء نظرة على الحرب العالمية الأولى.. والتي لحسن الحظ ستستمتع بها كثيراً، فإليكم مراجعة لعبة Battlefield 1!


القصة

لعبة Battlefield 1 تجمع بين شخصيات متنوعة من بقاع مختلفة على الأرض، قاسمهم المشترك هو مشاركتهم في الحرب التي ستنهي كل الحروب (من الواضح أنها لم تفعل). هذه الشخصيات تعيش ظروفاً مختلفة عن بعضها البعض، وهذا يؤثر على تجربة اللعب التي ستحصل عليها مع كل واحدة منها، وستتمكن أيضاً من التعرف على أهدافهم ودوافعهم من المشاركة في هذه الحرب الدموية العالمية. طور القصة لم يكن يوماً النقطة الأساسية في هذه السلسلة، لكن Battlefield 1 جلبت معها تغييرات إيجابية كثيرة من بينها توفير أحداث قصصية رائعة تشعرك وكأنك تشاهد فيلماً من إنتاج Steven Spielberg، هذا لايتعلق فقط بالحرب والمعارك، بل بتعاطفنا مع هذه الشخصيات أيضاً، ورغبتنا في البقاء أحياء ستدفعنا لمزيد من التفاصيل الجميلة المؤثرة التي أجدها مميزة ومختلفة كثيراً عن الأجزاء السابقة ذات القصة الركيكة المتكررة.

القصة، ولو أنها قصيرة نوعاً ما، تحتوي على خمسة أجزاء وخمس شخصيات تستطيع التحكم بها، هذه الأجزاء أو “قصص الحرب” كما تحب DICE أن تسميها، هي ببساطة مهمات رئيسية طويلة نسبياً تأخذك إلى مناطق مختلفة من العالم مثل فرنسا، إيطاليا وصحراء سينا، كلها بقاع تتمتع بخصائص وجيوش ومهمات متنوعة تجمع بين إطلاق النار، التسلل وجمع المعلومات وتدمير المركبات وغير ذلك، لذا فهناك حتماً شيء يستحق التجربة في طور القصة على عكس الإصدارات السابقة.

تلميح: بإمكانك مشاهدة مراجعتنا بالفيديو للعبة من خلال الضغط هنــــا.

أسلوب اللعب

قمنا منذ شهرٍ تقريباً بتجربة لعبة Battlefield 1 في نسختها التجريبية المفتوحة على بلايستيشن 4، مع أنها كانت مقتصرة على الطور الجماعي، إلا أن الأخير تغير قليلاً على بضعة مستويات منذ ذلك الحين. إحدى الأمور التي اشتكى منها اللاعبون في السابق هو قلة الجوائز والنقاط في طور Conquest، لذا فقد أصبح بإمكانك حصد المزيد من النقاط أثناء ضم مناطق وأهداف جديدة وكل عملية قتل تحققها أو تساهم فيها ستتضاعف من النتيجة النهائية لكل معركة. إحدى المركبات التي استمتع بقيادتها هي الدبابة الخفيفة أو Light Tank، فهي آلة مُدمرة في هيكل صغير خفيف، ويسهل التحكم بها مقارنة مع بعض الدبابات الضخمة الأخرى، لكن DICE قررت تخفيض قدراتها قليلاً من أجل تحقيق توازن أفضل بينها وبين باقي المركبات الأرضية خصوصاً أن الكثير من اللاعبين يفضلونها لسرعتها وقدرتها على تحمل ضربات كثيفة، ومن جهة أخرى فقد تم تحسين بعض الأدوات المتعلقة بالفئة الحربية “Support” والتي من شأنها تسهيل عملية تدمير الدبابات والشاحنات العسكرية.

bf1-screenshot-4

إن كنت ترغب بخوض معارك أضخم تدوم لساعة كاملة، فعليك بطور Operations الجديد، والذي قد يبدوا نوعاً ما مُشابهاً لـ Rush، لكن وجدت أنه حقاً يقدم تجربة طور القصة بشكل مختلف، حيث سيكون عليك إما الدفاع أو الهجوم وذلك على مدار عدة خرائط تنتقل الحرب مابينها، مايعني أنك ستحصل على فرصة ركوب الخيول، الدبابات الضخمة، المنطاد والسفن الحربية أيضاً والكثير من العوامل التي تجعلك حقاً تعيش لمحة جنونية مثيرة من الحرب العالمية الأولى.

بعد إصدارها على أجهزة إكس بوكس والحاسب الشخصي، اشتكى البعض من كون خوادم اللعبة ثقيلة والإتصال بالشبكة قد يستغرق أحياناً أكثر من اللازم.. والأمر صحيح من حين لآخر، حيث أن تجربتي الأولى مع Operations على الحاسب الشخصي باءت بالفشل مرات عدة، اعتقدت لوهلة أن لا أحد يلعب هذا الطور.. لكن أظن أن الأمر متعلق أيضاً بالإعداد الضخمة التي تستقبلها الآن خوادم DICE، ومن الأفضل العمل على حل للمشكلة فهذا يؤثر قليلاً على تجربة اللعب الجماعي خصوصاً إن قررت شراء اللعبة في أقرب وقت قبل صدور أي تحديثاتِ استقرارٍ.

bf1-screenshot-2

طور اللعب الجماعي في لعبة Battlefield 1 يرحب بالجميع، أكانوا لاعبين جُدد أو مُخضرمين، حيث أنها بشكل ما تعتبر مختلفة جداً عن باقي الأجزاء السابقة، لكنها لاتزال لعبة تصويب من منظور الشخص الأول.. مع بعض التغييرات التي تجعل منها تجربة مثيرة تتميز بقدرتها على إقناعك أنك تعيش حقاً ظروف الحرب العالمية الأولى، لذا فهناك عدة نصائح لللاعبين الجُدد أهمها ضرورة إختيار فئة الجنود المناسبة لك، حيث أن اللعبة تقدم فئات كل واحدة منها توفر مجموعة ضخمة من الأسلحة والمعدات والقدرات، ومن الضروري جداً وضع خطة قبل الهجوم، التأكد أن لا أحد من حولك قبل تغيير الذخيرة في سلاحك وإلا ستُفاجئ بطلقة قناص أو جندي ورائك.

عودة إلى طور القصة، فإن Battlefield 1 تبدأ بمشهد سينمائي مدمج مع لحظات من اللعب والتي “من غير المتوقع أن تبقى حياً بعدها” من خلال اللعب ببعض الجنود في خضم معركة طاحنة، لاحقاً باستطاعتك تحديد أي من الأجزاء ترغب أن تبدأ بها، فإن اخترت Through Mud and Blood، سيتم تعريفك على الجندي الشاب Daniel Edwards والذي سيكون إحدى الشخصيات الرئيسية الأولى التي ستلعب بها بدور سائق Black Bess، وهي دبابة ثقيلة من فئة Mark V، حيث ستبدأ الأحداث الدموية بسرعة عند الدخول إلى إحدى مناطق العدو في Cambrai الواقعة بفرنسا، ويجب عليك تدمير المدافع وقتل العشرات من الأعداء للسيطرة على المنطقة، لكن لاتقلق فهناك أيضاً حلفائك الذين سيعملون على تخفيف الهجمات من جهات مختلفة. تستمر القصة مع Daniel وأعضاء فريقه للسيطرة على مزيد من المناطق وحمايتها، لكن الأمر لن يكون سهلاً في وجود العشرات من الجنود وقنابل مضادة للدبابات، حيث سيكون من الضروري القيام ببعض المجهودات لحماية Black Bess.

bf1-screenshot-1

قد تجد بعض الصعوبة في التحكم بالدبابة عند مهاجمتك من عدة جهات، والذكاء الإصطناعي الخاص بالأعداء جيد إلى حد ما، فهم قادرون على سماعك أو ملاحظتك من بعيد مايجعلهم ينذرون الآخرين أو قد يتحرون عن الأمر بأنفسهم، لذا فأعتقد أنه من الأفضل اعتماد أسلوب التسلل والقضاء عليهم بهدوء واحداً تلو الآخر!

القصة تستمر إلى عدة مناطق حول العالم، بما في ذلك جبال الألب المغطاة بالثلوج والتي تحمل معها أسلوباً مختلفاً قليلاً في اللعب، فالظروف المناخية قد لاتكون متساهلة معك أو مع العدو نفسه، لذا حاول استغلالها قدر الإمكان، أما بالنسبة للشخصيات الجديدة.. فسيكون بمقدورك التعرف على قصصهم أيضاً والتي تختلف عن بعضها البعض لكن ستلاحظ وجود بعض القواسم المشتركة بينهم، مايجعل طور القصة تجربة رائعة حقاً لها وزنها في سلسلة Battlefield.

رسوم وأصوات اللعبة

لم تفشل DICE يوماً في تقديم لعبة سيئة الرسوم، وبفضل محرك Frostbite، فقد حصلنا من جديد على واحدة من أجمل ألعاب الفيديو لهذه السنة، ربما أقل قليلاً من Star Wars Battlefront، لكنها حتما تجربة جميلة خلابة مليئة بالمباني المُحطمة، الطرقات الوعرة المليئة بالوحل والحفر نتيجة القنابل والألغام، نيران مشتعلة وسط حقول خضراء شاسعة وصولاً إلى صحاري نشعر بحرها الشديد وعواصفها الرملية الكثيفة. الأسلحة تحمل معها الكثير من التفاصيل الدقيقة، حيث يمكنك أن تلاحظ بعض الشعارات عليها والكتابات الصغيرة أيضاً، أما البيئة من حولك فكلها تقريباً قابلة للتدمير.. والنتيجة دوماً ماتكون جميلة بفضل تلك الأصوات المُصاحبة لها، أصوات قامت DICE بتسجيلها من أسلحة حقيقية من زمن الحرب العالمية الأولى، صراخ الجنود المُصابين والقنابل اليدوية المتفجرة من كل جهة وحتى الظروف المُناخية المُصاحبة لكل خريطة على حدة، من أصوات الأمطار على ماسورة المسدسات والبنادق وصوت تنفس الشخصيات عند وضعها لأقنعة الغازات، كل شيء واقعي إلى درجة مخيفة، وهذا رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

bf1-screenshot-3

أصوات الشخصيات الرئيسية أيضاً جميلة، لعلك ستقدر حقاً مدى الجهد المبذول عند مشاهدتك للمقاطع السينمائية التي تدمج بين موهبة التمثيل الفطرية وماقدمته DICE من النواحي التقنية والموسيقى الرائعة المليئة بالألحان الأصلية التي ترقى لمستوى أفلام هوليوود الخالدة.


مدة اللعب وقيمة الإعادة

طور القصة يحمل معه مجموعة من المهمات، والتي يمكنك تنفيذها كيفما تريد دون أية حدود، تستطيع التسلل والقضاء على الجنود دون أن تتم ملاحظتك، أو يمكنك إشهار سلاحك الرشاش ومحاولة إرداء الجميع أرضاً.. هناك خيارات أخرى وعدة طرقٍ يمكنك سلوكها في كل خريطة، وهذا نوعاً ما يقدم قيمة إعادة جيدة لطور القصة، لكنك لن تحصل على نهايات مختلفة حتماً، فهذا ليس ماتتميز به سلسلة Battlefield، لكن طور اللعب الجماعي قادر على إلهائك لساعاتٍ طوال، مع وجود عدة أوضاع لعبٍ تقدم تجارب وأهداف مختلفة.


فيديو مُراجعتنا للعبة:

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.

اترك تعليقاً