ما الذي يجعل من محرك بحث “فيسبوك” الجديد دعامةً أساسيةً للتطور المنشود من الشركة؟

أعلن “فيسبوك” قبل أيام عن تطوير محرك بحثه الداخلي وأصدر بياناً رسمياً جاء فيه:

عند كل حدث جديد في العالم، يتم اللجوء لفيسبوك لِجَسِّ ردود الأصدقاء والعائلة. اليوم، نُحَدِّثُ خاصية البحث لتطلعوا على ما يقوله العالم عن المواضيع التي تستأثر باهتمامكم…

هذا، إذن، أبرز تغيير طرأ على عملية البحث، التي تَعَدَّت ما يتشاركه الأصدقاء لتشمل كل المنشورات العامة، حسب الشركة.

من البحث عن الأشخاص إلى البحث عن المحتوى

منذ إطلاقه، مَكَّنَ “فيسبوك” من تكوين شبكات اجتماعية، لذا ارتبطت استعمالاته الأولى بالبحث عن الأشخاص. وسرعان ما تحول إلى خزان للمعلومات المتدفقة، باعتماده على روابط الصداقة بين المستخدمين لنشر المحتوى بشكل “فيروسي” سريع.

وأنتج هذا تزايداً في عدد الخدمات المقدمة من الشركة، التي أصدرت عام 2013 في نسختها الأمريكية، محرك بحث دلالي على مستوى عال من الدقة، أُطْلِقَ عليه اسم “غراف سورتش” (Graph Search)، يجمع بين بيانات الحسابات الشخصية والمعلومات المستقاة من الصفحات لتقديم نتائج تشمل الصور والتعليقات، عن كافة المستخدمين، حتى من تواجد منهم خارج دائرة الصداقة…

ما الجديد الذي أتى به التحديث الأخير لمحرك البحث، إذن؟

 

وسوم واتجاهات

تمتلك “غوغل” محركاً يشكل العصب التقني للباحثين عن الخبر، وجعل منتجها “تراندس” (Trends) من الاتجاهات مدخلاً مفيداً لهذا الغرض.

ويقدم “تويتر” نفس الخدمة في شكل وسوم، مستفيداً من طبيعة شبكته الاحترافية وفاعلية محركه البحثي، ليزكي موقعه كمصدر مهم للمعلومة. وتعد خاصيته الجديدة “مومنتس” (Moments) رداً على إطلاق “المقالات الفورية”، التي أظهرت نية الشبكة الاجتماعية الأكبر في العالم التمركز كوسيط إعلامي.

وإن كان “فيسبوك” قد سَخَّرَ الوسوم والاتجاهات لاستهداف محترفي القطاع، بواسطة منتجه “سيغنال” (Signal)، فإن آليات الموقع لم تكن كافيةً لرصد جيد للبيانات من طرف كافة المستخدمين، خاصة النصية منها والمتعلقة بآخر المستجدات التي يشهدها العالم.

 

حساب مقفل وبيانات مفتوحة

تخزن خوادم “فيسبوك” عدداً هائلاً من البيانات يومياً، وهو ما يفسر تطوير محركها البحثي بطموح الشركة للاحتفاظ بمستخدميها، الراغبين في الولوج لمحتوى متجدد، لكن ذلك مرتبط بفتح المنشورات أمام العموم، حتى لو كان الاطلاع على الحساب مقصوراً على لائحة الأصدقاء.

ويعيد هذا الأمر طرح إشكالية الخصوصية، خاصة في ظل السباق المحموم بين الشركات الكبرى على تحديث طرق استهلاك وتوظيف المعلومة، ومطالبات المستخدمين المتزايدة بحقهم في أن يطوي النسيان بياناتهم الشخصية.

 

نجد بن دريس
مهندس شغوف بالقراءة والبحث، ومهتم بالتقنية، خاصة في تجلياتها الإعلامية، الاقتصادية والاجتماعية.

اترك تعليقاً