كيف أصبحت الهواتف المتوسطة أفضل من الهواتف الرائدة

أصدرت عدة شركات تصنيع هواتف أندرويد هواتفها الرائدة خلال النصف الأول من العام الجاري، وتعول هذه الشركات على هواتفها الرائدة من أجل تحقيق أرباح في المستوى تستمر لغاية العام المقبل، لكن تقلص الفجوة بين الهواتف الرائدة ذات السعر المرتفع والهواتف المتوسطة ذات السعر الأرخص تجعلنا نتساءل عما إذا كنا فعلًا في حاجة إلى هاتف رائد بسعر باهض؟


الرائد والمتوسط


LG G5 Modules

تنوع تركيز شركات التصنيع على نقاط قوة هواتفها، فها هي LG تركز على تقديم هاتف يدعم الملحقات، أما مواطنتها سامسونج، فتستمر في تطوير ميزة الشاشة المنحنية في هواتفها، وإن كانت الميزات البرمجية الخاصة بهذه الأخيرة تعمل بشكل طبيعي أيضًا على الشاشات العادية…ومع مرور الوقت، وصدور هواتف جديدة، يتضح أن الفرق بين الهواتف الذكية الرائدة والهواتف “المتوسطة” يقتصر على السعر وبعض الميّزات الجديدة التي يتم تسويقها بشكل ذكي، حتى وإن كان المستخدم لا يستخدمها سوى في الأيام القليلة الأولى التي تعقب اقتناءه للهاتف.

وفي الحقيقة، فإن هاتفًا متوسطًا بمعالج متوسط، معالج رسوميات جيد وذاكرة عشوائية بسعة 2 أو 3 جيجابايت سيكون قادرًا على إنجاز المهام اليومية بنفس الطريقة التي تنجزها الهواتف الرائدة. لتوضيح هذه النقطة أكثر، فإن شريحة كبيرة من المستخدمين يقضون يومهم في إرسال رسائل، تصفح الشبكات الاجتماعية، مشاهدة فيديوهات قصيرة، لعب ألعاب عادية، وإجراء مكالمات هاتفية، وهي مهام يمكن إنجازها عبر هاتف لا يتجاوز سعره 200 دولار، وهي لا تحتاج لاقتناء هاتف بأكثر من 500 دولار لإنجازها.


أفضل صورة


Galaxy S7 vs OnePlus 3 Camera

يستعين المصورون المحترفون الذين يجنون قوت يومهم من التصوير في الحفلات وما إلى ذلك بكاميرات احترافية قوية، ومع تطور كاميرات الهواتف الذكية، أصبح من الجميل امتلاك هاتف ذكي بكاميرا ممتازة، لكن حتى الآن، مازال الاختلاف بين الصور التي يتم التقاطها بهاتف رائد وهاتف متوسط غير كبير للغاية، خصوصًا وأن معظم المستخدمين الذين يلتقطون صورًا عبر هواتفهم الذكية يستخدمونها غالبًا لتصوير رحلاتهم، مناظر طبيعية، وصور مع الأصدقاء والعائلة، وهي حالات تكون فيها الجودة الاحترافية غير مهمة للغاية. لاشك أن امتلاك هاتف ذكي بكاميرا ممتازة شيء رائع، لكن هاتفًا ذكيًّا بكاميرا 12 ميغابكسل وتطبيق كاميرا في المستوى مع ميزة التثبيت البصري يكفي عادة لالتقاط صور في المستوى.


شاشة عالية الدقة


Galaxy S7 Edge Display

أصبحت شاشات QHD في الهواتف الذكية معيارًا جديدًا للهواتف الرائدة، وإن كان المستخدم لا يستفيد من هذه الدقة بشكل كبير، فحتى يلاحظ المستخدم الفرق بين شاشة Full HD وQHD، سيكون عليه تقريب الهاتف إلى وجهه بشكل كبير، وفي معظم الأحيان لا يكون الهاتف بذلك القرب من وجه المستخدم، كما أن المحتوى بدقة QHD ليس متوفرًا كثيرًا، صحيح أن خدمات مثل اليوتيوب تدعم هذه الجودة، إلا أن عددًا قليلًا من صناع المحتوى على اليوتيوب يستغلونها، لذا فحاليًّا، الحصول على هاتف بشاشة Full HD بألوان متوازنة ومستويات سطوع عالية كاف للغاية.


خلاصة


تؤثر عدة عوامل أخرى على قرارات اقتناء المستخدمين لهواتف رائدة بسعر مرتفع، من بينها الثقافة الاستهلاكية التي تغلب على المجتمعات العربية بصفة خاصة، وما يرافقها من عادات يمكن تلخيصها في التنافس حول المظاهر وحب التملك، مع المساهمة الفعالة للحملات التسويقية الضخمة التي تستعرض ميّزات لا يحتاجها المستخدم في معظم الأحيان، لكن على الجانب التقني، لا يوجد اختلاف كبير بين هاتف رائد وهاتف متوسط، كان هذا الفرق يتجلى قبل فترة في التصميم على وجه الخصوص، إلا أننا الآن أمام هواتف متوسطة بسعر رخيص تتميز بتصاميم معدنية وزجاجية، ومع الحرية التي يقدمها نظام الأندرويد، يمكن الحصول على تجربة استخدام مناسبة للمستخدم بتعديلات بسيطة.

ياسين الشريك
أقضي معظم وقتي يوميًّا في متابعة جديد التّقنية عبر مقالات وفيديوهات متنوعة، غير متعصب لأي شركة، أحب استخدام وتجربة التطبيقات والألعاب على الأندرويد ومعجب بحريّة وميّزات هذا الأخير.

اترك تعليقاً