أخلاقيات الإعلام الرقمي .. 10 قواعد يجب عليك الالتزام بها

أخلاقيات الإعلام الرقمي

مع النمو الكبير في استخدام التطبيقات الاجتماعية حول العالم، تزداد الحاجة إلى أخلاقيات الإعلام الرقمي والتصرف بمسؤولية أثناء الظهور على شبكة الإنترنت سواءً كنت تعمل لحسابك الشخصي كمؤثر أو حتى إذا كنت تمثل إحدى العلامات التجارية.

في الوقت الحالي، أصبح من السهل جداً اكتشاف المشاركات غير المرغوب فيها والتعليقات المسيئة والمحتوى المزعج وهذا قد يسبب موجة من الانتقاد تجعل الكثير من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يضطرون لإلغاء تنشيط حساباتهم بسبب الإحباط.

لذلك من المهم أن تضع لنفسك بعض القواعد الأساسية التي تعمل على تحسين بيئة العمل، وأبرزها الالتزام بآداب التواصل الاجتماعي والتصرف بمسؤولية كبيرة.

في هذا الموضوع نقترح عليكم 10 قواعد يجب الالتزام بها ضمن أخلاقيات الإعلام الرقمي سواءً كنت من المؤثرين أو من أصحاب الأنشطة التجارية أو من ينوب عنهم.

أخلاقيات الإعلام الرقمي .. 10 قواعد عليك الالتزام بها


قاعدة 1: لا تزرع الكراهية

في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي هي موطن لأطنان من مقاطع الفيديو اللطيفة والميمات المضحكة إلا أنها مليئة بالكراهية والغضب.

لذلك يجب أن تفهم أن الكثير من الكارهين والحاقدين سوف يظهرون لإزعاجك، وكل ما عليك فعله هو تجنبهم وعدم الانجرار ورائهم.

حافظ دائماً على أسلوب لبق بلغة خالية من أي شتائم أو إهانات للآخرين. وركز على عملك والمحتوى التي تريد تقديمه للجمهور بعيداً عن خطاب الكراهية.

للمؤثرين: حافظ على لغة إيجابية خالية من الشتائم والإهانات

يجب أن يكون هدف تواجدك الاجتماعي هو بدء مناقشات مثمرة وتعزيز التواصل مع جمهورك. الشبكات الاجتماعية ليست المكان المناسب للتنفيس عن غضبك تجاه موقف أو شخص ما. لا تزيد من سمية هذه الشبكات عن طريق التصيد ونشر السلبية.

لحسابات الأعمال: العب بلطف مع منافسيك

الإساءة إلى محتوى منافسك أو تشويهه ليس من قواعد اللعبة العادلة. إذا قام مستخدم بإهانة علامتك التجارية أو نشر دعاية سلبية حول عملك، فخذ وقتاً للتفكير في خطواتك القادمة وكيفية الاستجابة لمثل هذه المواقف بشكل احترافي ولا ترد بنفس الطريقة.

قاعدة 2: احترام آراء الآخرين

لا تتوقع أن يتفق كل الناس على ما تقدمه. يزيد عدد مستخدمي الإنترنت اليوم عن 4.5 مليار مستخدم من مختلف الثقافات والبيئات والمستوى التعليمي. تقبل حقيقة أن الكثير من الناس ليس لديهم نفس رأيك. مهما كنت تعتقد أن حججك منطقية ومعقولة، فلن تكون قادراً على إقناع الجميع.

لذلك ضع دائماً في اعتبارك قبل نشر أي مشاركة أو تعليق أن هناك الكثير من الناس لديهم رأي مخالف لك ويجب أن تحترم ذلك.

للمؤثرين: العالم ليس عائلتك وأصدقائك

إذا كان المحيط الخاص بك مثل أصدقائك وعائلتك يتفقون معك على الآراء التي تنشرها، فلا تتوقع أن العالم كله كذلك.

إذا وجدت نفسك في حوار ساخن مع مستخدم آخر، فتذكر دائمًا أن تتصرف باحترام وأن ما تقوله مبني على معلومات وحقائق. تجنب مهاجمة الأشخاص شخصياً ولا تلجأ أبدأ لشخصنة الأمور أو الإهانة أو التهديد لأن هذا قد يدخلك في عواقب قانونية.

لحسابات الأعمال: ركز على عملك

لا تحاول أبدًا الانغماس في أمور ليست جزءًا من عملك. بصفتك رائد أعمال أو مسؤولاً عن وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن تعرف كيفية البقاء بعيداً عن الأشياء غير المرتبطة بنشاطك التجاري. تحلى بالوعي والحساسية تجاه الموضوعات الثقافية والاجتماعية لحماية سمعة علاماتك التجارية والحفاظ على ثقة عملائك.

قاعدة 3: جمهورك هو الأولوية وليس الأرقام

السبب الأول الذي يجعل الكثير من المؤثرين يتعرضون للمشاكل أثناء استخدامهم للإعلام الرقمي هو فشلهم في جعل جمهورهم الحالي أولوية لهم. ومن أبرز أخلاقيات الإعلام الرقمي أن تفعل كل ما بوسعك للحفاظ على جمهورك الحالي بدلاً من تركيزك على زيادة شعبيتك فقط.

من خلال التفكير دوماً في جمهورك وتقديم المحتوى الذي أحبوك لأجله ستتمكن دائماً من تحديد ما يستحق المشاركة أو النشر وما لا يستحق ذلك.

للمؤثرين: ركز على الروابط مع جمهورك

لا تندفع نحو المزيد من الشعبية وركز على جمهورك الحالي وتوطيد العلاقة معه. وجود ألف متابع يقدر ما تفعله، وتربطكم بهم علاقة قوية، أفضل من وجود مليون متابع بدأ الكثير منهم لا يكترث بما تقدمه ودون وجود طريقة فعالة تحافظ على الترابط معهم.

لحسابات الأعمال: افهم جمهورك

من المفيد أن تكون حساساً لجمهورك عند إدارة علامتك التجارية وظهورها على الشبكات الاجتماعية. فهم الجمهور بشكل عميق يساعدك على تقديم محتوى أكثر أصالة وذا قيمة أكبر.

قاعدة 4: احترم الخصوصية

اجعل البيئة الاجتماعية الخاصة بك هادئة وممتعة دون التعدي على خصوصية الآخرين. لذلك حينما يتعلق الأمر بالإشارة إلى الآخرين في المنشورات أو الصور، يجب عليك أن تأخذ الخصوصية في عين الاعتبار.

للمؤثرين: اطلب الأذن

يعد طلب الإذن قبل الإشارة إلى شخص ما، ممارسة إيجابية تحترم الخصوصية. أحياناً قد تكون الصورة غير مرغوب فيها لدى الشخص المعني أو تضر بصورته المهنية والاحترافية.

لحسابات الأعمال: شارك المحتوى الاحترافي

نادرًا ما تكون هنالك مشكلة مرتبطة بالخصوصية في أعمال العلامات التجارية الاجتماعية كونها تركز دائماً على المحتوى الاحترافي المرتبط بمجال العمل. لكن مع ذلك، لو وجدت أن أي مشاركة ومنشور، قد تزعج خصوصية شخص ما فتجنب ذلك مباشرة.

قاعدة 5: لا تنشر بكثرة – أخلاقيات الإعلام الرقمي

الالتزام بمنشورات محددة هي واحدة من أخلاقيات الإعلام الرقمي التي يغفل عنها الكثير من المؤثرين اليوم. الإفراط في المشاركة سيزعج الكثير من جمهورك الذي سيصنف هذا السلوك على أنه عمل غير جدير بالاحترام.

للمؤثرين: لا تنشر كل شيء

لا يجب نشر ومشاركة كل شيء على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً فيما يتعلق بحياتك الشخصية وأنشطتك اليومية. ولا تنسى أن متابعيك لديهم حسابات وأنشطة أخرى يرغبون برؤيتها والتفاعل معها، والشعور بأنك تنشر أكثر من اللازم قد يجعلهم يغيرون نظرتهم تجاهك.

لحسابات الأعمال: تجنب الفوضى

تحتاج العلامات التجارية للحفاظ على حساباتها الاجتماعية فعالة ونشطة، لكن هذا يأتي من خلال الاحتفاظ بتقويم للمحتوى وليس من خلال النشر المكثف. تقويم المحتوى يعتبر أداة مفيدة لتجنب الفوضى وتحديد الأوقات الملائمة للنشر على الشبكات الاجتماعية وتساعدك على تجنب الإفراط في المشاركة.

قاعدة 6: قدم صورة إيجابية

إذا قام شخص غريب بزيارة ملف الشخصي على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، فما هو الانطباع الأول الذي سيأخذه عنك؟ من المهم جداً التحقق من كيفية ظهور ملفك الشخصي للآخرين من خلال المعلومات والمشاركات الموجودة في الحساب.

حاول أن تقدم نفسك بطريقة إيجابية، وأن تقدم نموذجاً يحتذى به للآخرين. بدءً من اختيار صورة شخصية ملائمة وكتابة نبذة تعريفية لائقة وغير مبتذلة ومشاركة المحتوى الجيد.

للمؤثرين: كن حذراً

الكثير من الشركات والعلامات التجارية القوية التي ترغب بالتعاون مع مؤثرين وحسابات شخصية، تقوم بمراجعة الملفات الشخصية لهؤلاء الأشخاص وبعض المشاركات المنشورة. حتى للأشخاص العاديين فإن مسؤولي التوظيف يقومون بالتحقق من حساباتهم الاجتماعية. لذا كن حذراً لما تنشره ومع من تشاركه.

لحسابات الأعمال: ضع سياسة واضحة لتمثيل علاماتك التجارية

لمنع موظفيك من تعريض سمعة علامتك التجارية للخطر، يجب الحفاظ على سياسة محددة وواضحة فيما يتعلق بتمثيل مؤسستك في وسائل التواصل الاجتماعي. يجب ألا تعكس آراء موظفيك رأي العلامة التجارية الخاصة بك. ويجب أن تمنع نشر أي منشورات بالنيابة عن علامتك التجارية.

قاعدة 7: احترم حقوق الآخرين – أخلاقيات الإعلام الرقمي

تعد وسائل التواصل الاجتماعي مكانًا رائعًا لمشاركة نشاطك وتجاربك مع الآخرين، وفي بعض الأحيان قد تحتاج للاستعانة بأعمال أشخاص آخرين. ومن المهم حينها الاستشهاد بالمصادر والإشارة لها بوضوح سواءً كانت فيديوهات أو صور أو أعمال إبداعية أو غيرها.

للمؤثرين: لا تعرض نفسك للإحراج

لا تعتقد أنه بإمكانك الاستعانة بمحتوى من مصادر أخرى دون الإشارة لأصحاب الحقوق. يمكن أن يعرضك هذا لإحراج كبير بين متابعين بمجرد قيام شخص بالإشارة لأنك لا تحترم حقوق الآخرين، وحينها فإن أي إجراءات لمعالجة الموقف ستكون غير فعالة. الحل الوحيد أن تلزم نفسك دائماً باحترام الحقوق مهما كانت الاستعانة بالمصادر الأخرى بسيطاً. وتأكد دائماً أن الإشارة لأصحاب الحقوق هو مصدر قوة لك ويجعلك تحظى بموثوقية أكبر على الشبكات الاجتماعية.

لحسابات الأعمال: انتهاك الحقوق قد يدمر نشاطك التجاري

العواقب ستكون أكبر بكثير بالنسبة لحسابات الأعمال، وأي خطأ يتعلق بحقوق الآخرين قد يكلفك الكثير. احرص دائماً على نشر المحتوى الأصلي الخاص بك. وحتى إذا أردت الاستفادة من محتوى من جهات أخرى فقم مباشرة بالتواصل معهم ومعرفة ما يتطلبه الأمر لاستخدام هذا المحتوى في النشاط التجاري.

قاعدة 8: لا تنجرف نحو الأخبار الكاذبة

من المهم أن يكون لديك فكرة حول كيفية اكتشاف المحتوى المزيف عبر الإنترنت. فما تنشره على حساباتك أنت المسؤول عنه. صحيح أن هناك الكثير من المحتويات الرائعة التي تستحق النشر والحديث عنها، لكن مسؤوليتك الأخلاقية والاجتماعية هي عدم تضليل الآخرين من خلال نشر أخبار كاذبة.

للمؤثرين: تحقق من المصادر

تحقق دائمًا من مصادرك وكن متشككاً فيما تقرأه. لا تنخدع بسهولة بمعلومات غير موثوقة ولا تعتمد على الآخرين في نقل المعلومة بل قم بإجراء بحثك الخاص. الأخبار الكاذبة منتشرة في كل مكان ومن أخلاقيات الإعلام الرقمي ألا تكون عاملاً مساعداً في نشرها.

لحسابات الأعمال: تبنى سياسة صارمة تجاه المحتوى

مع كل محتوى تشاركه، تصبح سلامة علامتك التجارية على المحك. يجب أن تستمد الشركات معلوماتها دائمًا من مصادر موثوقة. تحقق دائمًا من صحة المعلومات التي تشاركها وضع سياسة واضحة للفريق فيما يتعلق بالنشر.

قاعدة 9: كافح التنمر

أخلاقيات الإعلام الرقمي

يجب أن يكون كل مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي مسؤولاً وناضجًا بما يكفي لمعارضة التنمر الإلكتروني وألا يكون جزءًا منه. الكثير من المؤثرين تعرضوا لانتقادات كبيرة بسبب التنمر، حتى لو كان ذلك بشكل عفوي أو غير مقصود. فأنت في النهاية تتحمل مسؤولية ما تقوله.

للمؤثرين: تعامل بأفضل طريقة ممكنة

كن دائمًا حساسًا عند التفاعل مع الآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي، وعامل الآخرين كما تحب أن تعامل. فحتى أقل إساءة ممكنة يمكنها أن تؤثر سلبياً على مشاعر الآخرين.

احرص على انتقاء كلماتك بدقة، وحتى لو أردت انتقاد سلوك أو موقف سلبي، فقم بذلك بالطريقة الصحيحة لا عن طريق التنمر والإهانة.

لحسابات الأعمال: مسؤوليتك توعية الآخرين

كعلامة تجارية مؤثرة، من المهم أن تساهم في الأنشطة والمبادرات المتخصصة في مكافة التنمر الإلكتروني. أظهر بشكل واضح أنك تتخذ موقفاً حازماً ضد المتنمرين، ولا تتردد في منع أي محتويات غير مرغوبة حتى مع الحد الأدنى أو التلميح المرتبط بالتنمر.

قاعدة 10: ابتكر قواعد جديدة – أخلاقيات الإعلام الرقمي

هذه النصيحة الأخيرة لكل الأشخاص الذين ينشطون على الإعلام الرقمي. حاول أن تبتكر مبادرات وأنشطة جديدة وأن تكون سباقاً لخلق بيئة اجتماعية أكثر أماناً ولطفاً. ربما يبدأ الأمر بهاشتاج بسيط أو دعوة على نطاق محدود، لكنها قد تتحول لاحقاً إلى واحدة من المعايير الاجتماعية الأخلاقية التي يتبعها ملايين المستخدمين.

كل يوم هو فرصة جديدة لنشر الإيجابية على الشبكات الاجتماعية ومكافحة الكراهية والتنمر والسلوك العدواني. اجعل نشر هذه المفاهيم جزءًا من نشاطك، وحتى لو استطعت التأثير في تغيير شخص واحد من متابعيك فأنت قد غيرت العالم للأفضل.

هاني محمود
مدون تقني

اترك تعليقاً