نظرة على Overwatch: هل يجب عليك شرائها؟

تعج صفحات الويب هذه الأيام بلعبة Overwatch، عنوان التصويب والتسديد بأسلوب “الأبطال” الذي أعلنت عنه Blizzard منذ أسبوعين تقريبا. بعد أن ضقت ذرعاً بكل هذه التغطية الإعلامية الكبيرة، والمُحادثات الطويلة عنها في شبكات التواصل الإجتماعي، وصولا إلى الحديث عن ضرورة إنتاج فيلم سينمائي عن اللعبة.. قررت أن أجري بحثاً عما يجعل هذه اللعبة رائعة في نظر الكثيرين، وهل يجب عليك أيضا شرائها!

لم أحصل على فرصة تجربة اللعبة على جهازي بلاي ستايشن 4، لكن قمت بتجربة جزء منها على جهاز الحاسوب، ويبقى رأيي منحصراً على هذه التجربة إضافة إلى المعلومات المتوفرة حولها. 


عن اللعبة

– اسم اللعبة: Overwatch
– النوع: تسديد وتصويب
– المطور: Blizzard Entertainment
– الناشر: Blizzard Entertainment
– تاريخ الإصدار: 2016-05-24
– إمكانية اللعب بشكل جماعي
– الأجهزة: بلاي ستايشن 4، إكس بوكس ون، الحاسب الشخصي


القصة

تجري أحداث أوفرواتش في المستقبل القريب، وتحديداً بعد أزمة كونية وضعت البشرية تحت تهديد الذكاء الصناعي الذي يحمل إسم Omnic. هذا الأخير بدأ بالتحكم في كل الرجال الآليين حول العالم للبدء بالقضاء على كل مخلوق حي، لكن لحسن الحظ تأتي مجموعة خاصة من القوات، يحملون إسم Overwatch، التي كان هدفها هو إبقاء السِلم على الأرض، لكن فشلت في ذلك.. مادفع الجميع يفقد الأمل فيهم.. وبعد حادث مؤسف أدى إلى موت قائد فريق أوفرواتش، تعود المجموعة لبدء تحرياتها في الأمر ومعرفة أسباب الحادث، ليؤدي بها الأمر إلى مواجهة Omnic من جديد ومحاولة القضاء عليه وإنهاء سيطرته على العالم.

shot3

قصة اللعبة نوعاً ما مختلفة، بل ومُمتعة لمن يريد شيئا يتحمس للعب من أجله، فسيكون دورك غير منحصرٍ على إنقاذ العالم فقط، بل أيضا إسترجاع ثقة سكان الكوكب بقدرات فريق أوفرواتش، ومعرفة خبايا حادث الهجوم على مقر الفريق ومقتل قائده. لم أعر القصة إهتماماً كبيراً في البداية.. حيث كان لدي شعور أنها ستكون مُجرد نسخ لقصص أخرى من ألعاب مثل باتلبورن.. لكنها حتما فاجئتني ببعض التفاصيل المؤثرة والتي دفعتني لمعرفة الأحداث التي أحيانا لاتكون مُتوقعة.

أسلوب اللعب

أوفرواتش تعتمد كلياً على نظام اللعب الجماعي، مايعني أنها قائمة على مباريات ومعارك تخوضها مع فريقك ضد فريق آخر. كل فريق يحتوي ستة شخصيات، والرائع جداً أن كل شخصية تقدم مجموعة من الخصائص والقوى، مايعني تجربة مختلفة تبدأ بعد إختيارك لكل شخصية على حدة. طبعاً هذه الشخصيات، أو الأبطال، ينقسمون إلى أدوار مختلفة.. فهناك من يمتلك قدرات هجومية عالية، وأخرى تقدم وسائل دفاعية متينة، في حين أن البقية تعمل على مساعدة باقي الأبطال.

shot2

تجربتي لنمط اللعب الجماعي هذا، كانت حماسية بقدر أول تجربة لي مع طور اللعب الجماعي في ألعاب قوية مثل باتلفيلد 3.. كل شيء مُصمم بدقة وعناية، سهولة في التنقل على الخرائط، تغيير الشخصيات، الإعتياد على أزرار التحكم، رغم أنني لست مُعجباً كثيرا بتجربة الحاسب الشخصي (إعتدت كثيراً على الأجهزة المنزلية). شعرت في معظم الأحيان بذلك التشابه الكبير بينها وبين باتلبورن.. لكن في نفس الوقت، فقد استطاعت Overwatch تقديم ذلك الشعور المُختلف من خلال التوازن بين الشخصيات وأهداف كل مهمة.. لكن، هنا تقريباً تنتهي تلك الأمور المثالية بخصوص أسلوب اللعب الجماعي، فإن كنت تلعب بشكل فردي (أي أن فريقك مكون من أشخاص غرباء لاتعرفهم) فقد ينتج عن الأمر إختيار الجميع لشخصية واحدة.. ناهيك عن عدم وجود خطة استراتيجية وتنسيق بين أعضاء الفريق.. أمر يجعلني أكره التجربة عموماً.. لكن هكذا هي حال معظم الألعاب الرائعة.

من جهة أخرى، الشخصيات أيضا قد يكون لديها تفوق واضحٌ على أخرى، على سبيل المثال; Bastion، الذي يملك قدرات قوية أكثر من اللازم.. قادرة على القضاء على الجميع في غضون ثواني. أتذكر أن هذا حدث كثيراً مع ألعاب أخرى مثل كول أوف ديوتي، بل وحتى أسطورة التصويب والتسديد على الحاسب الشخصي كونتر سترايك، ماجعل الكثيرين من اللاعبين مُستائين ويشعرون بعدم وجود فرصٍ متساوية.

shot4

لاأستطيع الحديث عن مدى الجهد الذي بذلته Blizzard في Overwatch، يكفي القول أن هذا الجهد سيضمن لك ساعات طويلة من اللعب دول كلل أو ملل، حيث أن كل شخصية تملك مايزيد عن 50 عنصراً يجب عليك فتحه وذلك من خلال التقدم في المستويات، ناهيك أيضا عن الصفقة الرائعة التي تحصل عليها بعد شرائك للعبة، حيث أن كل المحتويات والتحديثات القادمة سواء من شخصيات جديدة أو خرائط، ستحصل عليها بالمجان!

جرافيك اللعبة

لايوجد الكثير لقوله عن جرافيك اللعبة.. بل وأعتقد أن جودة التصميم أعلى بكثير على الحاسب الشخصي، حيث أن كل شيء يظهر بوضوح ويقدم نتائج مُرضية عند إطلاق النار عليه، حيث توجد عناصر كثيرة قابلة للتدمير. البيئات والخرائط أيضا متنوعة، مايقدم لك فرصة لإستكشاف الكثير من الأماكن في كل وضع لعبٍ. تصميم الأسلحة أيضا يحمل نوعاً من الإبداع والإبتكار.. حيث أن كل شخصية تملك سلاحاً معينا يقدم نتائج مختلفة.. فالبعض يعتمد على إطلاق قنابل متفجرة، في حين أن الآخر يعمل كرشاش يحطم كل شيء من حولك.

shot1

الجرافيك عموما جميل جداً، وبمستوى لعبة باتلبورن نظراً للتشابه الكبير بينهما، حيث أن الشاشة مليئة بالألوان، هذا إضافة إلى لوحة التحكم وواجهة المُستخدم التي تم تصميمها بعناية ليسهل على أي لاعب جديد تصفحها واستعمالها.

أصوات اللعبة

أستطيع القول أنني استمتعت بها إلى حد ما.. في مثيل هذه الألعاب، والتي تعتمد كثيراً على نمط اللعب الجماعي.. يبقى تركيزك منصباً على التواصل مع فريقك والإنتباه لأعدائك.. لذا فأصوات الشخصيات تبقى أمراً ثانويا، لكنها حتماً أدت دوراً كبيراً في إبقائي مُتحمسا، نظراً لذكاء الحوارات التي تعمل أيضا على إطلاعك على أجواء القصة والأحداث.

shot

بالنسبة للموسيقى والمؤثرات الصوتية.. فيا لها من تجربة! كل شيء ينفجر من حولك، أصوات الأسلحة من بعيد تجعلك تُدرك الخطر المُحدق بك.. وإطلاقك للنار على أعدائك يُشعرك حقاً بشيء ما على عكس معظم ألعاب التصويب.. فكل شيء ذكي ومتوازن في Overwatch. الموسيقى المُصاحبة للمعارك أيضا تقدم نوعاً من المؤثرات الهوليوودية التي أصبحنا نراها في ألعاب كثيرة من هذا النوع، وهل جيدة أيضاً إن كنت تعتمد على سماعات أذن.


خلاصة القول

هل تستحق Overwatch إنفاق 50 إلى 60 دولارٍ عليها؟ حسناً.. الإجابة على هذا السؤال قد تكون بديهية.. ومن خلال تجربتي البسيطة والقصيرة لهذه اللعبة، أعتقد بالفعل أنني سأشتريها، فإن كنت مُحباً لألعاب التصويب والتسديد وترغب بشيء جديد يقدم لك قيمة حقيقية وربما أكبر مما دفعته (محتويات وتحديثات مجانية) فهذا العنوان سينال إعجابك دون أدنى شك.

معاذ محسين
ألعاب الفيديو، وقهوة ساخنة.

اترك تعليقاً